
AI بالعربي – متابعات
في الوقت الذي يواصل فيه الذكاء الاصطناعي تطوير أدوات غير مسبوقة لدعم الابتكار والإنتاجية، بدأت ملامح وجهٍ آخر أكثر خطورة بالظهور. إذ تحولت بعض هذه الأدوات إلى وسيلة فعّالة لتنفيذ عمليات نصب وتشويه، خصوصًا عبر تقنيات “التزييف العميق” أو الـDeepfakes التي تُعيد تشكيل الواقع بطرق يصعب كشفها.
القرصنة تتطور إلى أساليب نصب ذكية
حذّر تامر إمام، مؤسس منصة “Followist” للاقتصاد الرقمي، من توسع استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات الـDeepfakes في تنفيذ عمليات احتيال إلكتروني متقنة.
وأوضح أن مصطلح “القرصنة” لم يعد يشير إلى اختراقات بدائية، بل أصبح غطاءً أنيقًا لعمليات نصب متقدمة تعتمد على صور وأصوات مزيفة يصعب تمييزها عن الأصل.
وأضاف إمام أن الخطر الأكبر يكمن في قدرة هذه التقنيات على إنتاج مقاطع صوتية ومرئية لشخصيات عامة أو مواطنين عاديين، توحي بأنهم أدلوا بتصريحات أو ارتكبوا أفعالًا لم تحدث أصلًا. وأكد أن تلك الممارسات قد تؤدي إلى أضرار قانونية جسيمة، إذ يصعب حتى على القاضي التفريق بين الحقيقي والمزيّف في كثير من الحالات.
البيانات الشخصية.. الباب المفتوح أمام المحتالين
وأشار إمام إلى أن الاستهانة بمشاركة البيانات الشخصية عبر الإنترنت تجعل المستخدمين هدفًا سهلاً لعمليات احتيال رقمية. فكل معلومة تُشارك تُستخدم لاحقًا ضمن سلاسل معقدة من تجارة البيانات أو في حملات تسويقية مضللة. وأوضح أن المستخدم يصبح “شريكًا غير مقصود” في جرائم رقمية من دون أن يدرك ذلك.
غياب القوانين يفاقم التهديد العالمي
وأكد إمام أن الخطر لا يكمن فقط في تطور التكنولوجيا، بل في غياب تشريعات متخصصة ومحاكم مؤهلة للتعامل مع هذا النوع من الجرائم الرقمية. وأضاف أن معظم الدول، بما فيها الغربية، تعاني ارتباكًا واضحًا في مواجهة هذه التحديات، ما يترك المجال مفتوحًا أمام المحتالين والمبرمجين الخبثاء لاستغلال ثغرات الأنظمة القانونية.
الحاجة إلى تشريعات ووعي رقمي
وشدد إمام على أهمية تطوير قوانين واضحة وسريعة الاستجابة للتطور التكنولوجي، إلى جانب رفع مستوى الوعي الرقمي لدى الأفراد والمؤسسات. فالتصدي لظاهرة “التزييف العميق” لا يتطلب فقط حلولًا تقنية، بل أيضًا إدراكًا مجتمعيًا بخطورة مشاركة المعلومات دون وعي أو تدقيق.