
AI بالعربي – متابعات
تتحول السماء فوق المدن الأميركية إلى مسرح جديد للتقنيات الذكية، إذ اعتمدت الشرطة طائرات مسيّرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنفيذ مهام حساسة تتراوح بين الملاحقة والتحقيق والإنقاذ.
توسع سريع في استخدام الطائرات الذكية
أوضح موقع “أكسيوس” أن أقسام الشرطة في مختلف الولايات الأميركية باتت تستخدم طائرات تعمل بالذكاء الاصطناعي في التحقيقات، وملاحقة المشتبهين، والاستجابة لحالات الطوارئ، وحتى توصيل عقار “ناركان” لإنقاذ ضحايا الجرعات الزائدة.
ويأتي هذا التحول في ظل نقص الكوادر البشرية وارتفاع ضغوط مكافحة جرائم العنف.
بديل منخفض التكلفة ومرتفع الكفاءة
تشير البيانات إلى أن أكثر من 1500 قسم شرطة وشريف استخدموا طائرات بدون طيار بحلول نهاية عام 2024، بزيادة بلغت 150% مقارنة بعام 2018، وفق موقع Police1.com المتخصص بأخبار إنفاذ القانون.
ويعتمد التمويل على المنح الفيدرالية وميزانيات الولايات، إذ تعد تكلفة تشغيل هذه الطائرات أقل بكثير من تكلفة الطائرات المروحية التقليدية.
من ميامي إلى مينيسوتا.. المدن تتسابق لاعتماد التقنية
شهد عام 2025 توسعًا واسعًا في برامج الطائرات المسيّرة داخل مدن مثل ميامي وكليفلاند وكولومبوس وشارلوت، في حين تعمل إدارات أخرى على توسيع أساطيلها.
وفي ولاية مينيسوتا، أنفقت الوكالات الأمنية أكثر من مليون دولار على هذه التقنية خلال عام 2023، بزيادة 44% عن العام السابق، وفقًا لمكتب التحقيقات الجنائية في الولاية.
مهام متعددة وقدرات ذكية
تُستخدم الطائرات الذكية في المراقبة، والبحث عن المفقودين، وتوثيق الحوادث، وإعادة بناء مسار الجرائم.
كما تساهم في قراءة لوحات السيارات، ورصد الحشود، والاستجابة السريعة لمكالمات الطوارئ عبر الرقم 911.
وتقوم بعض الطائرات بإيصال عقار “ناركان” أو أدوية أخرى للموقع مباشرة، مما يجعلها جزءًا من وحدات الاستجابة الأولية.
جدل حول الخصوصية والمراقبة
رغم فعاليتها العالية، تثير هذه المسيرات تساؤلات متزايدة حول حدود المراقبة والخصوصية في الفضاء العام.
فبينما تسهم التقنية في تقليل المواجهات المباشرة بين الضباط والمشتبهين، إلا أنها توسّع نطاق جمع البيانات من مواقع الحوادث والمناطق السكنية.
مستقبل الأمن في عصر الذكاء الاصطناعي
يرى خبراء الأمن أن استخدام الطائرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي سيزداد خلال السنوات المقبلة.
فهي تمنح الشرطة منظورًا جوّيًا وبيانات فورية تساعد في اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة.
لكن التحدي الأكبر يبقى في إيجاد توازن بين الأمان العام وحماية الخصوصية الفردية.
خلاصة
تتحول الطائرات المسيّرة إلى “عيون إلكترونية” جديدة في السماء الأميركية، تجمع بين الكفاءة التقنية والتحديات الأخلاقية.
ومع استمرار التطور السريع في الذكاء الاصطناعي، يبدو أن سماء المدن الأميركية ستبقى تحت المراقبة الذكية لوقت طويل.