الصحافة في ظل الذكاء الاصطناعي

92

سارا القرني

يعد الذكاء الاصطناعي من أبرز التكنولوجيات التي تؤثر إيجاباً على تطوير مجال الصحافة والإعلام، ويساعد الذكاء الاصطناعي على تحسين كفاءة وسرعة جمع المعلومات وفهمها، ويقدم فرصًا حقيقية لإنشاء صحف مقروءة تديرها هذه التقنيات، وتلعب هذه الصحف دورًا مهمًّا في تحفيز صناعة الصحافة والإعلام لتقليد هذه التجارب الناجحة.وتعتبر “The Los Angeles Times” أول جريدة تُعرف باستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى، حيث في عام 2014م استخدمت “The Los AngelesTimes” تقنية الذكاء الاصطناعي التي تدعى Quakebot للإبلاغ عن الزلازل، وتقوم هذه التقنية بتوليد مقالات الأخبار تلقائيًّا في وقتها الحقيقي استنادًا إلى البيانات الزلزالية من المسح الجيولوجي الأمريكي.

وتجدر الإشارة إلى وجود تجارب ناجحة لصحف مقروءة تديرها تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل “The Washington Post” العريقة، التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين الكتابة الصحفية والتفاعل مع القرّاء، بالإضافة إلى إطلاق نظام “Heliograf” الذي يعمل كمراسل افتراضي في الصحيفة لإنتاج تقارير صحفية تلقائية. وخلال بحثي البسيط في هذا الأمر.. وجدت العديد من المقالات والتجارب التي تثبت أن الذكاء الاصطناعي يمكنه المساهمة في كتابة المحتوى الصحفي بطريقة فعّالة، بحيث يمكنه استخراج البيانات، وتحليل الاتجاهات وهي عملية استخدام البيانات والمعلومات لفهم وتقدير الاتجاهات والاتجاهات المستقبلية في سياق معين، سواء كان ذلك في المجالات المالية والاقتصادية، أو السوقية، أو السياسية، أو الثقافية، وغيرها، ويُستخدم تحليل الاتجاهات في عدة مجالات للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية واتخاذ القرارات الاستراتيجية بناءً على هذه التوقعات، وكذلك يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل المعلومات، وإنتاج تقارير دقيقة بشكل أسرع وأكثر كفاءة بناءً على البيانات المتوفرة في الشبكة العنكبوتية.

باختصار، يعد الذكاء الاصطناعي شريكًا قويًّا لصناعة الصحافة والإعلام، حيث يساهم في تطوير المحتوى الصحفي وتوفير فرص جديدة لإبداع الصحفيين وتحسين تفاعل القرّاء مع الأخبار. فعلى سبيل المثال.. استخدمت صحيفة “The Guardian” تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفاعل مع القرّاء من خلال تحليل البيانات وتوصيات المقالات، أيضًا، شركة “OpenAI” طورت نموذجًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي يدعى “GPT-3” والذي يمكنه إنتاج نصوص مقنعة وواقعية. إلا أننا لا ننكر وجود بعض المشكلات الأخلاقية المحتملة عند استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى الصحفي، من هذه المشكلات “الشفافية”.. إذ يمكن أن يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى الصحفي مسألة الشفافية، لأن بعض القرّاء يعانون من صعوبة فهم ما إذا كان المحتوى قد تم إنشاؤه بواسطة مولد نصوص ذكاء اصطناعي أو بواسطة صحفي بشري. وكذلك “الأخطاء والتحيز”.. إذ قد يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة في فهم السياق والمعاني الدقيقة، مما قد يؤدي إلى وجود أخطاء في المحتوى أو إلى التحيز في الكتابة.

ولا ننسى “الخصوصية” التي قد تنشأ, مخاوف بشأن الخصوصية والأمان عندما يكون الذكاء الاصطناعي متورطًا في جمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات الشخصية لإنشاء المحتوى. و”الانعكاسات الاجتماعية” التي يمكن أن يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى الصحفي إلى تقويض دور الصحفيين البشريين وتقليل الفرص المتاحة لهم.

المصدر: الجزيرة

اترك رد

Your email address will not be published.