تعزيز سوق العقارات في المملكة باستخدام الذكاء الاصطناعي

11

فدوى سعد البواردي

بدأ سوق العقارات في العالم باكتشاف كيفية الاستفادة من التقنيات، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في إدارة البيانات الهائلة والتي تم جمعها من بيانات العقارات وأسعارها، ووثائق الاتفاقات المُبرمة عبر السنوات الطويلة، وكذلك البيانات الناتجة عن سجلات الأراضي والمُلاك وجميع العمليات التشغيلية من خلال الأنظمة ذات الصلة، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد.

والذكاء الاصطناعي لا يُحاكي الجهود المبذولة في تحليل البيانات الهائلة وحسب، بل ويعزز تقييم أداء إدارتها بشفافية، كما يقوم بالتنبؤ المستقبلي بما هي القرارات الأفضل. وقد ازداد الاعتماد الاستراتيجي على الذكاء الاصطناعي لدى الكثيرين من خبراء سوق العقارات، خاصة في البيئة الحضرية. وبعض الأمثلة لتلك الاستخدامات الاستراتيجية تشمل القدرة على تقييم قيمة العقارات المستقبلية بعد تحليل أنواع المجمعات التجارية أو المطاعم بالقرب منها.

كما تشمل الأمثلة أيضاً حوارات الدعم والاستشارات التي تتم بين العملاء وأدوات حوار برامج الذكاء الاصطناعي في منصات شركات العقارات من أجل البحث عن وشراء المنازل المناسبة وخوض الاستثمارات المربحة، وكذلك يتمكن العملاء من معرفة واختيار الخبراء في سوق العقار حسب تقييماتهم و معدلات نجاحهم.

وتشمل استخدامات الذكاء الاصطناعي أيضاً ملائمة عمليات إدارة الأصول عبر المحافظ العقارية والتي تُقدر بمليارات الدولارات. كما يدعم الذكاء الاصطناعي عمليات الرهن العقاري، من خلال العثور على نوع القروض المثالية عبر الآف الخيارات، وتقديم اقتراحات للكيفية المثلى لسداد تلك القروض، ويساعد أيضا في العثور على المستثمرين المناسبين لتلك القروض.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يُساعد في العثور على العقارات المتوقع بيعها خلال الأسابيع والشهور القادمة، حيث يُمكن التواصل لاحقاً مع مالكيها، والحصول على احتمالية أعلى لشرائها، من خلال تحليل البيانات التاريخية لشراء وبيع تلك العقارات وتغير مالكيها. وهذا ليس كل شي.. بل يُستخدم الذكاء الاصطناعي في عمليات أتمتة المباني وتشغيلها، عبر تقنيات إنترنت الأشياء، كما هو الحال في المباني والمدن الذكية.

وقد أطلقت كبرى الشركات التقنية العالمية العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتي تتوفر بها العديد من المميزات الهامة والتي يحتاجها العالم في تحسين الأداء. وأحد تلك التطبيقات هو تطبيق يساعد على إدارة المساحات في الشركات والمكاتب والمنازل، للتقليل من هدر المساحات، حيث تبلغ نسبة الهدر حول العالم حاليا ما بين ٣٠% و٤٠%. كما يساعد التطبيق على إعادة تصميم المساحات حسب متطلبات المؤسسات والأفراد. وبذلك، يساعد هذا التطبيق في خفض التكاليف ورفع كفاءة التكلفة.

و يوجد تطبيق آخر يقوم بتحليل وتقدير كمية وصول أشعة الشمس داخل الغرف المختلفة في العقار، خلال اليوم وعلى مدار العام. ويتم ذلك اعتماداً على عدد وحجم وزوايا النوافذ والأبواب، وتقديرات الطقس ودرجات الحرارة. ويقوم التطبيق ايضا بتحليل عدد الشكاوى والتعليقات السلبية الخاصة بتلك العقارات. وبالتالي، يتم تحديد قيمة البيع والشراء للباحثين ووكلاء العقارات.

كما قامت إحدى تلك الشركات التقنية بتصميم تطبيق يُمكن شركات البناء من متابعة تقدم عمليات إنشاء المباني في الوقت الحالي، وكذلك التنبؤ المستقبلي، بشكل ثلاثي الأبعاد. وبذلك، يكون المقاولون والمطورون قادرين على فهم عوامل التأخير والتنبؤ بالتقدم وتكاليف البناء بدقة. ويُمكن أيضا للتطبيق الذكي، من خلال البيانات المتوفرة للمواد المستخدمة في البناء، الكشف المبكر عن الأخطاء مما يوفر نحو ١١% من الميزانيات ويزيد الإنتاجية بنحو ٣٨%.
ومن الجدير بالذكر، أن وزارة الإسكان السعودية أطلقت تطبيق إيجار للمساهمة في تنظيم وتطوير قطاع الإيجار العقاري بالمملكة، وتحقيق التوازن وحفظ حقوق المستأجر، والمؤجر، و الوكيل العقاري. كما توجد بعض الجهات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في سوق العقار السعودي ومنها شركة منصات العقارية ومنصة سهيل العقارية التفاعلية.

اترك رد

Your email address will not be published.