الذكاء الاصطناعي في التوظيف: بين الثقة والتشكيك
AI بالعربي – متابعات
معظم الباحثين عن عمل منفتحون على استخدام الذكاء الاصطناعي، لكنهم قلقون من أنه لن يحكم على مهاراتهم بشكل عادل.
في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة، يبدي معظم الباحثين عن عمل انفتاحًا تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث عن وظائف، لكنهم يعبرون عن قلقهم بشأن قدرته على تقييم مهاراتهم بإنصاف. فبينما يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة يمكن أن تعزز فرص التوظيف، يتصاعد التشكيك عندما يتعلق الأمر بدوره في اتخاذ قرارات التوظيف الحاسمة.
وفقًا لاستطلاع حديث أجرته مجموعة أديكو على 30,000 عامل في 23 دولة، يفضل الباحثون عن عمل الحكم البشري على تقييمات الذكاء الاصطناعي، لا سيما عند تقدير المهارات غير التقليدية. في 19 قطاعًا من أصل 22 شملها الاستطلاع، أبدى المشاركون ثقة أكبر في التقييم البشري، خاصة في قطاعات مثل التصنيع (+18%)، الرعاية الصحية (+17%)، والقانون (+17%). وعلى الرغم من ذلك، كانت هناك استثناءات، حيث فضل الباحثون عن عمل الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الطيران (+11%)، التنقل (+3%)، والتجارة الإلكترونية (+3%).
لماذا لا يحظى التوظيف بالذكاء الاصطناعي بالثقة؟
ثمة مخاوف كثيرة بشأن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في التوظيف، لكن أبرزها يتمثل في عدم قدرته على التقاط الإشارات غير اللفظية، مثل لغة الجسد ونبرة الصوت، وهو ما يشكل قلقاً لدى 42% من المشاركين في الاستطلاع. كما أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تفسير هذه الإشارات تثير قلقاً أكبر بين النساء (47%) مقارنة بالرجال (38%).
إضافةً إلى ذلك، يشكك 32% في قدرة الذكاء الاصطناعي على اختيار المرشحين الأفضل، بينما تخشى 23% من النساء من تجاهل المهارات غير التقليدية مثل العمل التطوعي والسفر. ويبدو هذا القلق أكثر وضوحاً بين النساء (26%) مقارنة بالرجال (19%).
علاوة على ذلك، هناك مخاوف من احتمال تحيز الذكاء الاصطناعي ضد فئات معينة من المرشحين، وهو أمر أثار قلقاً خاصاً في دول مثل سويسرا (23%)، أستراليا (19%)، فرنسا (18%)، وألمانيا والولايات المتحدة (17%).
أي الباحثين عن عمل هم الأكثر ثقة في التوظيف باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
وفقاً للبيانات، فإن حاملي الشهادات الجامعية هم الأكثر انفتاحاً على الذكاء الاصطناعي في عملية الاختيار، حيث أبدى 65% منهم ثقة في هذه التقنية، مقارنة بـ 39% فقط من الحاصلين على شهادة الثانوية العامة.
على الرغم من الشكوك المحيطة بدور الذكاء الاصطناعي في تقييم المهارات، فإن غالبية المشاركين (64%) يعتقدون أن التكنولوجيا يمكن أن تكون مفيدة في مطابقة المرشحين مع الوظائف المناسبة، كما أنها قد تساعد أصحاب العمل على تحديد توصيفات وظيفية أكثر دقة.
في تقريرها “القوى العاملة العالمية للمستقبل”، تؤكد أديكو أن الشركات يجب أن تستثمر في الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة التوظيف، لكنها تشدد على ضرورة إشراك العنصر البشري في العملية. فالتوظيف لا ينبغي أن يعتمد فقط على المهارات والخبرات التقنية، بل يجب أن يأخذ في الاعتبار الإمكانات الكامنة لدى الأفراد، وهو أمر لا يمكن للذكاء الاصطناعي وحده تقييمه بدقة.
كما توصي أديكو بضرورة التزام الشركات بالشفافية حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف، لضمان ثقة الباحثين عن عمل وتعزيز مصداقية عمليات التوظيف المستقبلية.