
AI بالعربي – متابعات
في خطوة تعكس وعيًا متزايدًا بمخاطر التقنية على الإنسان، أعلنت شركة OpenAI عن تشكيل مجلس استشاري جديد يُعنى بالصحة النفسية والعاطفية لمستخدمي تقنياتها، بهدف تقليل التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعي على رفاهية الأفراد.
مجلس جديد لمتابعة تأثير الذكاء الاصطناعي على المستخدمين
يضم المجلس ثمانية خبراء في مجالات الصحة النفسية والتفاعل بين الإنسان والتقنية. وسيتولى هؤلاء المتخصصون تقديم الاستشارات حول كيفية تطوير أدوات OpenAI بما يراعي الجانب النفسي والعاطفي للمستخدمين.
تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، إذ تواجه الشركة انتقادات متزايدة بشأن تأثير روبوتات الدردشة، مثل ChatGPT، على المراهقين وصحتهم النفسية.
ضغوط قانونية ومجتمعية على شركات الذكاء الاصطناعي
خلال الأشهر الماضية، تصاعدت دعاوى قضائية في الولايات المتحدة تُحمّل نماذج الدردشة الذكية مسؤولية التأثير في قرارات بعض المستخدمين، خاصة في حالات حساسة مثل الانتحار.
هذا الواقع وضع الشركات التقنية، ومن بينها OpenAI، تحت ضغط متزايد لتبني سياسات أكثر وعيًا بالصحة النفسية.
حدود سلطة المجلس الاستشاري
رغم أهمية الخطوة، أكدت OpenAI أن المجلس الاستشاري لا يمتلك صلاحيات لاتخاذ قرارات ملزمة، بل يقدّم توصيات تُراجعها إدارة الشركة.
وأضافت الشركة أنها ستستفيد من آراء الأطباء والسياسيين المشاركين في المجلس لتطوير أدواتها بشكل أكثر أمانًا، إلا أن غياب الصلاحيات التنفيذية أثار تساؤلات حول مدى جدّية الالتزام بالتغيير الحقيقي.
مقارنة بمحاولات سابقة في وادي السيليكون
تشبه هذه المبادرة جهود شركات أخرى مثل Meta التي شكّلت مجالس استشارية لقضايا الخصوصية والمحتوى، لكنها واجهت انتقادات لتجاهلها توصيات تلك المجالس.
ويرى مراقبون أن نجاح مجلس OpenAI يعتمد على مدى ترجمة توصياته إلى سياسات واضحة تؤثر فعليًا في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
اختبار الجدية خلال الأشهر المقبلة
الأشهر القادمة ستكون حاسمة لتحديد مدى التزام OpenAI بحماية الصحة النفسية لمستخدميها. فإذا أثمرت الخطوة عن تغييرات ملموسة، فستُعد تحولًا حقيقيًا في العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإنسان.
أما إذا بقي المجلس مجرد هيئة استشارية بلا تأثير، فقد يُنظر إلى الخطوة على أنها محاولة لتخفيف الانتقادات بدلًا من مواجهة جذور المشكلة.