ولي العهد.. نظرة ثاقبة تقود المملكة لقمة “الذكاء الاصطناعي”
AI بالعربي – “متابعات”
أكد عدد من المهتمين والمختصين في مجال التقنية أن سمو ولي العهد كان من أوائل قادة العالم الذين تحدثوا عن الذكاء الاصطناعي واستغلاله لخدمة الإنسانية، وأن جهوده في دعم قطاع الذكاء الاصطناعي شكّلت تغيرًا جذريًا في جميع القطاعات، وذلك من منطلق إيمانه بتنمية وازدهار هذا الوطن المعطاء، كما كانت كلمات سموه في كثير من المحافل لا تخلو من التطرق للذكاء الاصطناعي في نظرة بعيدة تستبق الزمن، وكان من ثمار تلك النظرة إطلاق مشروع مدينة نيوم الحالمة، مدينة المستقبل والذكاء الاصطناعي، كما أطلق الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” التي تنظم وتشرع كل ما له علاقة بالذكاء الاصطناعي من بيانات وتطبيقات وابتكارات.
آمال عريضة
قال مدير مركز الذكاء الاصطناعي بجامعة الملك خالد د. سالم العلياني: تمثل بيعة ولي العهد ذكرى غالية على قلب كل سعودي واثق بأن وطنه سيكون في مقدمة دول العالم، علمًا ومعرفة وثقافة واقتصادًا ونموًا وتطورًا، فهو يوم حمل معه آمالًا عريضة لهذا الوطن ومواطنيه، وكان ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، من أوائل قادة العالم الذين تحدثوا عن الذكاء الاصطناعي واستغلاله لخدمة الإنسانية، وكانت كلمات سموه في كثير من المحافل لا تخلو من التطرق للذكاء الاصطناعي في نظرة بعيدة تستبق الزمن، وكان من ثمار تلك النظرة إطلاق مشروع مدينة نيوم الحالمة، مدينة المستقبل والذكاء الاصطناعي، كما أطلق الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” التي تنظم وتشرع كل ما له علاقة بالذكاء الاصطناعي من بيانات وتطبيقات وابتكارات.
نظرة عالمية
وأضاف: كما أن ما يزيد على 70٪ من مبادرات رؤية 2030 وبرامج التحول الوطني تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على التقنيات الناشئة وخاصة الذكاء الاصطناعي، أما في مجال التعليم وتطوير قدرات شباب وشابات الوطن، فقد تم تأسيس كلية الأمير محمد بن سلمان للأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، كما كانت المملكة من أوائل الدول التي أطلقت الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي العام الماضي، ولم تكن نظرة سمو ولي العهد محصورة داخل الوطن، بل كانت نظرة شمولية تجاوزت حدود الوطن لتكون نظرة عالمية إنسانية، لقد كانت شاملة للعالم أجمع، ففي كلمة سموه في القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي دعا جميع الحالمين والمبدعين والمستثمرين في العالم للانضمام للمملكة لإطلاق إمكانات الذكاء الاصطناعي والاستفادة من إمكاناته لخير الإنسانية، ولذلك فقد أطلقت المملكة ممثلة في “سدايا” شراكة إستراتيجية مع البنك الدولي لتعزيز الاقتصاد الرقمي في البلدان النامية، وتمكينها من تسريع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتنمية اقتصاد تلك البلدان.
استفادة قصوى
بدوره قال نائب رئيس اتحاد كتاب الإنترنت العرب د. عبدالرحمن المحسني: يسعى سمو ولي العهد إلى الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي في بناء وتنمية الدولة السعودية العظمى، نرى ذلك جليًا في المدن الجديدة الذكية التي تعتمد الذكاء الاصطناعي جملة في كل مفاصلها وبنيتها الإستراتيجية، كما نجده في الاقتصاد والتسليح الرقمي والتعليم والثقافة وغيرها من مجالات التنمية، وهي تبنى على دراسات تستقرئ الواقع وتستشرف المستقبل وتمثل إضاءات مهمة لبناء تنمية رقمية واعية، فالذكاء الاصطناعي يتطور بشكل متتابع، وبدأت الآلة في دعم حياة الإنسان من فترة مبكرة من منتصف القرن العشرين تقريبًا، وأثبتت فاعليتها الكبيرة والدقيقة في خدمته ومساعدته، وهو ما جعل عددًا كبيرًا من المؤسسات والدول تعمل على تنمية هذا الخط العلمي والمهني لدعم قطاعاتها المختلفة، وتطور هذا الذكاء في العقد الأخير لنرى ما يشبه تشاركية مثمرة بين الإنسان والآلة في دعم تنمية الدول.
