AI بالعربي – متابعات
تتقدم تقنيات الربط بين الدماغ والأجهزة الإلكترونية بسرعة لافتة. وتكشف الأبحاث الحديثة عن قدرات متزايدة قد تمسّ حدود الخصوصية العقلية لأول مرة.
كيف تعمل واجهات الدماغ والحاسوب؟
ظهرت تقنية واجهة الدماغ والحاسوب Brain Computer Interface لمساعدة المرضى على التحكم في الأجهزة.
وتعتمد على مستشعرات خارجية أو شرائح تُزرع على القشرة الحركية. وتحوّل هذه الشرائح الإشارات العصبية إلى أوامر مباشرة للأطراف الصناعية أو الحواسيب.
يؤكد ريتشارد أندرسون من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أن تثبيت الأجهزة على الفص الجداري يوفّر إشارات إضافية. وقد تعكس هذه الإشارات أنماطًا داخلية لم يقصد المستخدم الإفصاح عنها.
مخاوف من قدرة التقنية على اختراق الخصوصية
يحذّر الباحثون من تطور قدرة هذه الأنظمة على تحليل النشاط العقلي. ويزداد القلق عند دمجها مع أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تفسّر الإشارات بدقة تتقدم يومًا بعد يوم.
وترى مؤسسات علمية أن الشركات قد تستخدم هذه البيانات بدون ضوابط. وقد يمنح ذلك قدرة على كشف ردود فعل الإنسان الداخلية ومستويات توتره وتركيزه.
ماذا يقول مطورو التقنيات الجديدة؟
يرى توم أوكسلي من شركة سينكرون أن واجهات الدماغ والحاسوب تمثل مستقبلًا علاجيًا واعدًا. ويتوقع توسع استخدامها لعلاج الاضطرابات النفسية والعصبية.
ويشير إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي سيزيد من قدرات هذه الأنظمة. ويقول إن السؤال الأهم هو: “كيف نجعل هذه التقنيات آمنة؟”.
أجهزة استهلاكية تلتقط الإشارات العصبية
تعمل عدة شركات على تطوير سماعات وخوذ وأساور مزودة بأقطاب كهربائية. ولا يمكن لهذه الأجهزة قراءة العقل، لكنها تلتقط مستويات الانتباه والتوتر والإرهاق.
وتُستخدم هذه الإشارات لتحسين الأداء الرياضي ودعم التأمل وزيادة الإنتاجية.
هل تصل هذه الأجهزة يومًا إلى قراءة القرارات العقلية؟
يوضح مارسيلو إينكا من الجامعة التقنية في ميونخ أن تخطيط المخ يلتقط تغيرات فورية تحدث خلال أجزاء من الثانية. ويمكن للذكاء الاصطناعي تحليل هذه التغيرات والتنبؤ بآلية اتخاذ القرار.
وتشير الدراسات إلى قدرة الأنظمة الحديثة على تتبع مستوى الانتباه والترددات العقلية بدرجة عالية الدقة.
اختبارات كشفت ضعف حماية البيانات العصبية
توصل إينكا في دراسة عام 2018 إلى أن أنظمة واجهة الدماغ والحاسوب كانت تفتقر لقنوات آمنة لنقل البيانات. ويقول إن الوضع لم يتغير كثيرًا.
وفي عام 2024، درست منظمة نيورو رايتس سياسات 30 شركة. وتبيّن أن معظمها يحتفظ بالحق الكامل في البيانات العصبية. ويمكن لهذه الشركات بيع تلك البيانات لطرف ثالث.
قصور في القوانين الحالية لحماية العقل الرقمي
أقرت بعض الدول قوانين لحماية البيانات العصبية. لكن الخبراء يرون أن الحماية لا تكفي. ويرجع السبب إلى أن القوانين تركز على البيانات الخام فقط، ولا تشمل تحليلات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد إينكا أن النتائج التحليلية المرتبطة بالصحة العقلية يمكن استغلالها للتمييز ضد الأشخاص. ويصف ذلك بأنه تهديد مباشر لـ”الحرية المعرفية” في عصر يقوده الاقتصاد الرقمي.
هل يشكل اقتصاد البيانات خطرًا على العقل؟
يشير إينكا إلى أن دمج البيانات العصبية في اقتصاد البيانات يمثل خطرًا متزايدًا. ويشبّه الأمر بمنح هذا الاقتصاد “منشطات” تعزز قدرته على التوسع.
ويطالب خبراء الأخلاقيات بوضع معايير دولية لحماية الإشارات العصبية قبل انتشار هذه التقنيات على نطاق واسع.
