سبعة أنماط للزعزعة الرقمية قد لا تراها في السنوات الخمس المقبلة
AI بالعربي – متابعات
من تخزين بيانات الحمض النووي إلى البشر المعززين، سوف تغير الزعزعة الرقمية العالم. عادة حينما يكون لديك مشكلة صحية، فإنك تحدد موعدًا- ربما عن طريق الرعاية الصحية عن بعد- مع طبيبك الذي سيجري فحصًا أو اختبارات لمحاولة تحديد المشكلة، لكن مع تطور التكنولوجيا أصبح من الممكن للكمبيوتر حتى أن يستمع إلى صوتك ويخبرك إذا كانت لديك علامات بداية الخرف، في الواقع سوف تعرف الآلات قريبًا المزيد عن صحتك الجسدية أكثر مما تعرفه أنت.
فلا أحد يستطيع أن يرى المستقبل كما سيحدث بالضبط لذلك علينا أن نكون مستعدين، وهو ما يثير مجموعة من الأسئلة مثل: هل يمكن أن يخبرك الكمبيوتر عن مشكلة طبية محتملة؟ وهل يمكنك مقاضاة الأشخاص الذين يمتلكون البرنامج إذا لم يخبروك بأمر، ونتج عن ذلك شيءٌ ضار؟ وهل سيتم إخبارك في حالة صار وضعك الطبي خطير، بالأمر الصحيح الذي يجب عليك فعله؟ يسمى ذلك “الاختراق البيولوجي التكنولوجي” وهو أحد سبعة أنواع من الزعزعة الرقمية التي قد لا تراها قادمة، وهي كغيرها من أنماط الزعزعة الرقمية من الممكن أن تغير العالم. يقول المحلل التقني “داريل بلامر” خلال عرض تقديمي في ندوة “جارتنر” الافتراضية: “لا أحد يستطيع أن يرى المستقبل كما سيحدث بالضبط، لذلك علينا أن نكون مستعدين، وعلينا إثبات ما قد يحدث، إننا في عقد من الزعزعة التكنولوجية الجذرية، وقد حان وقت البدء”.
من المهم معرفة أنماط التغيير المختلفة مثل: السمات: التحسين المستمر للتغييرات، والإضافات المستمرة. السمات الجديدة: أمور قصيرة المدى، مثيرة للغاية وذات تأثير كبير وتتلاشى بسرعة. الزعزعة: شيء يأتي بعد تلك السمات الجديدة بقليل، لكنه يبقى ويغير نماذج الأعمال، وهو تغييرٌ أساسي. يجب أن تركز المنظمات على تحديد الزعزعة الرقمية التي سيكون لها آثار طويلة المدى على العالم، ويتضمن ذلك تاريخيًا أشياء مثل خدمات البث وأجهزة التلفزيون ومشاركة الركوب.
أولًا، تقنيات الحوسبة غير التقليدية: مع اقتراب “قانون مور Moore’s law” من نقطة الانهيار المحتملة، فلن يمكنك تجاهل تقنيات الحوسبة غير التقليدية وستحتاج للتكنولوجيا الجديدة في تولي زمام الأمور، “قانون مور” ليس سوى بديهة تكنولوجية معرضة للخطر، وبالفعل تعمل الشبكات العصبية ومخزون الحمض النووي والحوسبة الكمومية وغيرها من التقنيات، على تغيير الطريقة التي تفكر بها المنظمات في أنماط ونماذج الحوسبة، وكيف ستوسع هذه الأنماط من حدود القوة الحسابية. فالتقنيات تتطور من الحوسبة التقليدية إلى الرقمية ثم إلى الشكل العصبي “neuromorphic” مما يتيح لها أن تكون أشبه بالإنسان، فقد أصبحت الرقائق أصغر حجمًا وأكثر كثافة حيث تتطور المواد الجديدة والأسواق كما تتغير تكلفة الحوسبة، وتعمل هذه التقنيات أيضًا على خلق فرص بيع منتجات جديدة.
ثانيًا، تخزين بيانات الحمض النووي: يعالج تخزين بيانات الحمض النووي التحدي المتمثل في تخزين البيانات الهائل طوال العمر، وتتيح هذه التقنية تخزين كميات غير مسبوقة من التكنولوجيا لآلاف السنين في مساحة صغيرة وفي شكل أقل قابلية للتلف، ويتم ذلك عن طريق ترميز البيانات الثنائية في القواعد المزدوجة من الحمض النووي الاصطناعي، ومن الممكن تخزين “بيتابايت petabytes” أو “إكسابايت exabytes” أو حتى “يوتابايت yottabytes” من البيانات في بضع جرامات من الحمض النووي الاصطناعي. تشير التقديرات إلى أن 5 “إكسابايت” يمكن أن تخزن كل كلمة نطق بها البشر على الإطلاق، ويمكن لجرام واحد من الحمض النووي أن يخزن كل المعرفة التي يولدها البشر في عام واحد، ويمكن بعد ذلك تخزين هذه البيانات كيفما دعت الحاجة، على سبيل المثال يمكن تخزينها في محرك سيارتك لاستخدامها وقت الإصلاحات. فتخزين بيانات الحمض النووي سوف يغير بشكل جذري من كيفية تعامل البشر مع البيانات وطرق تخزينها واستردادها.
