الذكاء الاصطناعي
يشكّل النمو المتسارع لسوق الذكاء الاصطناعي في العالم أجمع علامة فارقة على صعيد ملامح الاستثمار وتطوره؛ حيث يمنح الذكاء الاصطناعي المستثمرين بكافة فئاتهم فرصا حقيقية للاستثمار في هذا المجال الحيوي، والذي بات محركا للكثير من القطاعات والصناعات والتقنيات، خصوصا وأن الذكاء الاصطناعي بات محركا مهما لمستقبل العديد من الصناعات والتقنيات والخدمات.
وفي هذا الخصوص، استضافت العاصمة «الرياض» في الأسبوع الماضي، القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثانية والتي تُنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، فيما حظيت هذه القمة العالمية باهتمام واسع من المهتمين بالتقنية من خارج المملكة وداخلها؛ حيث لفت أنظارهم ما قُدّم خلالها من جلسات وورش وعروض حية في المعرض المصاحب للقمة من جوانب عدة تتعلق بحياة الإنسان مثل: الصحة والصناعة والبيئة والطاقة وغيرها من العلوم التي يدخل في استخداماتها الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقا أوسع لدعم الإنتاج والإبداع والحيوية في كثير من القطاعات والمجالات، فعلى سبيل المثال يسهم الذكاء الاصطناعي في مضاعفة إنتاجية قطاعات الطاقة والصناعة والتعدين، ويمكن من خلالها جعل محطات الطاقة والموانئ أكثر ذكاء.
وبحسب تقديرات المختصين من المتوقع أن يشهد حجم سوق الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة جدا في السنوات القليلة المقبلة، كما أن هذه القفزات ستزداد في ظل الاهتمام الملحوظ في كيفية الاستثمار الأمثل للتقنية، وتعزيز جوانب الحيوية والإبداع، وهو الأمر الذي تؤكده المملكة من خلال عقد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية.
هذه القمة شهدت إعلان انضمام المملكة ممثلة في «سدايا» إلى شراكة التنمية الرقمية تحت مظلة البنك الدولي، وهي شراكة تعاونية بين القطاعين العام والخاص؛ لمساعدة الدول النامية على الاستفادة من الابتكارات الرقمية؛ لحلِّ بعض القضايا الأكثر تحديا، وبصفتها عضوا جديدا في هذه الشراكة ستسهم المملكة بدعم المبادرات التي تهدف إلى تعزيز تطوير قدرات البيانات، وتسريع استخدام الأدوات الرقمية، ومشاركة خبرات المملكة وقدراتها؛ من أجل تحقيق النمو المستدام والتنمية الاقتصادية.
علاوة على ذلك أطلقت المملكة مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي قامت بإعدادها؛ لتسهم هذه المبادئ بتسهيل التطبيق العملي للأخلاقيات في أثناء مراحل دورة حياة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، كما تسهم في دعم مبادرات تنمية البحث والتطوير والابتكار في المملكة بما ينعكس على مستوى جودة الخدمات التي تقدمها المملكة للأفراد ويضمن الاستخدام المسؤول لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وشهدت القمة توقيعَ حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين القطاعين العام والخاص شملت المجالات الصحية والتقنية والفنية، إلى جانب إطلاق جملة من المبادرات، وعقد ورش عمل استعرضت استخدامات الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية.
ختاما… العالم يتطور اليوم أكثر من يوم أمس، وغدا أكثر من اليوم… والذكاء الاصطناعي ركيزة مهمة سيزداد الاعتماد عليها من يوم لآخر… ومن هنا تأتي أهمية عقد القمة العالمية للذكاء الاصطناعي… فشكرا لكل من عمل وساهم وأبدع.