لماذا يجب أن نشكر الحمام على اختراقات الذكاء الاصطناعي؟
AI بالعربي – متابعات
في الأربعينيات من القرن الماضي، قام عالم النفس B.F. Skinner بتجارب على الحمام لتطوير مفاهيم التعلم المعزز، وهي التجربة التي ساهمت بشكل غير مباشر في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة. استخدم Skinner الحمام في تجاربه لإثبات كيفية تعلم الكائنات الحية من خلال المكافآت والتعزيزات، مما ساعد في فهم أعمق لعملية التعلم الترابطي التي تعد الأساس للذكاء الاصطناعي اليوم.
الانتقال من التجارب النفسية إلى الذكاء الاصطناعي الحديث
على الرغم من أن نظريات Skinner حول التعلم الترابطي فقدت شعبيتها في الستينيات، إلا أنها عادت لتؤثر بشكل كبير على تطوير الخوارزميات الحديثة المستخدمة في الذكاء الاصطناعي. الشركات الكبرى مثل Google وOpenAI تعتمد الآن على هذه المبادئ لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تنفيذ المهام المعقدة مثل القيادة الذاتية للسيارات، حل المشكلات الرياضية، والفوز في الألعاب الاستراتيجية مثل الشطرنج.
التعلم المعزز: محاكاة لدماغ الحمام البسيط في الذكاء الاصطناعي
التعلم المعزز هو نوع من التعلم الآلي الذي يسمح للآلات بالتعلم من خلال التجربة والمكافأة، مستوحى من الطريقة التي يتعلم بها الحمام في تجارب Skinner. هذا النظام يمكّن الآلات من اتخاذ قرارات بناءً على نتائج أفعالها في بيئة معينة، ما يمكنها من تحسين أدائها مع مرور الوقت. من خلال هذه العملية، يمكن للذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام المعقدة، التي لم تكن ممكنة في السابق، باستخدام نفس الأسس البسيطة التي كان يستخدمها Skinner مع الحمام.
الذكاء الاصطناعي يحاكي العمليات البسيطة وليس التفكير البشري المعقد
على الرغم من الانطباع العام بأن الذكاء الاصطناعي يحاكي التفكير البشري المعقد، فإن الواقع يشير إلى أن هذه التقنيات تعتمد على عمليات أبسط بكثير. في جوهرها، يشبه الذكاء الاصطناعي تعلم الحمام من خلال التجربة والمكافأة، مما يظهر أن الذكاء الاصطناعي لا يحاكي العقل البشري المعقد، بل يبني على آليات تعلم بسيطة ولكن فعالة للغاية.