الذكاء الاصطناعي في الطيران.. تقنيات لرفع وتحسين الكفاءة
AI بالعربي – “خاص”
أصبحت تقنية الذكاء الاصطناعي من العوامل التي تغير قواعـد اللعبـة فـي مجـال الطيـران، كمـا هـو الحـال فـي كـل قطـاع آخر، إذ إن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يسـمح بمزيـد مـن السـلامة والقـدرة علـى التكيـف والتحسـين والكفـاءة والسـعة وبـدعم أكبـر لجميـع أصحاب المصـلحة فـي مجـال الطيـران، إذ أصبح الذكاء الاصطناعي يتحكم بصورة كبيرة في الكثير من الأمور الخاصة بمجال الطيران مثل التسعير الديناميكي الذي يسعى إلى تحقيق أقصى قدر من الإيرادات، بالإضافة إلى تحسين التسعير والتنبؤ بتأخير وتحسين مسار الرحلة وغيرها من الأمور.
الذكاء الاصطناعي يعمل أيضًا على تحسين استراتيجيات التسعير من خلال محركات توصية للعروض المفصلة وتحليل المشاعر على وسائل التواصل الاجتماعي وروبوتات الدردشة وأتمتة خدمة العملاء. ويتم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الطيران عن طريق تحديد هوية المسافرين، وفحص الأمتعة الخاصة بهم والعمل على مساعدة العملاء، وكذلك بعض التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في مجال الطيران مثل إدارة سرية البيانات والاستثمارات ورصد التقدم. وبناء على ذلك أعد الكاتب والباحث جاسم حاجي، ورقة بحثية تناول فيها الدور الذي أصبح يلعبه الذكاء الاصطناعي في مجال الطيران والتحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في الطيران، وفيما يلي أبرز ما فيها.
تأثير الذكاء الاصطناعي على مجال الطيران
يؤثر الـذكاء الاصـطناعي تـأثيرًا عميقـًا علـى كفـاءات المهنيين في مجال الطيران، وتستدعي الحاجة استعداد قطاع الطيران كله لهذا التغيير الهام.
- التسعير الديناميكي: يسعى الذكاء الاصطناعي في مجال الطيران إلى تحقيق أقصى قدر من الإيرادات، حيث تعمل شركات الطيران على تحسين أسعارها المنشورة الأساسية التي تمَّ حسابها بالفعل بناءً على خصائص الرحلة والتجزئة الواسعة، وتعديل الأجرة بعد تقييم التفاصيل حول المسافرين وظروف السوق الحالية.
- تحسين التسعير: على غرار التسعير الديناميكي، تبحث هذه الخوارزميات عن طرق لتحسين إيرادات المبيعات على المدى الطويل لضمان حجز جميع الرحلات على النحو الأمثل.
- التنبؤ بتأخير الرحلة: نظرًا إلى أن تأخيرات الرحلة تعتمد على عدد كبير من العوامل، بما في ذلك الظروف الجوية وما يحدث في المطارات الأخرى، يمكن تطبيق نظام ذكي لتحليل مجموعات البيانات الضخمة في الوقت الفعلي للتنبؤ بالتأخير وإعادة حجز رحلات العملاء في الوقت المناسب.
- تحسين مسار الرحلة: فكر في الأنظمة المدعومة بتعلم الآلة والتي يمكنها العثور على مسارات الطيران المثلى، مما يؤدي إلى رحلات جوية محجوزة وموقوتة بشكل مثالي، وانخفاض تكاليف التشغيل وزيادة الاحتفاظ بالعملاء.
- تجنب اضطراب السفر: استحدثت شركة أماديوس “Amadeus”، أحد أنظمة التوزيع العالمية الرائدة “GDS”، نظام استعادة الجدول الزمني، بهدف مساعدة شركات الطيران على التخفيف من مخاطر اضطراب السفر.
- جدولة طاقم العمل: لقد نما عدد أفراد طاقم الطيران في شركات النقل الأميركية الكبرى وغالبًا ما تتجاوز نفقاتهم الآن 1.3 مليار دولار سنويًا، وهم ثاني أكبر عنصر “بجانب كلفة الوقود” من إجمالي كلفة التشغيل لشركات النقل الأميركية الكبرى.
- اكتشاف الاحتيال: من خلال تحليل أنماط رحلات وشراء عملاء محددين وربطها بالبيانات التاريخية، تستطيع الخوارزميات تحديد معاملات بطاقة الائتمان المشبوهة والقضاء على حالات الاحتيال، مما يوفر ملايين الدولارات لشركات الطيران والسفر كل عام.
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين استراتيجيات التسعير؟
يمكن تطبيق الذكاء الاصطناعي لتحسين استراتيجيات التسعير وزيادة مشاركة العملاء وتحسين تجربة الطيران الكاملة، وفيما يأتي قائمة بحالات استخدام الذكاء الاصطناعي المحتملة في صناعة السفر.
