المؤسسات.. ونجاح استراتيجيات الذكاء الاصطناعي
فدوى سعد البواردي
يتضمن تبني الذكاء الاصطناعي في المؤسسات تطبيق مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تحسين أداء المؤسسات وزيادة كفاءتها، ومن بين أبرز هذه الاستراتيجيات التحليل للبيانات الضخمة، والذي يهدف إلى استخراج القيمة الكامنة في البيانات المتاحة للمؤسسات، وذلك عبر تحليلها باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، والتنبؤ المستقبلي للنتائج. ومن الاستراتيجات الأخرى تحسين تجربة المستخدم، ويهدف إلى تحسين التعامل مع منتجات وخدمات المؤسسة، وذلك عبر توظيف الذكاء الاصطناعي في توفير محادثات آلية ذكية chatbots تكون متوفرة على مدار الساعة للإجابة على استفساراتهم وكذلك تحليل سلوك المستخدمين وتوفير تجارب ومنتجات مخصصة لهم.
وهناك استراتيجية الأتمتة كذلك، حيث تهدف إلى تحسين الإنتاجية وتقليل التكاليف، وذلك عبر توظيف الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تحليل الأنماط والإجراءات المتكررة وتطبيق الأتمتة عليها، ولا سيما سلاسل الإمداد. كما يجب أن تخطط المؤسسة لضمان وجود الاستدامة البيئية خلال عملها. ويوجد كذلك استراتيجية التنبؤ والتخطيط، والتي تهدف إلى توفير تنبؤات دقيقة بشأن مستقبل المؤسسة وتخطيط استراتيجيات وخطط عمل فعالة، وذلك عبر توظيف الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تحليل البيانات التاريخية وتنبؤ المستقبل بما يخص الأهداف الاستراتيجية.
أما بالنسبة للعوامل الرئيسية لنجاح هذه الاستراتيجيات في المؤسسات السعودية، فتشمل وجود رؤية واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في تحسين الأداء وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة، وكذلك توفر البيانات الكافية والجودة العالية التي يمكن استخدامها في عمليات التحليل والتعلم الآلي، بالإضافة إلى توفر الكوادر الفنية والتقنية المؤهلة والخبرة في تحليل البيانات وتطبيق الذكاء الاصطناعي، والاهتمام كذلك بالتدريب والتطوير الفني للكوادر العاملة في المؤسسة، وتأهيلهم للاستفادة من التقنيات الجديدة وتطبيقها بفعالية، مع توفر الدعم الإداري والمالي.
وهناك العديد من الآليات التي يمكن استخدامها لقياس نجاح الذكاء الاصطناعي في المؤسسات، مثل أداء النظام، حيث يمكن قياس نجاح الذكاء الاصطناعي بأدائه في تنفيذ المهام المطلوبة. وعلى سبيل المثال، يمكن قياس كفاءة نظام الذكاء الاصطناعي في معالجة البيانات أو تحليل المعلومات. ومن الآليات كذلك تحسين الكفاءة، حيث يمكن قياس نجاح الذكاء الاصطناعي من خلال تحسين كفاءة المؤسسة بشكل عام. وعلى سبيل المثال، إذا كان الذكاء الاصطناعي يعمل على تحسين عمليات التصنيع أو تقليل الأخطاء البشرية، فيمكن اعتبار ذلك نجاحا.
وهناك أيضاً تحقيق الأهداف المؤسسية، حيث يعتبر تحقيق أهداف المؤسسة الرئيسية بفضل الذكاء الاصطناعي نجاحا. وعلى سبيل المثال، إذا ساهم الذكاء الاصطناعي في زيادة إيرادات المؤسسة أو تحسين تجربة العملاء أو زيادة نسبة رضاءهم، فيمكن اعتبار ذلك مؤشرا على النجاح.
المصدر: مال