هل يصبح انتشار الذكاء الاصطناعي سببًا لانهياره في المستقبل؟

هل يصبح انتشار الذكاء الاصطناعي سببًا لانهياره في المستقبل؟

AI بالعربي – متابعات

زادت شعبية تقنيات الذكاء الاصطناعي بدرجة كبيرة على مدار السنوات القليلة الماضية، لكن بعض الدراسات التي صدرت مؤخراً سلطت الضوء على اتجاهات مثيرة للقلق فيما يتعلق باستمرارية هذه التكنولوجيا الرائدة وتطورها في المستقبل.

إذ يبلغ الاهتمام العالمي بالبحث عن الذكاء الاصطناعي عبر محرك البحث “جوجل” أعلى مستوى له على الإطلاق في الوقت الراهن، ووصلت نسبة الاهتمام في الولايات المتحدة بهذا الموضوع إلى 99% بحسب أداة “جوجل تريندس”.

وأوضح “إيليا شوميلوف” الأستاذ بقسم علوم الحاسب بجامعة أوكسفورد وفريق من الباحثين في دراسة نُشرت بمجلة “نيتشر” الشهر الماضي، أن انتشار المحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت يؤدي إلى تدهور جودة الاستجابات التي تولدها نماذجه في المستقبل.

حيث أجرى الفريق تجربة لتدريب نموذج ذكاء اصطناعي توليدي اعتماداً على استجاباته الذاتية السابقة، ووجدت الدراسة أن جودة الاستجابات تبدأ في التدهور بعد الدورة الثانية من تغذيته بالبيانات الجديدة.

وبعد تغذية النموذج بهذه الاستجابات مرة أخرى، تبدأ إجاباته في التدهور بدرجة كبيرة وصولاً إلى الدورة الخامسة، وبحلول الدورة التاسعة من تغذية البيانات والاستجابة، ينهار النموذج وتصبح المعلومات التي يوفرها دون معنى.

وذكر “شوميلوف” في بريد إلكتروني لمجلة “فوربس” أن سرعة انهيار النموذج عند تدريبه اعتماداً على استجاباته السابقة مثيرة للدهشة، وكذلك مدى التضليل الذي تحتويه المعلومات التي يوفرها.

وتوصلت دراسة أعدها باحثون في شركة “أمازون ويب سيرفسز” في يونيو الماضي إلى أن قرابة 57% من النصوص المتاحة عبر الإنترنت تم إعدادها أو ترجمتها بواسطة الذكاء الاصطناعي.

وهنا تكمن أهمية وخطورة المعلومات التي توصل إليها فريق “شوميلوف”، إذ من المحتمل أن يصبح تزايد المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي سبباً في انهيار التقنية في المستقبل كون المعلومات التي سوف توفرها معتمدة على بيانات تحتوي مفاهيم خاطئة ولدتها نماذج أخرى.

ولم يتوصل العلماء حتى الآن لسبب محدد لحدوث ذلك، ومن بين التفسيرات المتاحة لهذه الظاهرة هو أن اعتماد الذكاء الاصطناعي على بيانات خاصة يتسبب في فقدانه الاتصال بالواقع، ومن ثم يميل إلى توليد أفضل إجابة بناء على أفضل بيانات متاحة معاد تدويرها.

وأشارت دراسة “شوميلوف” إلى أن أفضل السبل للحفاظ على استدامة الذكاء الاصطناعي هي تغذيته بمحتوى من إنتاج الإنسان، وضمان تدفق هذا النوع من المعلومات باستمرار.

لكن هناك 3 عقبات رئيسية تحول دون تحقيق ذلك، أولها هو سرعة انتشار المحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت، إذ تشير بعض التقديرات إلى أن المحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي سوف يصل إلى 90% من إجمالي محتوى الإنترنت خلال عام 2025.

والعقبة الثانية هي صعوبة وصول شركات الذكاء الاصطناعي للمحتوى المحمي بحقوق ملكية فكرية، فضلاً عن التغييرات المحتملة للقوانين واللوائح المنظمة لقطاع الذكاء الاصطناعي، أما الثالثة فهي صعوبة تصفية المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي بواسطة المطورين البشريين نظراً لغزارته.

Related Posts

“ألفابت” تتقدم في سباق الذكاء الاصطناعي وتقترب من كسر حاجز 4 تريليونات دولار

AI بالعربي – متابعات اقتربت “ألفابت” الشركة الأم لعملاق البحث “جوجل” من تحقيق قيمة سوقية تبلغ 4 تريليونات دولار بعد ارتفاع سهمها فوق خمسة في المائة. وبلغ السهم سعر 315.9…

سيطرة “الذكاء الاصطناعي” على حياتنا.. من أفلام الخيال العلمي إلى الواقع

بالعربي – متابعات تشهد شاشات السينما العالمية إنتاج أفلام تتناول سيناريوهات سيطرة الذكاء الاصطناعي على العالم، مستوحاة من خيال علمي أصبح اليوم أقرب إلى الواقع مع التطور التكنولوجي المتسارع. الذكاء…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات

الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

  • نوفمبر 22, 2025
  • 67 views
الذكاء الاصطناعي يؤجج حرب التضليل الإعلامي

الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

  • نوفمبر 10, 2025
  • 165 views
الذكاء الاصطناعي أَضحى بالفعل ذكيًا

في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

  • نوفمبر 8, 2025
  • 162 views
في زمن التنظيمات: هل تستطيع السعودية أن تكتب قواعد لعبة الذكاء الاصطناعي؟

“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

  • أكتوبر 30, 2025
  • 185 views
“تنانين الذكاء الاصطناعي” في الصين وغزو العالم

الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

  • أكتوبر 12, 2025
  • 333 views
الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

  • أكتوبر 1, 2025
  • 414 views
حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law