استعارة تقنيات علماء الفلك للكشف عن التزييف العميق في الصور والفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي التوليدي
AI بالعربي – متابعات
كشفت دراسة لمجموعة من الباحثين من جامعة “هال” البريطانية عن طريقة جديدة للكشف عن التزييف العميق باستعارة تقنية مستوحاة من علم الفلك، باستخدام “مُعامِل جيني” Gini Index لتحليل انعكاسات الضوء في العينين ولكشف الوجوه التي أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
تقنيات مستعارة من علماء الفلك للكشف عن التزييف العميق
يهدد التزييف العميق Deepfake في الصور ومقاطع الفيديو المزيفة والواقعية بشكل كبير ثقة الجمهور في المعلومات والمحتوى على الإنترنت. ما يؤدي إلى بلبلة في الإدراك المعرفي. واليوم مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي تغرق المنصات الاجتماعية ومواقع الويب بصور وفيديوهات التزييف العميق، الذي يستخدم اليوم أيضا لغايات سياسية لزعزعة الثقة في الديمقراطيات. على سبيل المثال كيف بعد إعلان انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن من السباق إلى البيت الأبيض وصعود نجم النائب كامالا هاريس، غرقت المنصات الاجتماعية وبالتحديد منصة إكس “تويتر” سابقا بالصور و الفيديوهات المزيفة لكامالا هاريس.
بعض شركات التكنولوجيا تتعامل بجدية مع هذا التهديد وتعمل على تطوير أدوات لكشف التزييف العميق وضد التضليل البصري. كثيرًا ما يجب اللحاق بتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. تتعاون هذه الشركات بالتعاون مع الباحثين في كبريات الجامعات في العالم.
في هذا الإطار،كشفت دراسة من جامعة “هال” في المملكة المتحدة عن طريقة جديدة للكشف عن التزييف العميق باستعارة تقنية مستوحاة من علم الفلك، باستخدام مُعامِل جيني المعروف بGini Index لتحليل انعكاسات الضوء في العينين ولكشف الوجوه التي أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي.
ما هو مُعامل جيني؟
مُعامل جيني، أو أيضًا Gini coefficient سمي نسبة للعالم كورادو جيني، الذي صُمم في الأصل لقياس عدالة توزيع الدخل القومي، أو بالأحرى، عدم المساواة الاقتصادية، ووجد تطبيقًا غير متوقعًا في علم الفلك. حيث يستخدمه علماء الفيزياء الفلكية لتحليل توزيع الضوء في المجرات، ويمكن استخدامه لقياس توزيع وحدات البكسل الضوئية داخل صورة فلكية. حيث يصنف مُعامِلُ جيني أو Gini Index وحدات البكسل في الصورة بترتيب تصاعدي حسب شدة الإضاءة. ثم يقارن هذا التوزيع بتوزيع موحد تمامًا. تشير القيمة 0 إلى توزيع الضوء بشكل منتظم، بينما تعني القيمة 1 أن كل الضوء يتركز في بكسل واحد.
هذا النهج يتيح لعلماء الفلك التمييز بين أنواع مختلفة من بنية المجرات، من الحلزونية spiralsإلى الإهليلَجية elliptical. وبالتالي، يوفر مُعامِلُ جيني مقياسًا موضوعيًا لتركيز الضوء، ومكملاً لأدوات أخرى مثل مُعلِماتُ CAS أو CAS Parameters – concentration, asymmetry, smoothness- أي (التركيز وعدم التماثل والنعومة)، وهي أداة طورت في علم الفلك لتوصيف أشكال وصور الأجسام ذات التركيز المركزي.
كيف يتعقب مُعامِلُ جيني التزييف العميق؟
تركز طريقة مُعامِلُ جيني في تعقب التزييف العميق على الانعكاسات الضوئية في العيون، وهي ما يمكن أن نسميها من دون اللعب على الألفاظ “النجوم” الصغيرة في العيون التي تكشف عن كون الصورة صحيحة أم مفبركة.
هذه ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها العيون للكشف عن التزييف العميق في ترسانة أدوات الكشف عن التزييف العميق بواسطة شكل بؤبؤ العين وومضات العين.
ففي الصورة الحقيقية، تكون انعكاسات العينين متناسقة فيزيائياً. فهي متشابهة، ولكنها ليست متطابقة في كلتا العينين. غالبًا ما تفشل الصور التي أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي في إعادة إنتاج هذه الدِّقَّة. يُستخدم مُعامِلُ جيني لقياس هذه الاختلافات في توزيع الضوء بين العين اليمنى والعين اليسرى.
اختبرت الباحثة في جامعة هال Adejumoke Owolabi هذا النهج على عينة من الصور الحقيقية والصور الذي أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي. أكتشف هذا النهج التزييف العميق في الصور والفيديوهات بدقة تصل إلى حوالي 70% من الحالات. وهذا النهج يمكن أن يكمّل بفعالية التقنيات الأخرى، مثل تحليل حركات الوجه أو ومضات العين.
ومع ذلك، فإن هذا النهج ليس معصومًا من الخطأ. فهو يولد نتائج إيجابية كاذبة ونتائج سلبية كاذبة.
أيضا مثلها مثل أي طريقة تقنية أخرى للكشف عن التزييف العميق “الـ ديب فيك “، فهي معرضة لخطر التجاوز السريع بواسطة التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. يمكن لمبتكري التزييف العميق أن يتكيفوا بواسطة تحسين اتساق انعكاسات العين.