دراسة: المحترفين يثقون في شبكاتهم المهنية أكثر من محركات البحث وأدوات الذكاء الاصطناعي
AI بالعربي – متابعات
كشفت دراسة عالمية جديدة أجرتها منصة “لينكدإن”، أن المحترفين يعتمدون على شبكاتهم المهنية كمصدر رئيسي للنصائح، متجاوزين بذلك أدوات الذكاء الاصطناعي ومحركات البحث التقليدية.
وأظهرت الدراسة أن هذا التوجه يدفع المسوقين إلى إعادة تخصيص ميزانياتهم نحو المحتوى المجتمعي الذي يقوده المبدعون والخبراء والموظفون.
وأشارت الدراسة، التي أجرتها شركة “Censuswide” بمشاركة 19,268 محترفًا و7,000 مسوّق في 14 دولة خلال الفترة من 3 إلى 15 يوليو 2025، إلى أن 43% من المحترفين يلجأون أولًا إلى شبكاتهم المهنية للحصول على النصائح المتعلقة بالعمل.
وأوضح 64% من المشاركين أن زملاءهم يساعدونهم على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر ثقة.
كما سجلت المنصة زيادة بنسبة 82% في المنشورات التي تتحدث عن الشعور بالإرهاق والتعامل مع التغييرات خلال العام الماضي، ما يعكس حاجة المحترفين إلى مصادر موثوقة وسط وفرة المعلومات.
وأظهرت الدراسة أن تعلم الذكاء الاصطناعي يشكّل عبئًا كبيرًا على المحترفين، حيث قال 51% إن اكتساب مهارات الذكاء الاصطناعي يشبه تولّي وظيفة ثانية.
وأعرب 33% عن شعورهم بالحرج بسبب محدودية معرفتهم بالذكاء الاصطناعي، بينما قال 35% إنهم يشعرون بالقلق عند مناقشة الذكاء الاصطناعي في العمل خوفًا من الظهور بمظهر غير مطّلع.
كما أشار 41% إلى أن وتيرة التغييرات المتسارعة في الذكاء الاصطناعي تؤثر سلبًا على رفاهيتهم النفسية، وكان المحترفون من الجيل Z أكثر ميلًا للمبالغة في مهاراتهم في الذكاء الاصطناعي مقارنة بجيل X.
ومع ذلك، أكد 75% من المحترفين الذين تراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحلّ محل الحدس والخبرة التي يقدمها الزملاء الموثوقون، خصوصًا في القرارات ذات الأهمية العالية.
وأوضحت الدراسة أن 77% من قادة التسويق B2B يرون أن الجمهور يعتمد على شبكاته المهنية إلى جانب قنوات الشركات لتقييم العلامات التجارية.
ومع سيطرة جيل الألفية والجيل Z على 71% من المشترين في قطاع B2B، يتجه المسوّقون نحو الاستثمار في المحتوى المجتمعي.
وقال 80% من المسوّقين إنهم يخططون لزيادة الإنفاق على المحتوى الذي يقوده المبدعون والموظفون والخبراء، معتبرين أن المبدعين الموثوقين أساسيون لبناء المصداقية لدى المشترين الشباب.
ويبرز هذا التحول أهمية الاكتشاف الاجتماعي والمشاركة المجتمعية بجانب تحسين محركات البحث “SEO” والإعلانات المدفوعة، ويمكن للمحتوى الذي يسهل مشاركته ويرتبط بخبراء معروفين أن يصل إلى جمهور أوسع من الرسائل التجارية العامة.
ومع تزايد الاعتماد على الشبكات المهنية للحصول على النصائح، يتعين على الشركات إعادة التفكير في إستراتيجيات بناء الثقة وتوليد الطلب، وتشجيع الموظفين على مشاركة الرسائل، والتعاون مع مبدعين موثوقين، وإنتاج محتوى بقيادة خبراء يسهل العثور عليه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعزز التأثير.
وتظل تحسين محركات البحث والإعلانات المدفوعة مهمة، لكن الشبكات المهنية تلعب دورًا متزايدًا في كيفية عثور الناس على المحتوى ومناقشته والتحقق منه قبل زيارة المواقع الإلكترونية.
ومع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي، يتعلم المحترفون دمج الأدوات الجديدة مع حكمهم الشخصي، كما يمكن للمسوّقين تحقيق فوائد طويلة الأمد من خلال التركيز على بناء علاقات حقيقية، بدلًا من الاعتماد فقط على إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي. كما تؤكد الدراسة أن الثقة تُبنى من خلال الأصالة والتواصل البشري، خصوصًا في بيئة مشبعة بالمعلومات.
واستندت الدراسة إلى استطلاعات أجرتها “Censuswide”، شملت 19,268 محترفًا و7,000 مسوّق B2B من دول تشمل المملكة المتحدة، أستراليا، فرنسا، ألمانيا، الهند، الولايات المتحدة، إسبانيا، الشرق الأوسط، هولندا، البرازيل، إيطاليا، السويد، إيرلندا، وسنغافورة.
كما تضمنت تحليلًا لمنشورات “لينكدإن” التي تناولت مواضيع مثل الإرهاق والتعامل مع التغيير والذكاء الاصطناعي خلال الفترة من 1 يوليو 2024 إلى 29 يونيو 2025.