تطوير نموذج ذكاء اصطناعي مستوحى من الدماغ البشري يتفوق على ChatGPT

AI بالعربي – متابعات

أعلن فريق من العلماء في شركة Sapient بسنغافورة عن تطوير نموذج ذكاء اصطناعي جديد يُعرف باسم نموذج الاستدلال الهرمي (HRM)، وهو ابتكار ثوري مستوحى من آلية عمل الدماغ البشري في معالجة المعلومات المعقدة. هذا النموذج حقق نتائج غير مسبوقة في اختبارات الذكاء الاصطناعي، متفوقًا على نماذج كبرى مثل ChatGPT وكلود.

نتائج مذهلة في اختبار ARC-AGI

خضع النموذج الجديد لاختبار ARC-AGI، الذي يُعد من أصعب المقاييس لتقييم قدرات الذكاء الاصطناعي العامة. وحقق HRM نسبة أداء بلغت 40.3%، متفوقًا على نموذج o3-mini من أوبن إيه آي الذي سجل 34.5%، وعلى نموذج Claude 3.7 الذي حقق 21.2% فقط. هذه النتيجة عززت مكانة النموذج الجديد كأحد أقوى الإنجازات في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.

كفاءة استثنائية بموارد محدودة

من أبرز ما يميز نموذج الاستدلال الهرمي أنه يعتمد على 27 مليون معامل فقط وجرى تدريبه على نحو 1000 عينة تدريبية، وهو ما يُعد رقمًا ضئيلًا للغاية مقارنة بالبلايين من المعاملات ومليارات البيانات التي تحتاجها النماذج التقليدية. هذا الإنجاز يفتح الباب أمام جيل جديد من النماذج عالية الكفاءة، التي تقدم نتائج قوية دون الحاجة إلى موارد هائلة.

محاكاة الدماغ البشري في معالجة المعلومات

يرتكز النموذج على تصميم مستوحى من طريقة الدماغ البشري في الاستدلال وحل المشكلات المعقدة، من خلال تقسيم العمليات إلى مستويات هرمية منطقية. هذه البنية تمكّنه من التعامل مع المهام الذهنية الصعبة بكفاءة أعلى، وهو ما يجعله خطوة نحو بناء ذكاء اصطناعي أقرب إلى التفكير البشري الطبيعي.

انعكاسات الابتكار على مستقبل الذكاء الاصطناعي

يرى الخبراء أن نموذج HRM يمثل تحولًا في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي، إذ يثبت أن الأداء العالي لا يرتبط بالضرورة بضخامة النماذج أو حجم البيانات. كما أن قدرته على الاستدلال بمثل هذه الكفاءة قد تمهّد الطريق نحو ابتكارات أكثر استدامة ومرونة، قادرة على مواجهة التحديات العملية في مجالات متعددة مثل الطب والتعليم والبحث العلمي.

سباق عالمي نحو الذكاء الاصطناعي العام

إن النتائج التي حققها نموذج Sapient تعزز النقاش العالمي حول الوصول إلى الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، حيث تسعى شركات مثل OpenAI وAnthropic وجوجل لتحقيق قفزات مماثلة. ويبدو أن هذا الإنجاز الجديد سيعيد رسم خريطة المنافسة، مع دخول نماذج أصغر وأكثر كفاءة إلى الساحة، قادرة على تحقيق ما كان يحتاج سابقًا إلى موارد هائلة.