عالم بلا أطباء
إبراهيم الروساء
تدور حقائق غريبة هذه الأيام عن اختفاء تخصصات علمية وهندسية وطبية وغيرها، وتؤكد تقارير استشرافية حدوث تغييرات في تطبيقات العلوم والمعارف بسبب تقنيات الذكاء الاصطناعي، فمن المتعارف عليه منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، أن الزراعة على الأرض، لكنها بعد 20 عاما ستكون معلقة على ناطحات السحاب.
مسارات ومساقات التعليم الجامعي وما دونه حاليا، لا ترى النفق الذي تدفعنا إليه الثورة الرابعة، فبحسب موقع “بوستوبي أونلاين ” خلال الأعوام الـ15 المقبلة، ستكون الروبوتات بديلة لمهن كثيرة، أبرزها المحاسب والمصحح اللغوي والمحرر الصحافي، فضلا عن مهنة المحامي وكاتب العدل ووكلاء العقارات والمترجمين.
لقد جاء الوقت الذي نفكر فيه بالمهارة علاوة على التخصص، فالمهندس الزراعي مثلا سيكون غير قادر على التعامل مع تطورات المرحلة المقبلة طالما لم يطور أدواته في مجال المزارع المعلقة، ينسحب الأمر على المحاسب والمحرر والمترجم الذين يجب عليهم تطوير مهاراتهم بما لا يدع مجالا للروبوت أن يحل بديلا عنه.
لا مجال أمامنا للتعامل مع الثورة التقنية، إلا بالدفع بالمهارات، وعلى الأجيال أن تأخذ الأمر على محمل الجد، فبحسب دراسة بريطانية، يتوقع أن تستحوذ أجهزة الروبوت على نحو 20 مليون وظيفة في أنحاء العالم بحلول 2030.
صحيح أن مستقبل المهنيات في خطر، لكن حياتنا ستصبح أجمل وأسهل بفضل تطور التقنيات التي تحسن من جودة الحياة، وهذا لا يمنع من الوعي بالتحديات المقبلة، واستيعاب أنه باستطاعتنا العيش بلا أسواق أو بنوك، بل عالم بلا أطباء، بعد قدرة الروبوتات على إجراء آلاف العمليات الأكثر تعقيدا.