مهندس سوري يتوج جهده بالمركز الأول في مجال “الذكاء الاصطناعي” في روسيا

37

AI بالعربي – متابعات

فاز المهندس السوري، عمار علي، خريج برنامج الميكاترونيك للمتميزين في جامعة تشرين، وطالب الدكتوراه حاليًا في كلية تكنولوجيا المعلومات والبرمجة بجامعة “أي تي إم أو” الروسية، بالمركزين الأول والثاني على التوالي في مسابقتين رفيعتي المستوى في مجالي “الذكاء الاصطناعي” و”رؤية الحاسوب”.

وسبق أن فاز علي، بداية العام الحالي، بالمركز الأول عالميًا في مسابقة الذكاء الاصطناعي التابعة للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي ووكالة “ناسا” الفضائية.

قطار ذاتي القيادة

وفي المسابقة العالمية للذكاء الاصطناعي التي تقيمها روسيا سنويا “أيه أي جورني 2021″، والتي يحق لأي شخص من أي دولة المشاركة فيها، فاز علي بالمركز الأول عن مهمة قطار الذكاء الاصطناعي “أيه أي ترين” والتي تضمنت تطوير خوارزمية تستخدم رؤية الحاسوب لتحديد العوائق وتحذير مشغلي القطارات.

وقال علي عن ماهية المسابقة في حديث لـ “سبوتنيك”: “هي عبارة عن بناء شبكة عصبونية للعمل في مجال القطارات ذاتية القيادة، وتحديد العقبات والإشارات المهمة في طريق مسار القطار، إذ يجب من خلال صورة معرفة فيما إذا كان هناك شخص أو سيارة على الطريق، مع تحديد الموقع، مشيراً إلى فائدة هذه الشبكة في بناء قطارات ذاتية القيادة”.

وبيّن علي أن المسابقة تنقسم إلى ثلاث مهمات حيث اختار المشاركون المهمة التي يرغبون في تنفيذها، مشيراً إلى أن المهمة الأولى كانت تحدي الاندماج الذهني، حيث تتطلب التركيز على تطوير نموذج شامل قادر على حل مجموعة من المهام الفرعية، فيما كانت المهمة الثانية تحت مسمى “لا حرائق مع الذكاء الصنعي” والتي تم تصميمها بالتعاون مع وزارة الطوارئ الروسية، وتطلب من المشاركين بناء نموذج للتنبؤ بحرائق الغابات في المناطق الروسية.

ويضيف علي: “أما المهمة الثالثة فهي قطار الذكاء الصنعي التي تم تنسيقها بالتعاون مع السكك الحديدية الروسية، وتضمنت تطوير خوارزمية تستخدم رؤية الحاسوب لتحديد العوائق وتحذير مشغلي القطارات”.

وعلل علي سبب اختياره المهمة الثالثة “قطار الذكاء الصنعي” بأنها: “الأقرب إلى المجال البحثي الذي تتضمنه رسالة الدكتوراة التي تقدم لها، وتتمحور حول تنفيذ نظام مساعد لقيادة السيارات”.

وقال علي حول أجواء المنافسة التي استمرت منذ 11 نوفمبر/ تشرين الأول ولغاية 5 نوفمبر/ تشرين الثاني: “كانت شديدة وتحبس الأنفاس، خاصة أن عدد كبير من المشاركين في المسابقة حائزين على ميداليات ذهبية في مجال الذكاء الصنعي، ولذلك عملت لساعات طويلة خلال فترة المسابقة، سخرت خلالها كل ما اكتسبته من معرفة رياضية ومهارات في مجال الذكاء الصنعي، بالإضافة للتحلي بالإرادة والإيمان بقدراتي”.

وبين علي أنه: “تم إعلان نتائج المسابقة في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني خلال مؤتمر رحلة الذكاء الاصطناعي حول الذكاء الاصطناعي، وقد فزت بالمركز الأول في مهمة قطار الذكاء الصنعي، وتم تكريمي بشهادة وميدالية بالإضافة لمنحي مبلغ 7 آلاف دولار”.

