الذكاء الاصطناعي ينعش أسهم الشركات المحتضرة
AI بالعربي – متابعات
أنعش الذكاء الاصطناعي أخيرا أسهم شركات البرمجيات المحتضرة. فقد كانت وول ستريت تبحث طوال العام عن أكبر المستفيدين من موجة الذكاء الاصطناعي التي أثارها إطلاق تشات جي بي تي، الآن حان دور مجموعة من الشركات التي انخفضت بعد طفرة التكنولوجيا أثناء الجائحة.
ينبغي أن تكون شركات البرمجيات في وضع جيد لتزويد الأدوات التي تحتاج إليها الشركات لبناء الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتها التجارية، وتضمينه في التطبيقات التي يستخدمها ملايين العمال في حياتهم اليومية. لكن ليس من الواضح على الإطلاق حتى الآن أي الشركات التي ستجد أفضل استخدامات للتكنولوجيا، أو كيف ستجعل العملاء يدفعون.
إن ارتفاعا حادا في أسهم شركتين كافحتا من أجل النمو باستمرار منذ إدراجهما الأخير في سوق الأسهم يسلط الضوء على الأمل وعدم اليقين. فقد تضاعفت أسهم “بلانتير” و”سي ثري. إيه آي” تقريبا منذ أوائل أيار (مايو)، حيث وصفت كل منهما نفسها بأنها مورد لمنصات التكنولوجيا اللازمة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي.
مع ذلك، فإن شركات مثل هذه ستتنافس مع عمالقة مثل جوجل ومايكروسوفت، وتأثيرات الإيرادات مبهمة تماما. كما قال أليكس كارب، الرئيس التنفيذي لشركة بلانتير، لمستثمريه الشهر الماضي، “ليست لدينا استراتيجية تسعير” للذكاء الاصطناعي التوليدي. النظرية، إذا كانت خدمات الذكاء الاصطناعي الجديدة جيدة كما تقول الشركة، فسيكون العملاء سعداء بالدفع بطريقة أو بأخرى.
سيكون هناك كثير من المنافسة. فسهولة وصل برمجيات الذكاء الاصطناعي التوليدي مع الأجهزة – حيث يمكن لأي شخص الاستفادة من نماذج اللغة الكبيرة التي أنشأتها شركات مثل أوبن إيه أي – جعلت التكنولوجيا متاحة على الفور لكل شركة برمجيات.
هناك خطر واضح يتمثل في سباق الموردين لإضافة ميزات وخصائص غير أساسية إلى للذكاء الاصطناعي إلى منتجاتهم الحالية دون التفكير في الفائدة الحقيقية التي تضيفها التكنولوجيا. أيضا، إذا قدم كل مزود بريد إلكتروني اقتراحات نصية تلقائية عند كتابة رسالة، فسينظر إلى الميزة بسرعة على أنها شائعة، ما يجعل من الصعب إقناع العملاء بدفع ثمن لها.
هناك خطر إضافي يتمثل في أنه إذا كان الذكاء الاصطناعي يجعل العمال أكثر إنتاجية، فقد يقلل من كمية البرامج التي يشتريها العملاء. هذا هو السؤال الذي يواجه شركات مثل جت لاب، التي تستخدم لإنشاء البرمجيات ونشرها. وكعديد من شركات البرمجيات، تتقاضى جت لاب رسوما حسب المقعد، أو عدد الأشخاص الذين يستخدمون خدمتها. فإذا كان الذكاء الاصطناعي يجعل المطورين أكثر إنتاجية، فهل سيحتاج العملاء إلى عدد أقل منهم – ويدفعون مقابل عدد أقل من المقاعد؟
حاول سيد سيجبراندج، الرئيس التنفيذي لشركة جت لاب، تجاهل هذا القلق هذا الأسبوع، بحجة أنه إذا خفض الذكاء الاصطناعي تكلفة إنتاج البرمجيات، سيتم إنشاء مزيد من البرمجيات. أعجبت وول ستريت بما سمعته. إذ قفزت أسهم جت لاب بمقدار الثلث بعد أن أعلنت نتائج جيدة وحددت خطتها لزرع الذكاء الاصطناعي التوليدي في كل جانب من جوانب خدمتها.
أدى التهديد للتسعير بناء على عدد المستخدمين والصعوبة المحتملة في إقناع العملاء بدفع علاوة إلى قيام عديد من شركات البرمجيات باستكشاف فكرة فرض رسوم على أساس الاستهلاك، فكلما زاد استخدام العملاء لميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة، زاد ما يتعين عليهم دفعه. وهذا أيضا له ميزة ربط الإيرادات مباشرة باستخدام خدمة ذات تكلفة حوسبة عالية.
ولكن في المدى القصير، سيجلب هذا عدم اليقين الذي يكرهه المستثمرون عادة. فمثلا، ألقت شركة سي ثري باللوم في الركود في الإيرادات المتبقية المستحقة من عقودها الحالية – عادة ما يكون مؤشرا مهما – على حقيقة أنها تتحول إلى التسعير القائم على الاستخدام. إن الانخفاض واضح، وتأثير زيادة الإيرادات المستقبلية غير مؤكد.
إضافة إلى عدم اليقين سيكون هناك انخفاض قصير الأجل في هوامش الربح. إذ تبدأ معظم شركات البرمجيات بحذر، وتقدم ميزات جديدة مجانية للذكاء الاصطناعي أثناء العمل على تحديد ما الذي سيجد قبولا وأفضل طريقة لفرض الرسوم وتحصيلها.
في مقابلة مع كريستينا كريدل من “فاينانشيال تايمز” هذا الأسبوع، قارن شانتانو ناراين، رئيس مجلس إدارة شركة أدوبي هذا مع التحولات السابقة في منصات التكنولوجيا. وتوقع حدوث هزة في نهاية المطاف لعديد من شركات الذكاء الاصطناعي المدعومة برأس المال المغامر التي ظهرت والتي تفتقر إلى نموذج عمل واضح. ومع ذلك، جلبت التحولات السابقة في المنصات حالة من عدم اليقين لفترات طويلة قبل ظهور الفائزين.
يراهن المستثمرون بالفعل على أن الشركات الراسخة مثل أدوبي ستكون في وضع قوي لركوب موجة الذكاء الاصطناعي مع ارتفاع أسهمها 30 في المائة هذا العام. وبالمثل، ارتفعت أسهم سيرفيس ناو، وهي شركة برمجيات سحابية أخرى راسخة تحدثت عن إضافة الذكاء الاصطناعي إلى عديد من خدماتها، بنحو 40 في المائة هذا العام. لكن شركات مثل هذه لا تزال بحاجة إلى إظهار أنها تنتج قيمة حقيقية، ولا تعمل فقط كبائعين للذكاء الاصطناعي التوليدي الذي تنتجه شركات مثل أوبن إيه آي.
المصدر: أرقام