حرب الذكاء الاصطناعي.. سباق يفتح صراعا جديدا بين الصين وأميركا
AI بالعربي – متابعات
سارعت شركات التكنولوجيا الكبيرة في الولايات المتحدة والصين هذا الشهر للإعلان عن أبحاثها في أدوات ذكاء اصطناعي مماثلة لتطبيق الدردشة “ChatGPT”. وغالباً ما أشارت إعلاناتهم إلى برنامج الذكاء الاصطناعي المدعوم من “مايكروسوفت”، مع الكشف عن بعض التفاصيل حول طبيعة أعمالهم.
يأتي ذلك، بعدما أحدث روبوت الدردشة “ChatGPT” المدعوم بالذكاء الاصطناعي عاصفة في عالم التكنولوجيا في الأشهر القليلة الماضية بفضل قدرته على إنشاء كل شيء بدءاً من القصائد وحتى استراتيجيات العمل في محادثات باللغة الطبيعية الشبيهة بالبشر.
ورصد تقرير موسع لشبكة “CNBC”، اطلعت عليه “العربية.نت”، أحدث خطوات شركات التكنولوجيا العملاقة، في هذا المجال – بما في ذلك الشركات الموجودة في الصين.
مايكروسوفت في الطليعة
تخطط شركة “مايكروسوفت” لتجديد محرك بحث “Bing” قليل الاستخدام الخاص بها باستخدام تقنية “OpenAI” في محاولة للتنافس مع “غوغل”. لكن المستخدمين الأوائل لـ “Bing AI” أبلغوا عن عدم الدقة والمحادثات المخيفة مع “تطبيق الدردشة”.
واستثمرت “مايكروسوفت” نحو 10 مليارات دولار، في شراكتها مع “OpenAI”.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للشركة الناشئة “OpenAI”، إن التمويل بالغ الأهمية، إذ إن كل محادثة عبر “ChatGPT” تكلف بضعة سنتات.
وفيما بدا تطبيق “ChatGPT” تهديدا لمستقبل “غوغل”، كشف عملاق البحث على الإنترنت عن برنامجه للذكاء الاصطناعي المنافس “Bard”، والذي أظهر الكثير من الأخطاء، ودفع الشركة لإعادة كتابة البرنامج من البداية.
وفي هذه الأثناء، فضّلت شركة “أبل” التزام الصمت، بشأن خطط الذكاء الاصطناعي الخاصة بها.
برامج الأعمال
بدورها، بدأت شركة “PingCap”، تشغيل برنامج قاعدة البيانات الخاص بها لديه بالفعل كمنتج قائم على “ChatGPT” في السوق، ولدى الشركة مكاتب في بكين وسان ماتيو، كاليفورنيا.
كما أطلقت “Chat2Query” للعملاء خارج الصين في يناير والتي تستخدم واجهة برمجة تطبيقات متاحة للجمهور من “OpenAI”.
من جانبه، قال نائب رئيس “PingCap”، ليو سونغ، إن المنتج يتيح للعملاء تحليل بيانات تشغيل شركاتهم في ثوانٍ – مثل طرازات السيارات الأكثر مبيعاً – دون الحاجة إلى أن يكونوا على معرفة بلغات البرمجة. وقال إن “Chat2Query” مجاني للعملاء الذين يعالجون ما يصل إلى 5 غيغابايت من البيانات.
وأضاف سونغ: “نعتقد أن ثورة الذكاء الاصطناعي لن تكون محصورة على التقنية نفسها، وإنما ستتخطاها إلى كل قطاعات الأعمال”. ومع ذلك، أشار إلى أن هذه البيانات تحتاج إلى تنظيم بطريقة موحدة.
فيما قالت شركة “بايدو” – محرك البحث الصيني والعملاق التكنولوجي – يوم الأربعاء إن مشروع روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي سيتم تضمينه في البحث أولاً، وسيتم فتحه للجمهور في مارس.
وصرحت الشركة سابقاً بأن المنتج يحمل اسم “Ernie bot” باللغة الإنجليزية أو “Wenxin Yiyan” باللغة الصينية.
فيما كشفت شركة “Jidu” الناشئة للسيارات الكهربائية المدعومة من “بايدو” – والتي لم تبدأ في تسليم السيارات بعد – إنها تخطط لدمج “Ernie bot” في سياراتها المستقبلية.
بدورها، قالت شركة التجارة الإلكترونية والسحابة الصينية العملاقة “علي بابا”، إنها تختبر داخلياً تقنية على غرار “ChatGPT”، ولم تقدم جدولاً زمنياً للإطلاق. ومع ذلك، قالت الشركة، إنها تعمل على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ذات الصلة منذ عام 2017.
