الديون تتزايد في سباق الذكاء الاصطناعي وسط تحذيرات من فقاعة مالية
AI بالعربي – متابعات
يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي طفرة غير مسبوقة، مدعومة بتدفق مليارات الدولارات من مستثمري الائتمان، مما يعزز الطموحات في هذا المجال. إلا أن هناك مخاوف من أن هذه الطفرة قد تكون مجرد فقاعة جديدة، تمامًا كما حدث في فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينيات. مؤخرًا، قاد بنكا “جي بي مورغان” و”ميتسوبيشي المالية” عملية بيع قرض ضخمة بلغت قيمته 22 مليار دولار لدعم شركة “فانتاج داتا سنترز” في بناء مجمع مراكز بيانات. وفي نفس الوقت، حصلت شركة “ميتا بلاتفورمز” على 29 مليار دولار من شركات “باسيفيك إنفستمنت مانجمنت” و”بلو آول كابيتال” لإنشاء مركز بيانات في ريف لويزيانا.
شركات الذكاء الاصطناعي تكافح من أجل البنية التحتية اللازمة
تواصل الشركات الكبرى مثل “أوبن إيه آي” البحث عن مليارات الدولارات لتطوير البنية التحتية اللازمة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً. في وقت سابق، صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI”، بأن هذا الاستثمار الكبير في الذكاء الاصطناعي يشبه كثيرًا فقاعة الإنترنت التي انفجرت في نهاية التسعينيات. ويبدو أن بعض الشركات لا تحقق الأرباح المرجوة، حيث يشير تقرير من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن 95% من مشاريع الذكاء الاصطناعي في الشركات لم تحقق أي أرباح حتى الآن.
ديون ضخمة تثير القلق بين المستثمرين
على الرغم من النجاح الواضح في التمويل، لا يزال قلق المستثمرين يزداد بشأن الاستدامة المستقبلية لهذه الاستثمارات. وقال دانيال سوريد من “سيتي غروب”: “من الطبيعي أن نشعر بالقلق بعد عمليات ضخمة مماثلة شهدناها في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والتي انتهت بتخفيض كبير في قيمة بعض الأصول”. وفي الوقت نفسه، تواصل شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “غوغل” و”ميتا” تمويل مشاريع الذكاء الاصطناعي من خلال ديون مؤسسية عالية الجودة، والتي يعتبرها بعض المحللين آمنة بسبب التدفقات النقدية الكبيرة التي تضمن هذه الديون.
أسواق الائتمان الخاصة تدعم نمو الذكاء الاصطناعي
النمو الكبير في تمويل الذكاء الاصطناعي يأتي من أسواق الائتمان الخاصة. ووفقًا لمجموعة “يو بي إس”، فإن تمويل الذكاء الاصطناعي من هذه الأسواق يصل إلى 50 مليار دولار سنويًا، وهو ضعف ما توفره الأسواق العامة. ويشمل هذا التمويل مراكز الحوسبة الجديدة التي تم تمويلها عبر أوراق مالية تجارية مدعومة برهن عقاري. كما أظهرت البيانات زيادة بنسبة 30% في الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري التجاري، ما يشير إلى إقبال المستثمرين على هذا القطاع.
المستقبل المجهول للذكاء الاصطناعي يثير الشكوك
ورغم أن العديد من شركات الذكاء الاصطناعي العملاقة تسعى إلى تأمين التمويل اللازم لبناء البنية التحتية المستقبلية، إلا أن الخبراء لا يزالون متحفظين بشأن التوقعات المستقبلية. إذ أشار دانيال سوريد إلى أن هذه الاستثمارات قد تواجه صعوبات في المستقبل إذا لم تُثبت مشاريع الذكاء الاصطناعي قدرتها على توليد الإيرادات المستدامة. وعلق روث يانغ من “ستاندرد آند بورز” على هذا التوسع قائلةً: “التمويلات الممتدة من 20 إلى 30 عامًا لمشاريع لا نعرف كيف ستبدو بعد 5 سنوات تثير الشكوك حول جدواها”.
التحديات المستقبلية: المخاوف من استدامة طفرة الذكاء الاصطناعي
في الختام، يظل التساؤل الأكبر حول استدامة هذه الطفرة في الذكاء الاصطناعي قائمًا، في ظل الاستثمارات الهائلة التي يتم ضخها في البنية التحتية لهذه التقنية. ورغم الإمكانات الكبيرة لهذا القطاع، فإن المخاوف بشأن احتمال وجود فقاعة جديدة لا تزال تهيمن على أذهان المستثمرين.