دولة عصرية
وأضاف: الدولة السعودية العصرية التي يقودها الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان تنطلق من وعي مهم لسمات العصر وتوقعاته، وحين تجد قيادة بهذا المستوى العالي من وعي العصر، تطمئن إلى أنها ستوجه شعبها وفق هذه المعطيات الذكية، لاسيما أن الشباب والأطفال هم النسبة الأكبر، وهم بالطبع الأكثر وعيًا واستيعابًا لمتغيرات الذكاء الاصطناعي الذي لم يعد شعارًا يُرفع في المملكة، بل أصبح واقعًا يُعاش، هُيئت له بنية تحتية متينة ومثالية.
التحول الرقمي
فيما أضاف أستاذ اللسانيات الحاسوبية المساعد بجامعة الملك خالد د. يحيى أحمد اللتيني: تُعد ذكرى بيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد، مناسبة لتجديد الولاء لقيادتنا الرشيدة، وهي أيضًا فرصة لتسليط الضوء على ما تحقق للمملكة من نجاحات في كافة المجالات ومن ضمنها قطاع الذكاء الاصطناعي، فقد دعا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد إلى إطلاق رؤية 2030، مرتكزة على محاور رئيسة لا يمكن لأي رؤية طموحة بهذا القدر أن تغفلها، ومن أهمها التحول الرقمي المتمثل في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المختلفة في شتى المجالات الحيوية: العسكرية والأمنية والاقتصادية والصحية والتعليمية، وبدأت في التطبيق مباشرة في كثير من المجالات كالأمن ورصد المخالفات المرورية، وكانت تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصحية قد خضعت لاختبار مبكر غير قابل للتراخي أو التأجيل بسبب جائحة كورونا، التي ضربت فيه المملكة أروع الأمثال، فنجحت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي في إطلاق حزمة من التطبيقات الذكية التي شاركت بشكل فاعل في الحد من تفشي الخطر، مثل «تباعد» و«تطمن» و«توكلنا» و«صحتي».
المرجع الأول
وأضاف: كما فعّلت الحكومة الإلكترونية التطبيقات الذكية الأخرى التي قللت من الوجود البشري في الميدان، مثل منصات “أبشر” و”أحكام” و”وزارة العدل”، ولم يكن النجاح اللافت للنظر على المستوى التقني البحت فقط، بل قدمت هذه التطبيقات في حلة لغوية رائقة تتواءم والثقافة المجتمعية التي تتميز بالعقيدة السليمة الصافية، ما جعل اختيار أسماء تلك التطبيقات ينشر التفاؤل والطمأنينة كما في “توكلنا وتطمن”، ويرسخ القيم الإسلامية والعربية الأصيلة مثل “أبشر”، وكانت المملكة على قدر التحدي المتمثل في الكفاءة والإيجاز اللذين يُعدان من أهم معايير الجودة المنشودة، وبحكم اختصاصي في اللسانيات الحاسوبية التي تهتم بالمعالجة الآلية للغة العربية فإن إنشاء عدد من الهيئات المختصة في تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي مثل الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي والأكاديمية السعودية الرقمية، وأكاديمية مسك، وأكاديمية طويق، والأكاديمية الوطنية لتقنية المعلومات، وغيرها مما يسهم في إثراء هذا الجانب، ما يجعلني أجزم بأن المملكة ستكون المرجع الأول في العالم لمعالجة اللغة العربية آليا، فقد صُنّفت في تقرير التنافسية العالمي “GCR” لعام 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي “WEF”، ضمن الدول العشر الأوائل في المهارات الرقمية بين مؤشر السكان النشطين، ويرجع هذا التميز إلى التحول الرقمي الهائل الذي شهدته المملكة في الآونة الأخيرة.