توقعات باشتداد معركة الذكاء الاصطناعي بين أميركا والصين.. مع انتخاب ترامب
AI بالعربي – متابعات
تحدث الرئيس المنتخب دونالد ترامب، عن جهود لدعم التفوق الأميركي في سباق مع الصين في مجال الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك خلال إعلانه الجمعة لإنشاء مجلس وطني للطاقة وتعيين حاكم نورث داكوتا دوغ بورغوم رئيسًا له.
على أميركا أن تحافظ على تفوقها التكنولوجي
وحسب تقرير على موقع “الحرة”، يأتي هذا الأمر بعد أيام من تحذير أطلقه مسؤولون تنفيذيون في كبرى الشركات الأميركية التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي وفي مقدمتها “OpenAI”، والذي قالت فيه “إن السباق نحو تحسين الذكاء الاصطناعي أمر ضروري لمستقبل أميركا”.
وأكدوا أنه إذا لم تحافظ الولايات المتحدة على تفوقها التكنولوجيا، فإن الصين ستستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز قوتها العسكرية والتجارية.
وتكرر بكين تصريحاتها بأنها ستصبح الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول 2030.
“التسلح التكنولوجي”
أوز سلطان، الخبير في تكنولوجيا المعلومات والمتخصص في تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي، يرى أننا سنشهد مرحلة من “التسلح التكنولوجي” خاصة في تكرار نماذج “GPT5 وGPT6”.
ويتم تعريف “GPT” في الذكاء الاصطناعي بأنها “المحول المولد المدرَّب مسبقًا”، وتمثل نماذج الشبكات التي تُستخدم في الذكاء الاصطناعي لدعم التطبيقات المختلفة.
وقال في حديث لموقع “الحرة” إننا قد “نواجه ندرة في الموارد” من أجل الاستمرار في توفير مراكز بيانات حديثة ومتطورة للذكاء الاصطناعي، بينما الصين يمكنها تعويض ذلك “باستخدام الطاقة الشمسية في مناطق غرب البلاد”؛ منبهًا إلى وجود الكثير من الأسئلة بشأن مدى استدامة هذا التوجه في الصين خاصة بعدم توفر شبكات دعم بمستويات متطورة.
أميركا تحتاج المزيد من مراكز البيانات المتطورة
وأضاف “سلطان” أن الولايات المتحدة ستكون بحاجة إلى المزيد من مراكز البيانات المتطورة، القادرة على التعامل مع معادلات حسابية معقدة؛ ولهذا سيكون ثمة “سباق للتسلح بين مراكز البيانات والحوسبة الكمومية، وكيفية توظيف الحوسبة الكمومية في الذكاء الاصطناعي”.
والحوسبة الكمومية هي “مجال متعدد التخصصات، تشمل: علوم الحاسوب والفيزياء والرياضيات بهدف حل المشكلات المعقدة بسرعة فائقة، لا تستطيع أجهزة الحاسوب التقليدية التعامل معها”.
الصين تستغل أدوات ذكاء اصطناعي أميركية
وقالت ثلاث أوراق أكاديمية ومحللون: إن مؤسسات بحثية بارزة مرتبطة بالجيش الصيني تستغل نموذج لاما المتاح للجمهور الذي ابتكرته شركة ميتا في تطوير أداة ذكاء اصطناعي لاستخدامها في تطبيقات عسكرية محتملة؛ بحسب تقرير سابق لوكالة “رويترز”.
وفي ورقة بحثية نُشرت في يونيو، اطلعت عليها “رويترز”، قدّم ستة باحثين صينيين من ثلاث مؤسسات، منها مؤسستان تابعتان لأكاديمية العلوم العسكرية البحثية الرائدة في جيش التحرير الشعبي، تفاصيلَ عن استخدامهم نسخة مبكرة من برنامج لاما لشركة ميتا كقاعدة لما يسمونه “ChatGPT”.
وذكرت الدراسة أن برنامج ChatGPT تم تنقيحه و”تحسينه لأداء مهام الحوار والإجابة على الأسئلة في المجال العسكري”. واتضح أنه يتفوق على بعض نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى التي تبلغ قدرتها نحو 90% تقريبًا مثل برنامج “ChatGPT -5” القوي التابع لشركة “OpenAI”.
وأتاحت شركة ميتا الاستخدام المفتوح للكثير من نماذجها للذكاء الاصطناعي ومنها لاما؛ ولكنها تفرض بعض القيود؛ ومنها شرط أن تطلب الخدمات التي تضم أكثر من 700 مليون مستخدم للحصول على ترخيص من الشركة.
وتحظر شروطُها أيضًا استخدام النماذج في “الصناعات، أو التطبيقات العسكرية أو الحربية أو النووية أو التجسس”، وغيرها من الأنشطة الخاضعة لضوابط التصدير الدفاعية الأمريكية؛ فضلًا عن تطوير الأسلحة والمحتوى الذي يراد منه “التحريض على العنف والترويج له”.
ترامب وصناعة الذكاء الصناعي
وحدد “سلطان” مجموعة من الإجراءات يمكن لإدارة ترامب المقبلة أن تتخذها لضمان استمرار التفوق الأميركي في مجال الذكاء الاصطناعي؛ وفي مقدمتها: توفير موارد الطاقة التي تحتاجها صناعة الذكاء الاصطناعي، والتي تحتاج إلى الكثير من الطاقة؛ إذ يعول على العودة إلى الاعتماد على الطاقة النووية لتُبقِيَ على المزية الحاسمة لهذه التكنولوجيا؛ بحسب الخبير “سلطان”.
ومجلس الطاقة الوطني الذي تم إنشاؤه حديثًا يسعى إلى ترسيخ هيمنة قطاع الطاقة الأميركي حول العالم، وسيعمل على خفض البيروقراطية، وتعزيز الاستثمارات، والتركيز على الابتكار بدلًا من التنظيم.
وتابع أنه يجب الحفاظ على زخم تصنيع الرقائق في الولايات المتحدة، لإشباع الطلب المتزايد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، واستمرار الحظر الهندسي والتقني المفروض على منع تصدير التكنولوجيا الأميركية إلى الصين.
وقال “سلطان”: إن وضع تكاليف ورسوم عالية على تصدير الرقائق، سيحُد من الجهود الصينية في تعزيز مبادرات الذكاء الاصطناعي لديها.
وأكد أن الولايات المتحدة لديها بالفعل أفضل التقنيات المتاحة في مجال الذكاء الاصطناعي، ولدينا العديد من كبار المنافسين في سيليكون فالي وبنسلفانيا وماساتشوستس.
وكان ترامب قد كرر في تصريحاته خلال حملاته الانتخابية، عزمه إلغاء الأمر التنفيذي للرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الذكاء الاصطناعي؛ معتبرًا أنه “يُعيق ابتكار الذكاء الاصطناعي ويفرض أفكارًا يسارية متطرفة على تطوير هذه التكنولوجيا.. بدلًا من ذلك، يدعم الجمهوريون تطوير الذكاء الاصطناعي الذي يتجذر في حرية التعبير والازدهار البشري.
وأصدر بايدن أمرًا تنفيذيًّا في فترة سابقة يسمح باستخدام الذكاء الاصطناعي، ووضع محددات لتعزيز الرقابة على الاستخدام التجاري لهذه التكنولوجيا.
والأربعاء قدمت شركة “OpenAI” مقترحًا لواشنطن بشأن دعم صناعة الذكاء الاصطناعي، والحاجة لضخ التمويل وتوفير الموارد.