اختراق جديد في الذكاء الاصطناعي يتنبأ بكيفية صنع الحمض النووي الريبي المرسال للبروتينات داخل الجسم
AI بالعربي – متابعات
في تقدم علمي لافت، كشف فريق من العلماء عن أداة ذكاء اصطناعي مبتكرة تحمل اسم RiboNN، قادرة على التنبؤ بدقة بكيفية تحويل الخلايا البشرية والـفأرية خيوط الحمض النووي الريبي المرسال إلى بروتينات. يمثل هذا التطور نقلة نوعية في فهم العمليات الحيوية الأساسية، مع إمكانات واسعة لتطوير علاجات قائمة على الحمض النووي الريبي المرسال.
ما هي أداة RiboNN وكيف تعمل؟
تعتمد أداة RiboNN على تقنيات التعلم العميق، وقد جرى تدريبها على قاعدة بيانات ضخمة تضم أكثر من 10,000 تجربة تنميط ريبوسومي عبر 140 نوعًا مختلفًا من الخلايا البشرية والـفأرية. هذه التجارب مكّنت الأداة من بناء نموذج تنبؤي غير مسبوق في دقته، قادر على قياس ما يُعرف بـ«كفاءة الترجمة»؛ أي مدى قدرة الخلية على إنتاج البروتينات من الحمض النووي الريبي المرسال.
تفوق على النماذج السابقة
أظهرت النتائج أن RiboNN يتفوق على جميع النماذج السابقة بهامش واسع، إذ يقدم في كثير من الأحيان دقة مضاعفة في التنبؤ بكفاءة الترجمة مقارنة بالأساليب التقليدية.
هذا المستوى من التقدم يضع الأداة في موقع ريادي ضمن مجال البيولوجيا الحاسوبية، ويؤسس لمرحلة جديدة من الأبحاث في علم البروتينات والطب الحيوي.
انعكاسات طبية ثورية
يرى الخبراء أن هذه الدقة العالية يمكن أن تحدث ثورة في تطوير العلاجات القائمة على الحمض النووي الريبي المرسال، التي شهدت بالفعل طفرة هائلة خلال جائحة «كوفيد-19». فمن خلال التنبؤ المسبق بكيفية إنتاج البروتينات داخل الخلايا، بات من الممكن تصميم أدوية وعلاجات أكثر استهدافًا للأمراض المزمنة والسرطانات، مع تقليل الآثار الجانبية وتحقيق فعالية علاجية أكبر.
نحو مستقبل علاجي أكثر دقة
يمثل نجاح RiboNN خطوة أساسية نحو تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة عملية داخل المختبرات الطبية وشركات الأدوية، حيث سيساعد في تسريع عملية تصميم الأدوية واختبار فعاليتها قبل الوصول إلى مراحل التجارب السريرية المكلفة. ومع استمرار تطوير هذه الأداة وتوسيع قاعدة بياناتها، يتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا محوريًا في رسم ملامح المستقبل العلاجي المبني على الحمض النووي الريبي المرسال.