وفيما لم يكن لدى منافسها في قطاع التجارة الإلكترونية الصيني “JD.com” تاريخ إطلاق أيضاً، لكنها قالت إن “ChatJD” سيركز على البيع بالتجزئة والتمويل. وقالت الشركة إنها ستساعد في مهام مثل إنشاء ملخصات المنتجات في مواقع التسوق والتحليل المالي.
كما أكدت شركة “تينسنت”، التي تدير تطبيق المراسلة الصيني “ويشات”، في بيان إنها تواصل البحث في تطبيق الذكاء الاصطناعي باللغة الطبيعية، في منافسة مباشرة مع “ChatGPT”.
وبينما أصبح “ChatGPT” هذا الشهر موضوعاً شائعاً في الصين، حتى بالنسبة لوسائل الإعلام الحكومية، يشير المحللون إلى أن الرقابة في البلاد ولوائح البيانات قد تؤثر على كيفية تطور التكنولوجيا المماثلة في البلاد.
وأفاد موقع “Nikkei Asia” يوم الأربعاء، نقلاً عن مصادر، أن المنظمين أبلغوا “تينسنت” وشركة “Ant Group” التابعة لشركة “علي بابا”، بعدم إتاحة الوصول إلى خدمات “ChatGPT”على منصاتهم، سواء بشكل مباشر أو عبر أطراف ثالثة.
وفيما يتعلق بالقدرات التقنية، مع ذلك، فإن الولايات المتحدة تسبق الصين بأشهر فقط – وليس سنوات – في هذا البحث الخاص بالذكاء الاصطناعي، حسبما قال مسؤول تنفيذي في شركة مايكروسوفت للصحافيين هذا الشهر.
قال المسؤول التنفيذي إن أكاديمية بكين للذكاء الاصطناعي المدعومة من الدولة هي واحدة من 3 رواد عالميين في أبحاث الذكاء الاصطناعي، إلى جانب “DeepMind” من “غوغل” وشراكة “مايكروسوفت” مع “OpenAI”.
المحتوى الإبداعي
تتوقع شركة “Kunlun Tech” إصدار نسخة صينية مفتوحة المصدر من “ChatGPT”، في وقت مبكر من منتصف هذا العام، حسبما صرح رئيسها هان فانغ الأسبوع الماضي.
وقالت الشركة، التي تحقق معظم إيراداتها خارج الصين، في وقت سابق إن متصفح الويب المتخصص “أوبرا” يخطط لدمج “ChatGPT” في منتجاتها، على الرغم من أنه من غير الواضح متى أو ما هي الوظائف.
وتعمل شركة “كونلون تيك” بالفعل في مجال المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، مثل الموسيقى.
وأوضح فانغ أن خطته للتسويق هي تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي هذه أولاً. إذ يمكن للمبدعين بعد ذلك استخدام الأدوات لإنشاء أعمالهم الخاصة ونشرها على منصات مخصصة للعرض العام، وبعد ذلك يمكن للشركة بعد ذلك بيع الإعلانات، على حد قوله.
القدرة التحويلية
وقال: “فيما نتحدث جميعاً عن ميتافيرس، ولكن من بداخله؟”. “لقد ظهرت في الأخبار فقط. ولم تغير حياتنا”. في المقابل، فإن تقنية الذكاء الاصطناعي يمكن أن توفر قيمة على الفور لأنها تعمل حيث ينتج المستخدمون المحتوى بالفعل ويستهلكونه. قال فانغ إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكنه أيضاً خفض تكاليف الإنتاج، مما يسمح لرسامي الرسوم المتحركة والمتحدثين بلغات الأقليات بإنشاء المحتوى الخاص بهم بسهولة”.
ولا تزال الآثار المترتبة على الوظائف والصناعات كبيرة.
ويرى الأستاذ في قسم الاقتصاد وكلية داردن للأعمال بجامعة فيرجينيا، أنطون كورينك، أن ظهور الذكاء الاصطناعي يعني أن العديد من “المهام المعرفية” تبدو أسهل في التشغيل الآلي من العمل اليدوي كما هو الحال في المصانع – وهي مفاجأة لكثير من الاقتصاديين.
وقال: “الجزء المثير للإعجاب والمخيف بعض الشيء هو أن قوة هذه الأنظمة كانت تتقدم بثبات على مدار العامين الماضيين”. “هذا يعني حقاً أن هذه النماذج سيكون لها تأثير ثوري على اقتصادنا، وعلى الإنتاجية، وأسواق العمل، وفي النهاية على المجتمع بشكل عام”.