AI بالعربي – متابعات
كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة كاسبرسكي عن تحوّل لافت في أنماط استخدام الذكاء الاصطناعي خلال موسم الأعياد والعطلات، حيث لم يعد دوره مقتصرًا على المساعدة في التسوق أو التخطيط، بل امتد ليشمل تقديم دعم عاطفي ونفسي للمستخدمين، خصوصًا بين جيل الألفية وجيل Z، وسط تحذيرات متزايدة من مخاطر أمن البيانات المرتبطة بالاعتماد المفرط على هذه التقنيات.
انتشار واسع لاستخدام الذكاء الاصطناعي في العطلات
أجرت كاسبرسكي استطلاعها قبيل عطلة عيد الميلاد، بهدف رصد كيفية توظيف المستخدمين لأدوات الذكاء الاصطناعي في التحضير للعطلات والاستفادة من أوقاتها، إلى جانب تحديد أبرز المخاطر السيبرانية المحتملة. وأظهرت النتائج أن شعبية الذكاء الاصطناعي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال عطلة 2025/2026، إذ أشار 74% من المشاركين إلى نيتهم استخدام هذه التقنيات في أنشطتهم خلال العطلة.
الشباب في صدارة المستخدمين
بيّن الاستطلاع أن فئة الشباب هي الأكثر حماسًا لاعتماد الذكاء الاصطناعي، حيث أكد 86% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا أنهم سيستخدمون هذه الأدوات خلال فترة العطلات، ما يعكس عمق اندماج التقنيات الذكية في حياتهم اليومية.
أغراض متعددة تتجاوز التخطيط والتسوق
أوضح المشاركون أنهم ينوون استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض متنوعة، إذ يعتمد أكثر من نصفهم على هذه الأدوات للبحث عن وصفات الطعام بنسبة 56%، أو للعثور على مطاعم وأماكن للإقامة بنسبة 54%، في مؤشر واضح على الدور المتنامي للتقنية في تسهيل عمليات البحث وتوفير الوقت.
كما أظهرت النتائج أن 50% من المستخدمين يلجؤون إلى الذكاء الاصطناعي لتبادل الأفكار المتعلقة بالهدايا وطرق الاحتفال وزينة العيد، إلى جانب استلهام أفكار لقضاء أوقات الفراغ خلال العطلة. وفي موسم الأعياد، يتحول الذكاء الاصطناعي إلى مساعد تسوق فعّال لدى نحو نصف المشاركين، من خلال إنشاء قوائم التسوق، والبحث عن أفضل العروض، وتحليل تقييمات المنتجات.
تحذيرات من موثوقية المعلومات والمخاطر السيبرانية
رغم الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تسهيل تجربة التسوق، حذرت كاسبرسكي من الاعتماد الكامل على المعلومات التي تقدمها روبوتات المحادثة، مشددة على ضرورة التحقق من الروابط قبل النقر عليها، تحسبًا لاحتمال احتوائها على محتوى خبيث أو محاولات تصيد احتيالي. كما أوصى خبراء الأمن السيبراني باستخدام حلول حماية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف محاولات الاحتيال وتقليص المخاطر.
الذكاء الاصطناعي كداعم نفسي افتراضي
لم تتوقف مساهمة الذكاء الاصطناعي عند حدود التخطيط والتسوق، بل برزت له وظيفة جديدة تتمثل في تقديم الدعم النفسي، حيث أفاد 29% من المستخدمين بأنهم يفكرون في محادثة الذكاء الاصطناعي عند الشعور بالحزن خلال العطلات. وأظهرت النتائج أن جيل الألفية وجيل Z هم الأكثر توجهًا لاستخدام هذه الميزة مقارنة بالفئات العمرية الأخرى.
تحذير من التحيزات ومشاركة البيانات
وفي هذا السياق، علّق فلاديسلاف توشكانوف، مدير مجموعة مركز أبحاث تقنيات الذكاء الاصطناعي لدى كاسبرسكي، موضحًا أن تطور النماذج اللغوية الكبيرة حسّن قدرتها على إجراء محادثات هادفة، إلا أنها تتعلم من بيانات الإنترنت، ما قد يؤدي إلى تكرار أخطاء أو تحيزات موجودة في محتوى التدريب. ودعا المستخدمين إلى التعامل مع اقتراحات الذكاء الاصطناعي بحذر، وعدم الإفراط في مشاركة المعلومات الشخصية.
نصائح لحماية الخصوصية أثناء استخدام الذكاء الاصطناعي
أكدت كاسبرسكي أن التواصل مع خدمات الذكاء الاصطناعي قد يبدو شخصيًا وسريًا، إلا أن معظم هذه الخدمات مملوكة لشركات تجارية تجمع البيانات وتعالجها وفق سياساتها الخاصة. ولتقليل المخاطر، أوصت الشركة بمراجعة سياسات الخصوصية قبل استخدام أي أداة، وتجنب مشاركة المعلومات الشخصية أو المالية، والاعتماد على خدمات موثوقة معروفة بمستويات عالية من الأمان وحماية الخصوصية.








