كيف يُساهم الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى معيشة البشر؟

17

AI بالعربي – خاص

تسود فكرة أن الذكاء الاصطناعي سوف يزيد نسب البطالة في المجتمع وأن المزيد من الأيدي العاملة سيتم الاستغناء عنها مما سيزيد نسب الفقر، ولكن هناك من له وجهة نظر مغايرة تمامًا.

وتتمحور وجهة النظر الأخرى في أن الذكاء الاصطناعي سيخلق الكثير من الثروة عن طريق العمل في الشركات والأراضي بحيث يمكن أن يزيد الدخل القومي، وهو ما يعني حصول كل شخص بالغ في الولايات المتحدة على سبيل المثال على 13.5 ألف دولار سنويًا من أرباح أعمال الذكاء الاصطناعي خلال 10 سنوات من الآن.

المعادلة بسيطة، الذكاء الاصطناعي يعمل فتنخفض التكاليف وتزداد الإيرادات والأرباح ومع تقاسم هذه الأرباح بين الدولة والمواطن سيحصل كل فرد بالغ على حصة من هذه الإيرادات دون أن يكون له دور مباشر بأي من هذه الأعمال.

هذا ما يعتقده سام ألتمان، المؤسس المشارك ورئيس منظمة “أوبن إيه آي” غير الربحية التي يقع مقرها في سان فرانسيسكو والتي تركز على الذكاء الاصطناعي.

ويقول ألتمان: “يذكرني عملي اليومي بحجم التغيير الاجتماعي والاقتصادي الذي سيأتي في وقت أقرب مما يعتقده معظم الناس، فالبرامج التي يمكنها التفكير والتعلم ستؤدي المزيد والمزيد من العمل الذي يقوم به الأشخاص الآن، ولكن تحتاج الحكومات إلى الاستجابة وفقًا لذلك، حيث يقول ألتمان: “إذا لم تتكيف السياسة العامة مع هذه التطورات، سينتهي الأمر بمعظم الناس في وضع أسوأ مما هم عليه اليوم”.

ولكن إذا قامت الحكومات بجمع وإعادة توزيع الثروة التي سيولدها الذكاء الاصطناعي، فإن مكاسب الإنتاجية الهائلة للذكاء الاصطناعي يمكن أن تجعل مجتمع المستقبل أقل انقسامًا، وتمكن الجميع من المشاركة في مكاسبه، كما يؤكد ألتمان.

ويرى أن الذكاء الاصطناعي سيُمكن برامج الحاسوب من قراءة الوثائق القانونية وتقديم المشورة الطبية في السنوات الخمس المقبلة، مشيرًا إلى أنه مع تسارع وتيرة التنمية، فإن الذكاء الاصطناعي سيخلق ثروة هائلة، ولكن في الوقت نفسه فإن سعر العمالة سينخفض نحو الصفر، ويضيف أن الأمر خياليًا، لكنه شيء يمكن أن تقدمه التكنولوجيا وفي بعض الحالات قدمته بالفعل، تخيل عالمًا أصبح فيه كل شيء السكن والتعليم والطعام والملابس وما إلى ذلك بنصف التكلفة الحالية أو أقل.

وذكر ألتمان أن الثروة ستأتي من الشركات التي يشغلها الذكاء الاصطناعي والأراضي التي يستصلحها، ويجب على الحكومات فرض ضرائب على رأس المال، وليس العمالة، ويجب توزيع هذه الضرائب على المواطنين، وسيحصل جميع المواطنين الذين تزيد أعمارهم على 18 عامًا على دخل بالدولار، ومن خلال منح كل مواطن ملكية في المنتوج القومي للذكاء الاصطناعي، سيتحسن المجتمع للجميع.

ويستكمل ألتمان حديثه مؤكدًا أن كل من يملك حصة في أمازون يريد أن يرتفع سعر السهم، ومع ارتفاع الأصول الفردية للأفراد جنبًا إلى جنب مع الدولة، فإن لديهم مصلحة حقيقية في رؤية بلدهم يعمل بشكل جيد، ويؤكد أنه مع وضع هذا النظام في الاعتبار، في غضون 10 سنوات، سيحصل 250 مليون بالغ يعيشون في أميركا على 13.5 ألف دولار سنويًا.

للحصول على هذا الرقم، يقدر ألتمان أن قيمة الشركات الأميركية حسب القيمة السوقية ستصل 50 تريليون دولار و30 تريليون دولار من الأراضي المملوكة للقطاع الخاص في الولايات المتحدة ستتضاعف خلال العقد المقبل، ويوضح ذلك بقوله: “يمكن أن يكون هذا العائد أعلى بكثير إذا نجح الذكاء الاصطناعي في تسريع النمو، ولكن حتى لو لم يكن كذلك، فإن 13.5 ألف دولار ستكون لها قوة شرائية أكبر بكثير مما هي عليه الآن، لأن التكنولوجيا ستخفض بشكل كبير تكلفة السلع والخدمات وسترتفع هذه القوة الشرائية الفعالة بشكل كبير كل عام”.

وكان إيلون ماسك صاحب شركة تسلا، قد ألمح إلى مستقبل مماثل، حيث قال لشبكة “سي إن بي سي” في عام 2016 أن هناك فرصة جيدة جدًا لأن ينتهي بنا المطاف بالحصول على دخل أساسي شامل، أو شيء من هذا القبيل، بسبب الأتمتة.

ويعد ماسك أيضًا أحد مؤسسي “أوبن إيه آي”، لكنه ترك مجلس الإدارة في عام 2018، مشيرًا إلى حقيقة أن تسلا أصبحت شركة ذكاء اصطناعي “إيه آي”، لأنها طوّرت قدرات القيادة الذاتية.

وسواء كان ذلك صحيحًا أم لا، في ظل المناخ السياسي الحالي، فمن المؤكد أنه من الممكن مناقشة ما إذا كان المشرعون سيحققون مثل هذه الخطة، خاصة في غضون عقد من الزمن.

اترك رد

Your email address will not be published.