الضوابط التنظيمية مفتاح ازدهار سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي

25

AI بالعربي – متابعات

أكدت شركة OpenAI مبتكرة نظام ChatGPT أن اعتماد ضوابط تنظيمية سيكون أمرا مفيدا لطمأنة البشر القلقين بسبب الذكاء الاصطناعي التوليدي وسيعمل على جعل هذه السوق مزدهرة.

وبعد عام على إطلاق منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي الأشهر في العالم والتي تستثمر فيها مايكروسوفت، أبدى رئيس أوبن أي.آي سام ألتمان تأييده لوضع قواعد للثورة في مجال التكنولوجيا “شرط عدم إبطاء التقدم المذهل” في المجال.

وكان نجم شركات التكنولوجيا في سيليكون فالي قد شارك في مؤتمر مع كبار المسؤولين التنفيذيين من غوغل وميتا على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) السنوية، التي تعقد في سان فرانسيسكو هذا الأسبوع.

وأصبح الذكاء التوليدي كلمة رنانة هذا العام بعدما استحوذت تطبيقات مثل تشات جي.بي.تي على خيال الجمهور، ما أثار اندفاعا بين شركات وادي السيليكون مثل غوغل وحتى الشركات الصينية كعلي بابا لإطلاق منتجات مماثلة تعتقد أنها ستغير طبيعة العمل.

وبدأ الملايين من المستخدمين في اختبار مثل هذه الأدوات والتي يقول المؤيدون إنها يمكن أن تقوم بالتشخيصات الطبية وكتابة سيناريوهات وإنشاء ملخصات قانونية وتصحيح الأخطاء البرمجية.

لكنها في الوقت ذاته قد تؤدي إلى قلق متزايد بشأن الكيفية التي يمكن أن تؤدي بها التكنولوجيا إلى انتهاكات الخصوصية وقرارات التوظيف المنحرفة وعمليات الاحتيال والمعلومات الخاطئة.

ورغم نجاحها، فإن تشات جي.بي.تي والواجهات الأخرى القادرة على إنتاج النصوص والصور والأصوات بناءً على طلب بسيط تثير أيضاً مخاوف جدية بشأن مخاطر كثيرة قد تطال التضليل الإعلامي على نطاق واسع أو الوظائف وما ينتج عنه مهن بديلة.

وقال ألتمان في مقابلة مع وكالة فرانس برس عن الفنانين الغاضبين من تطبيقات أوبن أي.آي “نأمل حقا أن يتم اعتماد هذه الأدوات من المبدعين وأن تكون مساعدة لهم”.

وأضاف “بالطبع، سيتعين علينا إيجاد نموذج اقتصادي ناجح”، و”سنحتاج إلى السماح للناس بأن يقرروا ما إذا كانوا يريدون المشاركة فيه أم لا”.

وقدّم فنانون ومبرمجون وكتّاب بينهم جورج آر آر مارتن مؤلف سلسلة غايم أوف ثرونز شكوى هذا العام ضد أوبن أي.آي ومنافسين للشركة الناشئة في كاليفورنيا، متهمين إياها باستخدام أعمالهم لإنشاء واجهاتها في تجاهل لحقوق الطبع والنشر الخاصة بهم، من دون موافقة أو أجر.

وفي هوليوود ركز الإضراب التاريخي لكتّاب السيناريو والممثلين، والذي انتهى أخيرا، بشكل خاص على مخاوفهم من استخدام الذكاء الاصطناعي لاستغلالهم في الأعمال السينمائية.

وأظهر مسح أجراه بنك أميركا مؤخرا أن 29 في المئة من المستثمرين العالميين لا يتوقعون أن يزيد الذكاء الاصطناعي من الأرباح أو الوظائف. ويقارن هذا بنحو 40 في المئة يتوقعون دفعة فعلية لأعمالهم.

وألتمان ليس لديه أعداء فقط. فعند خروجه من قاعة المؤتمرات، تجمهر مشاركون في قمة أبيك من المعجبين برجل الأعمال لالتقاط صور سيلفي معه. وردا على سؤال حول استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصين، قال إنه “لا يعرف الكثير عن كيفية” استخدامها له. وأضاف “هذا الأمر خارج مجال خبرتي”.

واتسمت قمة أبيك بالتنافس بين الولايات المتحدة والصين، المنخرطتين في منافسة اقتصادية وسياسية شرسة. وتستخدم بكين الذكاء الاصطناعي لأغراض مراقبة السكان، ولاسيما من خلال التعرف على الوجه.

وفي أبريل الماضي، قالت السلطات الصينية إنه سيتم فحص أدوات الذكاء الاصطناعي للتأكد من أنها “تعكس القيم الاشتراكية الأساسية ولا تحتوي على مواد تتعلق بتخريب سلطة الدولة”.

وتتم مناقشة تنظيم الذكاء الاصطناعي أيضاً في البرلمانات الأوروبية والأميركية، ولكن بهدف عدم استخدامه للتمييز أو التلاعب أو الاحتيال. وقال ألتمان إن شركته وغيرها من عمالقة الذكاء الاصطناعي الأميركيين تطالب بقواعد جديدة، شرط “ألا تبطئ بعض التقدم المذهل الذي يحدث”.

وتسهّل التكنولوجيا إنشاء مونتاجات واقعية للغاية عبر تقنية التزييف العميق ومحتويات كاذبة، ما يعزز تالياً حملات التضليل.

واعترف ألتمان خلال المؤتمر قائلا إن “هناك الكثير من الأشياء المجهولة، ولا نعرف حتى الآن ما الذي يستطيع الذكاء الاصطناعي التوليدي فعله في ما يتعلق بالفيديو على وجه الخصوص”. وأضاف “لكن ذلك سيحدث بشكل سريع” في عام الانتخابات و”سيتعين علينا مراقبته من كثب للرد فور حدوثه”.

وتقول شركة الاستشارات الأميركية ماكينزي إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يضيف نحو 7.3 تريليون دولار من القيمة إلى الاقتصاد العالمي كل عام، وتعتقد أنه يمكن أتمتة نصف أنشطة العمل اليوم بين عامي 2030 و2060.

اترك رد

Your email address will not be published.