“الذكاء الاصطناعي” يدخل ميدان الصحة النفسية ويقدّم حلولًا لتقليل القلق

 “الذكاء الاصطناعي” يدخل ميدان الصحة النفسية ويقدّم حلولًا لتقليل القلق

AI بالعربي – متابعات

في عالم متسارع تتزايد فيه الضغوط اليومية، بات القلق من أكثر التحديات النفسية انتشارًا، ما دفع الكثير من الأفراد للبحث عن بدائل رقمية تُساعدهم على التعامل مع هذا الشعور المتنامي. وهنا، يبرز الذكاء الاصطناعي بوصفه شريكًا جديدًا في دعم الصحة النفسية، من خلال تطبيقات وأدوات مبتكرة تقدم الدعم العاطفي بشكل فوري، مخصص، وآمن.

وتعمل عدة منصات على تسخير خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتوفير “معالج افتراضي” يعمل على مدار الساعة، ما يتيح للمستخدمين فرصة التحدث والتعبير عن مشاعرهم في أي وقت، خاصة في لحظات التوتر المفاجئ. وتتميز هذه الأدوات بسهولة الوصول وخصوصية الاستخدام، مما يجعلها خيارًا مفضلاً لدى فئة واسعة من المستخدمين.

وتعتمد بعض التطبيقات النفسية المتقدمة على تقنيات العلاج المعرفي السلوكي “CBT”، من خلال جلسات تفاعلية تعيد توجيه التفكير السلبي، وتساعد المستخدم على التدرّب على تقنيات التنفس والاسترخاء، والتعامل مع الأفكار المقلقة بشكل منطقي وسلمي.

كما تتيح هذه الحلول الرقمية إمكانية تتبّع الحالة المزاجية عبر تسجيلات نصية أو صوتية، ما يوفّر بيانات يمكن للذكاء الاصطناعي تحليلها واقتراح نصائح مخصصة تُساعد في فهم محفزات القلق والحد من تأثيرها. وتتكامل هذه الوظائف مع جلسات التأمل الموجهة التي تقدمها تطبيقات مثل “Calm” و”Headspace”، حيث تُصمم تمارين التأمل بحسب الهدف اليومي وحالة المستخدم، سواء كانت تحسين النوم أو تعزيز التركيز أو تهدئة التوتر.

وكشفت دراسات حديثة عن انخفاض في أعراض القلق بنسبة تصل إلى 31% لدى مستخدمي هذه التطبيقات خلال فترة قصيرة، كما أظهرت النتائج تفضيل المستخدمين للخصوصية والسهولة التي توفرها هذه الأدوات الرقمية مقارنة بالأساليب التقليدية.

ورغم هذه الفوائد، يُوصي الخبراء بضرورة استخدام هذه الأدوات كدعم أولي أو مكمل، وليس كبديل دائم عن الاستشارة المتخصصة. ويُشدَّد على أهمية تحديد الهدف من الاستخدام، والحفاظ على روتين يومي في الممارسة، إلى جانب التوجه لطلب المساعدة من مختصين في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها.