الذكاء الاصطناعي: كيف تُميز بين الصور التي ينتجها والصور الحقيقية؟

AI بالعربي – متابعات

إن المحتوى الذي يُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي آخذ في التوسع والازدياد، سواء في مجالات الفن أو الأدب أو الموسيقى أو التصوير الفوتوغرافي.

فالمحتوى المُنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي متقدم للغاية، لدرجة تجعل من الصعوبة بمكان التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع.

وهذا الموجه يمكن أن تطلب منه صورة بسيطة مثل “امرأة تصرخ” أو “توأم”.

وقد ظهرت المخاطر المحتملة لمثل هذا المحتوى مؤخرا، عندما دخل الفنان الألماني بوريس إلداغسن هذا العام في جائزة سوني العالمية للتصوير الفوتوغرافي، بصورة أنشأها بواسطة الذكاء الاصطناعي وفازت في المسابقة.

وقد رفض إلداغسن تسلم الجائزة، وقال إنه كان مجرد “قرد مخادع” لجأ إلى ذلك ليرى إن كان في استطاعة أي من الحكام أن “يعلم أو يشتبه في أن الصورة أنشأها بواسطة الذكاء الاصطناعي”.

وأضاف: “ينبغي ألا تتنافس الصور الحقيقية والمُنشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي في ما بينها في جائزة كهذه”.

قال أنغس راسل، مؤسس موقع نايت كافيه: “قبل خمس سنوات، كان الناس يقولون إن الذكاء الاصطناعي سيتولى الوظائف الروتينية، لكن الأمور التي تتطلب الإبداع ستكون آمنة لفترة طويلة”.

واستدرك قائلا: “لكن اتضح عكس ذلك تماما. قد تكون الوظائف الإبداعية والقائمة على المعرفة أول الأعمال التي يمكن استبدالها”.

وقال محرر الصور في بي بي سي نيوز، فيل كُومس، على الرغم من أن الصور المزيفة أو التي جرى التلاعب فيها “ليست بالأمر الجديد”، إلا أن نمو الذكاء الاصطناعي من شأنه أن “يولّد بعض التحديات”.

وأضاف: “هناك أدوات يمكن أن تساعدنا في تحديد الصور التي جرى التلاعب بها”.

“ويمكن أن تساعد هذه الأدوات في اكتشاف ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي أيضا”.

وأضاف: “لكنها ليست دليلا مضمونا، ولا يزال الكثير يعتمد على الفحص البصري الدقيق للصورة”.

أما الدكتور ديفيد جيما، وهو أستاذ مشارك في شؤون قضايا الإبداع والابتكار في كلية الصحافة بجامعة كارديف، وقد أبدى إعجابه بالواقعية المفرطة لهذه الصور، قائلا: “كل ما تتوقعه من مواصفات للصورة الجيدة موجود فيها”.

وأضاف: “لا يوجد شيء في هذه الصور يمكن أن يقودك إلى الاعتقاد بأنها أنشئت بأي طريقة أخرى”، في إشارة للذكاء الاصطناعي.

يعتقد الدكتور جيما أن الأمر يستحق النظر فيما يتعلق بسوء الاستخدام المحتمل لصور الذكاء الاصطناعي في الصحافة والمحتوى الواقعي.

“لقد دخلنا نوعا ما إلى منطقة تسبق فيها التكنولوجيا أطر السياسات. وهذا يجعلنا في وضع محفوف بمخاطر كبيرة”.

وأوضح: “يمكن استخدامه لأغراض خبيثة حقيقية، وربما يتطلب الأمر فرض عقوبات”.

“وإلا، كيف تجبر الناس على عدم استخدام الصور التي يعلمون علم اليقين أن عدسة الكاميرا لم تلتقطها، والتي قد تستدعي سرد قصص غير حقيقية في مقابل الصور الواقعية؟!”

ونظرا لأن الصور التي جرى إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أضحت أكثر تقدما، والتطبيقات الخاصة بالذكاء الاصطناعي أضحت متاحة للجميع، سيظل السؤال دائما: هل هي صور حقيقية أم أنها بواسطة الذكاء الاصطناعي؟

المصدر: بي بي سي نيوز

Related Posts

استقالة مرتقبة لكبير علماء “ميتا” تهز خطط الشركة في الذكاء الاصطناعي

AI بالعربي – متابعات تواجه شركة “ميتا” تحديًا جديدًا في مسارها نحو تعزيز قدراتها في الذكاء الاصطناعي، بعد تقارير عن نية أحد أبرز قياداتها العلمية مغادرة الشركة قريبًا. مغادرة محتملة…

“مايكروسوفت” تضخ 10 مليارات دولار لتوسيع قدرات الذكاء الاصطناعي في “البرتغال”

AI بالعربي – متابعات أعلنت شركة “مايكروسوفت” نيتها استثمار أكثر من 10 مليارات دولار في تعزيز بنية الذكاء الاصطناعي التحتية داخل البرتغال. وتأتي هذه الخطوة ضمن موجة توسع كبيرة تشهدها…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات

الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

  • نوفمبر 10, 2025
  • 77 views
الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

  • نوفمبر 8, 2025
  • 81 views
في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

  • أكتوبر 30, 2025
  • 107 views
“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

  • أكتوبر 12, 2025
  • 258 views
الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

  • أكتوبر 1, 2025
  • 349 views
حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

  • سبتمبر 29, 2025
  • 358 views
الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”