AI بالعربي – متابعات
تشهد أسواق أشباه الموصلات حالة من التوتر المتزايد، في ظل تصاعد المخاوف من احتمال تشكّل فقاعة في تجارة الذكاء الاصطناعي، وذلك عقب نتائج مالية أثارت قلق المستثمرين وأعادت طرح تساؤلات حول استدامة النمو في هذا القطاع الحيوي.
برودكوم تشعل القلق بعد إعلان الأرباح
أثارت شركة برودكوم، الرائدة في تصنيع شرائح الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي، حالة من القلق في الأسواق عقب إعلان أرباحها للربع الرابع، خاصة في ظل عدم تقديمها توقعات كاملة ومفصلة لإيرادات أنشطة الذكاء الاصطناعي، وهو ما اعتبره المستثمرون نقطة ضعف في مستوى الشفافية.
ووفق تقارير صادرة عن دويتشه بنك وبنك جيه بي مورجان، شعر المستثمرون بخيبة أمل واضحة نتيجة غياب رؤية واضحة بشأن نمو إيرادات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي انعكس سريعًا على حركة الأسهم.
تراجع جماعي في أسهم شركات الرقائق
وامتد القلق إلى شركات أخرى عاملة في قطاع أشباه الموصلات، حيث سجلت أسهم مارفيل تراجعًا بنحو 1 في المائة، وانخفض سهم ميكرون تكنولوجي بنسبة 3 في المائة، بينما تراجع سهم أدفانسد مايكرو ديفايسز بنحو 1 في المائة، في مؤشر على ضغوط عامة يشهدها القطاع.
ويرى محللون أن هذا التراجع يعكس مزاجًا حذرًا لدى المستثمرين تجاه شركات الرقائق، بعد موجة من المكاسب القوية التي حققتها أسهم القطاع خلال الفترة الماضية.
طلبات ضخمة لم تقنع المستثمرين
من جانبه، أشار بول هيكي، المؤسس المشارك لمجموعة بيسبوك للاستثمار، إلى أن حجم الطلبات المتراكمة على منتجات الذكاء الاصطناعي لدى برودكوم، والبالغة نحو 73 مليار دولار خلال 18 شهرًا، لم يكن كافيًا لطمأنة المستثمرين.
وأوضح أن بعض المستثمرين وصفوا هذه التوقعات بأنها غير كافية، وهو ما زاد من الجدل حول شفافية إيرادات الذكاء الاصطناعي المتوقعة للشركة في العام المالي 2027.
سهم برودكوم لا يزال قويًا رغم الضغوط
ورغم التراجعات الأخيرة، لا يزال سهم برودكوم مرتفعًا بأكثر من 56 في المائة منذ بداية العام، ما يعكس استمرار ثقة شريحة من المستثمرين في أداء الشركة على المدى الطويل.
إلا أن مراقبين يؤكدون أن القطاع بأكمله بات تحت المجهر، في ظل تنامي المخاوف من أن تكون بعض التوقعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مبالغًا فيها.
مخاوف تمتد إلى عمالقة التكنولوجيا
ولم تقتصر الضغوط على شركات أشباه الموصلات فقط، إذ شهدت أسهم شركات تكنولوجية كبرى مثل أوراكل وميتا ومايكروسوفت تراجعات ملحوظة، على خلفية توقعات الإيرادات والمصاريف المستقبلية، وهو ما زاد من حذر المستثمرين تجاه قطاع الذكاء الاصطناعي ككل.
تصحيح مؤقت أم بداية مرحلة جديدة؟
ويرى بعض المحللين أن هبوط أسهم برودكوم يعكس توجهًا أوسع داخل سوق التكنولوجيا، حيث يسعى المستثمرون إلى إعادة تقييم شركات الرقائق بعد فترة من الأرباح المرتفعة.
وبحسب شبكة “CNBC”، فإن السوق لا يزال متفائلًا بإمكانات الذكاء الاصطناعي على المدى الطويل، لكنه بدأ يشكك في بعض التقديرات الحالية، ما أدى إلى تصحيح مؤقت في أسعار الأسهم، مع احتفاظ شركات مثل برودكوم بمستويات مرتفعة نسبيًا مقارنة ببقية القطاع، في إشارة إلى بقاء الثقة في أدائها المستقبلي.