ثالثًا، السحابة الموزعة: إن السحابة الموزعة هي المكان الذي يتم فيه توزيع الخدمات السحابية على مواقع مادية مختلفة، ولكن تظل مسؤولية التشغيل والحوكمة والتطور على عاتق مُزَوِّد السحابة العامة، ويعني هذا أن الخدمات ستكون حيث يحتاجها العميل لكنها لا تزال مسؤولية السحابة العامة، بالإضافة إلى ذلك يتم دعم التكلفة المنخفضة لخروج البيانات لتطبيقات حركة البيانات العالية مثل التعلم الآلي، كما يمكن ضمان سيادة البيانات لأن الخدمات السحابية يتم الاحتفاظ بها في موقع جغرافي محدد، لكن من الممكن أن تظل في السحابة العامة. رابعًا، التوأم الرقمي للأرض: توجد التوائم الرقمية تقليديًا في سياق محدد ومنفصل للغاية، هنا يقول بلامر: “إذا استطعنا رؤيتها، فيمكننا تكرارها”. وسيوفر التوأم الرقمي للأرض رؤية شاملة لكيفية تغير مناخنا في جميع أنحاء العالم، وكيفية انتقال التلوث من مكان إلى آخر، وعن كيفية تتبع السفن من ميناء إلى آخر، وسيغير ذلك من طريقة تفكير البشر في رسم الخرائط والتتبع والعمليات المادية وخدمات الطوارئ. فعلى سبيل المثال سيكون التوأم الرقمي للأرض قادرًا على تنبيه السلطات إلى أصغر حريق بالفرشاة قبل أن يحترق خارج نطاق السيطرة، وستصبح الأرض ميدانًا لمراقبة الأقمار الصناعية ذات المدار الأرضي المنخفض، للمساعدة في إنشاء محاكاة لكل شيء من تآكل تربة الشواطئ إلى هجرة الحيوانات إلى تتبع السلوك البشري. خامسًا، البشر المعززون: في الوقت الحالي، تستطيع أجهزة الكمبيوتر ترجمة الأفكار إلى نصوص على شاشة، فماذا عن القادم؟ سيتم سحب الصور من العقل ونفس التكنولوجيا ستمكّن الناس من إستعادة ذكرياتهم أو صورهم إلى عقولهم، وستسمح التكنولوجيا للبشر من تعزيز أنفسهم بداية من الهياكل الخارجية إلى السرعة الفائقة وصولًا للسمع فوق طاقة البشر، وسيغير هذا ما يعنيه أن تكون إنسانًا، ولكنه سيثير أيضًا بعض الأسئلة الأخلاقية الجادة ومع ذلك فإنه سينطوي على إمكانية مساعدة الناس لعيش حياة أفضل.
سادسًا، الاختراق البيولوجي التكنولوجي: كلُ شيء مُسجَّل حيث تستمع أجهزة الكمبيوتر باستمرار إلى البيانات وتحللها وتخزنها، لكن هناك أسئلة حول استخدام تلك المعلومات، وهذا مهم بشكل خاص حينما تبدأ أجهزة الكمبيوتر في جمع البيانات التي تشاركها دون وعي، من الصحة البدنية إلى المحفزات اللفظية، كما هو موضح في مثال المقدمة. إذا تمكنت كاميرا في حديقة عامة من تحديد شيء ما عن صحتك لم تعرفه حتى الآن، فإن القلق لم يعد بشأن الحفاظ على الخصوصية بقدر ما هو بشأن فهم كيفية استخدام معلوماتك الخاصة، ومع ذلك فإن استخدامها بشكل إجمالي فيمكن للاختراق البيولوجي أن يؤدي إلى إنتاج عقاقير أرخص وخيارات طبية أفضل.
سابعًا، التجارب العاطفية: هل يمكن أن تنفجر إذا لم تكن سعيدًا بما يكفي؟ أجهزة الكمبيوتر المزودة بكاميرات يمكنها الآن معرفة ما إذا كنت منزعجًا أو حزينًا أو غاضبًا، مما يعني نظريًا أن المؤسسات يمكنها تقييم مشاعرك أو تعابيرك واستخدامها لاتخاذ القرارات، فأجهزة الاستشعار غير المكلفة باتت قادرة الآن على تتبع القياسات الحيوية الفيزيائية، مما يؤدي إلى حوسبة الحالة المزاجية والتجارب المفرطة في الشخصية، وفي الواقع بحلول عام 2024، من المتوقع أن يؤثر تحديد المشاعر بواسطة الذكاء الاصطناعي، على أكثر من نصف الإعلانات التي تراها عبر الإنترنت.