نظام تعليم الآلة

وعن مسابقة “هاكاثون الذكاء الصنعي” التي فاز فيها علي بالمركز الثاني، فقد نظمتها شركة الصلب والتعدين “يفراز”، وكانت مهمة المنافسين هي تعليم آلة التلبيد (حزام ناقل آلي يستخدم لإثراء الخام) كيفية “رؤية” الموظفين القريبين وتحذيرهم من المواقف الخطرة.

ويشرح علي: “مسابقة هاكاثون، التي يحق فقط للمقيمين بروسيا المشاركة فيها، ليست كغيرها من المسابقات، فالمطلوب خلالها ليس فقط إيجاد حل للمشكلة، وإنما تزويد حل كامل جاهز لإستخدامه في مجال الإنتاج، بالإضافة لبناء نظام لتحديد الحالات الخطرة على حياة العاملين في مصانع الحديد في روسيا التابعة لشركة “يفراز”.

وتم تكريم المهندس علي لفوزه بالمركز الثاني في المسابقة بمنحه شهادة وميدالية بالإضافة لمبلغ 1000 دولار.

الشباب السوري يحتاج فرصة

بدوره، قال مدير المركز الوطني للمتميزين في سوريا الدكتور مثنى القبيلي ل”سبوتنيك”: “علي واحد من الطلاب الذين تخرجوا من المركز واستطاعوا أن يوظّفوا ما اكتسبوه من مهارات وخبرات في الإبداع وحصد مراكز متقدمة في مسابقات عالمية”، وأضاف: “يرعى المركز جميع حالات التميّز والإبداع، ويدعم الشباب من ناحية التعلم الذاتي والمعلوماتية ومهارات البحث العلمي والتفكير وقواعد البيانات والذكاء الصنعي”.

وإذ أكد القبيلي أن “الشباب السوري مبدع ومتميّز ولا تنقصه سوى الفرصة المؤاتية لبلورة إبداعه ومهاراته، فإنه نوّه بما قدمته روسيا لعلي من بيئة مناسبة ومتكاملة للبحث العلمي والإبداع، بدءاً من التسهيلات الإدارية للبيئة العلمية مروراً بالتجهيزات والبرمجيات وغيرها من العوامل المساعدة على التميّز والإبداع”.

وفي سياق الحديث عن البيئة المناسبة للإبداع، أشار القبيلي إلى الحصار الجائر الذي تتعرض له سوريا، والذي تجاوز الحصار الاقتصادي إلى حصار تكنولوجي أيضاً، ويضيف: “نعاني في سوريا بسبب الحصار التكنولوجي، إذ لم يعد باستطاعتنا تأمين ما نحتاجه من أدوات وقطع، مشيرًا بأنه: “على مستوى دارة الكترونية فاننا لا نستطيع تأمينها فنقوم بإيجاد دارة مكافئة لها، ناهيك عن عدم توفر البرمجيات التي نحتاجها وتتضمن جميع التطبيقات للذكاء الصنعي”.

وبدوره، قال منسق برنامج الميكاترونيك للمتميزين في جامعة تشرين الدكتور إياد حاتم لـ”سبوتنيك”: “فوز علي في المسابقتين على التوالي، بالإضافة للمسابقة التي فاز بها في أوائل العام الحالي والتي نظمتها الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي “إن أو أيه أيه” بدعم من وكالة “ناسا”، تظهر كل القدرات المعرفية والمهارات المتميزة التي يمتلكها علي والتي عمل على تطويرها بشكل مستمر إن كان من خلال دراسته أو جهده الشخصي.

وأضاف حاتم: “أثناء دراسته في البرنامج كان عمار من الطلاب المثابرين والمبدعين في مجال البرمجة، وقد أظهر تميزه في هذا المجال من خلال مشاركته في المسابقة البرمجية الجامعية خلال عدة سنوات أثناء دراسته هنا، وقد توّج هذا التميز بفوزه أكثر من مرة بالمركز الأول في مسابقات محلية وعربية وعالمية”.

اترك رد

Your email address will not be published.