- محركات توصية للعروض المفصلة: تسمح تقنيات تتبع السلوك والبيانات الوصفية وسجل الشراء بتقديم عروض مخصصة للغاية للعملاء، مما يزيد من نسبة الاحتفاظ بالعميل وقيمة العمر الافتراضي للعميل.
- تحليل المشاعر على وسائل التواصل الاجتماعي: عند إقرانها بخوارزميات ذكية، يمكن استخدام ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي لتقييم ردود أفعال العملاء في وقت قريب من الوقت الفعلي، مما يعطي رؤية قيمة لتحسين تجربة العملاء.
- روبوتات الدردشة وأتمتة خدمة العملاء: تسمح لك بالتخطيط لرحلتك القادمة مباشرة من تطبيق “Facebook Messenger”، إذ إن نوع روبوت المحادثة الخاص بهم يشبه الإنسان، ويفهم الأسئلة البسيطة ويرد بأسلوب محادثة غير رسمي.
استخدامات للذكاء الاصطناعي في صناعة الطيران
رغم أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه الصناعة لا يزال في مراحله الأولى، فهو يشهد بعض التقدم بفضل الاستثمارات التي تضخها شركات الطيران الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا وفقًا لتقرير نشره موقع “techopedia”، وفيما يأتي أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في صناعة الطيران.
- تحديد هوية المسافرين: تقوم الماكينات بتحديد هوية المسافرين وتسجيل وصولهم إلى المطار، وقد قامت شركة “خطوط دلتا الجوية” باختبار هذه العملية من خلال بعض المبادرات مثل أكشاك تذاكر دلتا، وتسجيل الوصول عبر الهاتف من خلال تطبيق “Fly Delta”.
- فحص الأمتعة: أطلقت شركة “أميركان إيرلاينز” في عام 2017، مسابقة لتطوير التطبيقات، وذلك بهدف تطوير تطبيق يُسهل عملية فحص أمتعة المسافرين، وقد طور الفريق الفائز “Team Avatar” تطبيقًا يتيح للمسافرين إمكانية تحديد وزن حقائبهم قبل الوصول للمطار، ودفع أي رسوم متعلقة بالحقائب مُسبقًا.
- مساعدة العملاء: تستخدم شركة “يونايتد إيرلاينز” المساعد الشخصي “أليكسا” الذي أصدرته شركة “أمازون” للإجابة عن استفسارات العملاء، وقد أعلنت الشركة استخدامها لـ”أليكسا” في شهر سبتمبر 2017، والذي يجيب عن تساؤلات المسافرين الأكثر شيوعًا مثل الأسئلة الخاصة بتسجيل الوصول وتوافر خدمة “الواي فاي” على متن الطائرة.
التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الطيران
هناك العديد من التحديات التي تنتظر صناعة الطيران مع تطبيق الذكاء الاصطناعي على نحو أوسع، وفيما يأتي نستعرض أبرز تلك التحديات.
- إدارة سرية البيانات: مع تبني صناعة الطيران للذكاء الاصطناعي سوف يتم استخدام كميات كبيرة من البيانات، وهو ما سوف يعرض أمن البيانات والمعلومات للخطر، ولا تعد الحاجة إلى إدارة البيانات بشكل صحيح تحديًا جديدًا أمام شركات الطيران، فقد سبق أن سربت شركة “طيران الإمارات” بيانات العملاء إلى أطراف ثالثة دون تصريح، وقامت الشركة بتسريب بيانات مثل: الاسم، والبريد الإلكتروني، ورقم الجوال، وحتى رقم جواز السفر إلى شركات مثل “فيسبوك” و”جوجل”.
- رصد التقدم: رصد وتتبع التقدم يمثل تحديًا آخر أمام شركات الطيران، فهذه الشركات تحتاج أولاً إلى تطوير تحليلات تساعدهم على تطوير ومعالجة البيانات بدقة، ويمثل ذلك في حد ذاته تحديًا لصعوبة تحديد نوع التحليلات المناسبة، فكيف ستُحدد نوع التحليلات التي تقيس مدى تحسن الشركة في معايير رضا العملاء؟
- إدارة الاستثمارات: تحتاج تقنية الذكاء الاصطناعي إلى استثمارات ضخمة، مما يشكل تحديًا أمام شركات الطيران الصغيرة التي لن يكون لديها إمكانات كافية لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، وقد يكون حل هذه المشكلة متمثلاً في عمليات الاندماج والاستحواذ، فشركات الطيران الكبيرة قد يكون لديها رغبة في الاستحواذ على شركات طيران صغيرة، كما أن هناك بعض شركات الطيران الصغيرة التي لديها اتجاه نحو تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل خطوط “ساوث ويست” الجوية.