تقنية “التقطير” تقود ثورة في تصغير نماذج الذكاء الاصطناعي

AI بالعربي – متابعات 

تُعد تقنية “التقطير” (Distillation) من أبرز التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسمح بنقل المعرفة من نموذج ضخم ومعقد إلى نموذج أصغر حجماً وأقل تكلفة، مع الحفاظ على مستوى أداء مقارب. هذه الآلية تمنح المؤسسات والمطورين فرصة تشغيل نماذج فعّالة دون الحاجة إلى موارد هائلة أو أجهزة عالية الكلفة.

خفض التكلفة وتحسين الكفاءة

أعلنت مختبرات بحثية عن تدريب نموذج “Sky-T1” مفتوح المصدر باستخدام تقنية التقطير بتكلفة لم تتجاوز 450 دولارًا فقط، مع نتائج تضاهي نماذج أكبر بكثير من حيث الدقة والقدرة على المعالجة. هذا الإنجاز يثبت أن الاعتماد على التقطير يمكن أن يكون خيارًا اقتصاديًا مؤثرًا، خصوصًا في ظل الارتفاع الكبير لتكاليف تطوير وتشغيل النماذج الضخمة.

تقليص الحجم بنسبة تصل إلى 70%

واحدة من أبرز مزايا هذه التقنية أنها قادرة على تقليص حجم النماذج بنسبة تصل إلى 70%، مما يتيح تشغيل الذكاء الاصطناعي على أجهزة أضعف مثل الحواسيب المحمولة والهواتف الذكية. هذه الخطوة تمثل تحولًا جوهريًا في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر شمولية وإمكانية للوصول، خاصة في الأسواق الناشئة التي تعاني من ضعف البنية التحتية التقنية.

أثر التقنية على مستقبل الذكاء الاصطناعي

يرى الخبراء أن “التقطير” سيلعب دورًا محوريًا في تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، بدءًا من تطبيقات الأعمال والطب وحتى التعليم. كما أن الشركات العملاقة مثل جوجل وOpenAI ستواجه منافسة متزايدة من مطورين مستقلين قادرين على الاستفادة من هذه التقنية لإطلاق حلول مبتكرة بتكاليف منخفضة.

فرص وتحديات

رغم الفوائد الواضحة، لا تزال هناك تحديات تتعلق بالموازنة بين الحجم الصغير للنماذج والمحافظة على أعلى مستويات الأداء. لكن المؤشرات الحالية تؤكد أن التقطير سيظل أحد المحركات الرئيسية لتطور الذكاء الاصطناعي خلال الأعوام المقبلة، وسيغير شكل المنافسة بين الشركات الكبرى والناشئة على حد سواء.