“Anthropic” تتفوق على “OpenAI” وتتصدر سوق الذكاء الاصطناعي المؤسسي
AI بالعربي – متابعات
في تحول لافت بمشهد الذكاء الاصطناعي المؤسسي، كشفت تقارير جديدة أن شركة Anthropic أصبحت الخيار المفضل لدى الشركات الكبرى، متجاوزة شركة OpenAI في حصة السوق المتعلقة بنماذج اللغة الكبيرة (LLMs). وتشير الأرقام إلى أن Anthropic تستحوذ حاليًا على 32% من سوق المؤسسات، مقارنة بـ 25% لصالح OpenAI، مما يعكس تحوّلًا كبيرًا في توجهات القطاع مقارنة بعام 2023، حين كانت OpenAI تسيطر على نصف السوق تقريبًا.
Claude 3.5 و3.7 يحققان اختراقًا حاسمًا في اعتماد المؤسسات
ساهم إطلاق نموذج Claude 3.5 Sonnet في يونيو 2024، يليه Claude 3.7 Sonnet في فبراير 2025، في تعزيز مكانة Anthropic كمزود رئيسي للذكاء الاصطناعي التوليدي للشركات. هذه النماذج أظهرت قدرات محسنة في الفهم والسياق والتوليد، ما جعلها الخيار المفضل في المهام الحساسة والمعقدة، لا سيما في قطاعات البرمجة، القانون، والبحث المتقدم.
تفوق واضح لـ Anthropic في قطاع البرمجة
في المجالات التقنية وتحديدًا تطوير البرمجيات، أظهرت البيانات أن نماذج Claude تتفوق بوضوح، حيث تسيطر على 42% من الحصة السوقية مقابل 21% فقط لـ OpenAI. ويعود ذلك إلى قدرة هذه النماذج على تقديم تعليمات دقيقة، وتفسير كود معقد، والتفاعل بشكل طبيعي مع أسئلة المطورين ضمن بيئة مؤسسية آمنة وسريعة.
تراجع OpenAI يعكس تحوّلات الثقة المؤسسية
رغم ريادتها في المرحلة الأولى من طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن OpenAI شهدت تراجعًا في شعبيتها المؤسسية، بعدما كانت تستحوذ على 50% من السوق في عام 2023. هذا التراجع لا يُعزى بالضرورة إلى ضعف في النماذج، بل إلى تطور استجابات السوق ومتطلبات المؤسسات من حيث الأمان، الخصوصية، والدقة التخصصية التي وفّرتها نماذج Anthropic بشكل أكثر اتساقًا.
الشركات تفضّل النماذج المغلقة على المفتوحة
من الملاحظ أن غالبية المؤسسات لا تتجه إلى استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، إذ أوضح التقرير أن أكثر من نصف الشركات تفضّل التعامل مع النماذج المغلقة. ويرتبط ذلك بحاجة المؤسسات إلى حلول متكاملة تتضمن دعمًا فنّيًا مستقرًا، وضمانات أمان، والتزامًا بالمعايير القانونية، وهي عناصر توفرها نماذج مثل Claude بشكل مباشر.
لماذا تكتسب Anthropic ثقة الشركات؟
يرى محللون أن قوة Anthropic تكمن في تركيزها على سوق المؤسسات منذ البداية، وتقديمها لنماذج قابلة للتخصيص ومتوافقة مع البنى التحتية الحساسة. كما أن التزام الشركة بالشفافية والأخلاقيات في تطوير الذكاء الاصطناعي جعلها تحظى بسمعة قوية بين الشركات التي تبحث عن شراكات طويلة الأمد بدلاً من مجرد استخدام أدوات تجريبية.
مستقبل تنافسي مفتوح في عالم الذكاء الاصطناعي المؤسسي
في ظل تسارع الابتكار واستمرار إطلاق نماذج جديدة كل عدة أشهر، من المتوقع أن يستمر التنافس بين شركات الذكاء الاصطناعي على الحصة المؤسسية. ويبدو أن النماذج التي تجمع بين الأداء الفائق، وسهولة التخصيص، والالتزام بالخصوصية، ستقود المرحلة المقبلة من التحول الرقمي الذكي في قطاع الأعمال.