برامج الذكاء الاصطناعي وقاعدة البيانات

إسماعيل الحمادي

تقنية الذكاء الاصطناعي ارتقت بعمليات التسويق على منصات التواصل الاجتماعي إلى مستويات أعلى، وأسهمت بشكل كبير في تحسين تجربة المستخدمين، ورفع كفاءة إنتاج أقسام المبيعات والتسويق بشكل إيجابي، من خلال تحسين حملاتهم التسويقية، وتحديد الفئات المستهدفة، وتكوين قاعدة بيانات بشكل سلس، وفق إجراءات محددة بوساطة الذكاء الاصطناعي.

وهناك قصص ملموسة تثبت هذه الفكرة، فاليوم بمجرد أنك ترى صفحة إعلان خاص بعقار أو سيارة أو تأمين، أو أي خدمة كانت، وتبدي اهتمامك بها، وتضغط على الرابط، تلاحظ بعدها إعلانات تظهر على صفحتك مشابهة لموضوع اهتمامك، لدرجة أن هذه الإعلانات تصبح كالمنبه، تظهر لك مباشرة على صفحتك بين ساعة وأخرى.

وتكمن ميزة هذا التنبيه أنها تبقيك على اطلاع دائم بالمستجدات الخاصة بموضوع اهتمامك، وتتيح لك مجموعة من الخيارات في آن واحد، ذلك لأن تقنية الذكاء الاصطناعي التي تم توظيفها بشكل مباشر في منصات التواصل الاجتماعي، وعلى محركات البحث بشكل عام، تقوم بتسجيل بياناتك وحفظ موضوع اهتمامك، الذي بمجرد أنك تضغط عليه، تظهر لك استمارة لتعبئة بياناتك، والمهتم فعلاً، يقوم بملء بياناته، ويقوم البرنامج بتخزينها لمصلحة صاحب الإعلان الذي بدوره يصنفها ضمن قاعدة البيانات الخاصة به، ثم بعدها يتم الاتصال به.

أقسام التسويق والمسوقين، يعتبرون برامج الذكاء الاصطناعي التي يتم توظيفها على منصات التواصل الاجتماعي، فرصة سهلة لتكوين قاعدة بيانات، في حين يراها بعض العملاء مصدر إزعاج لهم.

ومن واقع خبرتي بالمجال، كثيراً ما تصل بيانات المتعامل للشركات، من خلال تعبئة استمارات التسجيل المرفقة بالإعلان، لكن عندما يتم الاتصال بهذا المتعامل، منهم من يتفاجأ بالاتصال ويسأل الموظف المتصل من أين حصلت على بيانات الاتصال بي؟ وعند إجابته بأنه تم ذلك من خلال تسجيل اهتمامك برابط الإعلان الفلاني الخاص بالمنتج الفلاني، ينكر أنه من قام بتعبئة بياناته أو سجل اهتمامه!

في هذه النقطة، عزيزي المتعامل، عليك أن تدرك جيداً أنّ 70% من نسبة الاتصالات التي تردك وتردنا جميعاً يومياً، سواء من وسطاء عقاريين أو من بنوك أو من جهات خدمية أخرى، نحن من أتاح بياناتنا لهذه الجهات عبر صفحات التواصل الاجتماعي، ولا يمكن التغافل أو تجاهل ذلك، وتحميل الموظف الذي يتصل بك مسؤولية الحصول على بياناتك دون موافقتك.

في حين أن 30% من الاتصالات المتبقية، قد تكون محفوظة بقاعدة بيانات قديمة للشركة مسبقاً، أو عن طريق بيع أو نقل قاعدة البيانات من أطراف لأطراف أخرى، وغالباً ما يكونون من موظفي خدمات التسويق في المؤسسات والشركات وغيرها. وفي هذه النقطة، يجب معرفة أن 90% من موظفي أقسام التسويق والمبيعات، اليوم، يتنقلون من شركة إلى أخرى مع قاعدة بيانات خاصة من الشركة السابقة. بين البيانات الملتقطة من طرف برامج الذكاء الاصطناعي، والأخرى المتنقلة بين الأطراف، وبعيداً عن الإزعاج الذي يشتكيه كثيرون، يبقى الهدف الاتصال بالمتعامل واحداً، هو توصيل الخدمة، واقتراح المنتج، لعله يكون ما تبحث عنه.

Redefining Big Data Analytics with AI | Sisense

Related Posts

“ألفابت” تتقدم في سباق الذكاء الاصطناعي وتقترب من كسر حاجز 4 تريليونات دولار

AI بالعربي – متابعات اقتربت “ألفابت” الشركة الأم لعملاق البحث “جوجل” من تحقيق قيمة سوقية تبلغ 4 تريليونات دولار بعد ارتفاع سهمها فوق خمسة في المائة. وبلغ السهم سعر 315.9…

سيطرة “الذكاء الاصطناعي” على حياتنا.. من أفلام الخيال العلمي إلى الواقع

بالعربي – متابعات تشهد شاشات السينما العالمية إنتاج أفلام تتناول سيناريوهات سيطرة الذكاء الاصطناعي على العالم، مستوحاة من خيال علمي أصبح اليوم أقرب إلى الواقع مع التطور التكنولوجي المتسارع. الذكاء…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات

الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

  • نوفمبر 22, 2025
  • 63 views
الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

  • نوفمبر 10, 2025
  • 161 views
الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

  • نوفمبر 8, 2025
  • 159 views
في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

  • أكتوبر 30, 2025
  • 183 views
“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

  • أكتوبر 12, 2025
  • 330 views
الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

  • أكتوبر 1, 2025
  • 412 views
حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law