الذكاء الاصطناعي مفتاح لـ”غرف حرب” سلاسل الإمداد

10

AI بالعربي – متابعات

لا تزال صور سفن الحاويات غير القادرة على تفريغ البضائع في عدة موانئ حول العالم التي انتشرت بقوة أواخر العام الماضي عالقة في الأذهان.

وتسبب عدم وجود عدد كافٍ من عمال الشحن خاصة في الموانئ، إلى جانب النقص في سائقي الشاحنات، في إعاقة كبيرة في سلاسل الإمداد حيث لا يمكن نقل معظم المنتجات من الموانئ إلى المستودعات لتجد طريقها إلى تجار التجزئة والمستهلكين بحسب ما ذكر تقرير نشره موقع سي إن بي سي.

وما أن بدأت سلاسل التوريد في التعافي من آثار جائحة كورونا حتى أصيبت بلطمة أخرى أعادتها إلى دائرة الأزمة وهي حرب روسيا على أوكرانيا وما تبعها من عقوبات من قبل الغرب على الدب الروسي الذي قام هو الأخر بفرض عقوبات مضادة.

وأدت العقوبات الأخيرة المفروضة على روسيا إلى عودة الأزمات بشكل جلي في هذه الشبكة المترابطة عالميًا بشكل كبير. كما دفعت بجانب الحرب عمليات إغلاق وقيود في أكبر مراكز الموانئ حول العالم.

الأتمتة والذكاء الاصطناعي

ويقول خبراء الصناعة في هذا الشأن إن الاضطرابات في سلسلة التوريد يمكن الشعور بها لمدة عام آخر، مما يجعل نشر الأتمتة والحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أكثر أهمية.

وارتفعت أسعار النفط والغاز بشكل كبير منذ أن بدأت روسيا في إرسال قوات إلى أوكرانيا أواخر الشهر الماضي. وبلغ متوسط سعر جالون من البنزين العادي نحو 4.33 دولار في الولايات المتحدة بعد أن كان 2.83 دولار قبل عام وهو ما يعكس مدى القفزة التي شهدتها أسعار المحروقات في مختلف أنحاء العالم.

لكن تأثير الطاقة ليس هو المشكلة الوحيدة، فكل شيء من القمح والشعير وزيت عباد الشمس إلى الحديد والصلب والألمنيوم يتعرض للاضطراب، مما يؤثر على سعر العديد من المنتجات حول العالم .

ويمكن للحلول الرقمية، والأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص بحسب التقرير، أن تمنح الشركة مجموعة أكثر تعقيدًا وذات مغزى من تنبيهات المخاطر، بما في ذلك الآثار الجيوسياسية التي لها الآن مثل هذا التأثير الضخم.

وفي هذا الإطار يقول جون بياتيك، نائب الرئيس للاستشارات ورئيس قسم السلع الاستهلاكية وممارسات البيع بالتجزئة في GEP إن ضبط “المخاطر الجيوسياسية يعتمد على الكثير من الاستماع إلى البيانات المفتوحة ومصادر الأخبار والتحليل السريع جدًا للمشاعر القادمة من مناطق معينة من العالم”. سيعطي هذا للشركات قدرات أفضل للسيناريو والتخطيط للطوارئ بدلاً من تخطيط نوع “غرفة الحرب” الذي يحدث الآن.

سلة خبر أوروبا

فأوكرانيا على سبيل المثال “سلة خبز أوروبا” ولعديد من دول العالم خاصة في مجال الحبوب، وقد أدى الغزو الروسي إلى تضرر سلسلة الإمدادات الغذائية بشدة حول العالم.

ووفقًا لبحث من GEP، وهو مزود لسلسلة التوريد وبرامج الشراء للعديد من شركات المدرجة في Fortune 500، فقد وصلت أسعار القمح وفول الصويا إلى أعلى مستوياتها في تسع سنوات، في حين أن أسعار الذرة والحبوب الأخرى آخذة في الارتفاع أيضًا.

ويذكر التقرير إن إلقاء نظرة على سلعة عادية مثل زيت عباد الشمس يوضح مدى انقسام سلسلة التوريد في الوقت الحالي ولماذا تكون شركات السلع الاستهلاكية المعبأة في حالة من الذعر.

فسلعة مثل زيت عباد الشمس المستخدم في رقائق البطاطس والكثير من الأطعمة الخفيفة الأخرى تمثل أوكرانيا وروسيا معًا حوالي 65٪ من صادراتها، وعن هذا يقول جون بياتيك: “كانت هناك بالفعل تقارير عن أعمال شغب، وسرقة، ونهب في أماكن مثل تركيا التي تعد من كبار المستوردين لزيت عباد الشمس، والأسعار تضاعفت بالفعل”.

هذا الاضطراب في السلع مثل الحديد والصلب والنيكل والبلاديوم ، له تأثير مماثل في الصناعات الأخرى. تمثل روسيا حوالي 20٪ من الصادرات العالمية من الحديد والصلب. كما تعطلت إمدادات النحاس، وهو مكون رئيسي في تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية، مما أجبر الشركات على النظر إلى تشيلي وأستراليا كبدائل لروسيا.

الحلول الرقمية مطلوبة

ويقول التقرير نتيجة لهذه فأن التوقفات المفاجئة لتدفق العديد من السلع الأساسية، تستدعي أن تقوم الشركات برؤية أفضل لسلاسل التوريد الخاصة بها.

وعن هذا يقول جوليان ترينت ، نائب رئيس تطوير الأعمال في أوروبا في GEP أن المشكلة تتمثل في أن معظم الشركات الكبيرة لم تستثمر في الحلول الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لسلاسل التوريد الخاصة بها.

أما بياتيك: “الكثير من أنشطة سلسلة التوريد الحالية يدوية وقديمة الطراز وعرضة للخطأ”.

وأضاف: “هناك طرق أكثر كفاءة وفعالية للعمل وأنت بحاجة إلى الأتمتة لدعم ذلك. أعتقد أنه ستكون هناك زيادة في استثمارات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي نتيجة للوباء والغزو الروسي “.

الدافع الآخر للاستثمارات الأكبر في تكنولوجيا سلسلة التوريد هو المجموعة المتزايدة من عوامل الخطر التي تواجهها الشركات. يقول ترينت: “إذا قارنت مؤشرات المخاطر المختلفة التي تستخدمها شركة ما اليوم بمؤشرات ما قبل خمس سنوات ، فهي مختلفة تمامًا”، مشيرا إلى أن العديد من الشركات تنظر في المقام الأول إلى المخاطر المالية على نطاق عالمي.

اترك رد

Your email address will not be published.