جدل متصاعد بعد أزمة سكارليت جوهانسون حول الذكاء الاصطناعي واستنساخ الأصوات

68

AI بالعربي – متابعات

تثير تقنية استنساخ الأصوات مخاوف كثيرة مع إقدام عدد من الشركات على اعتمادها، مثل “OpenAI” مُبتكرة برنامج “ChatGPT” الشهير، التي اضطرت أخيرًا للاعتذار إلى الممثلة سكارليت جوهانسون بعدما نسخت صوتها في أحدث نسخة من برنامجها للمحادثة الآلية.

واعتذر مدير عام OpenAI سام ألتمان للنجمة الأميركية، وأعلن تعليق صوت أداة المساعدة Sky في ChatGPT.

وكانت الشركة قدّمت عرضًا في سبتمبر الماضي لسكارليت التي أعارت صوتها، قبل نحو 10 سنوات، لنظام بالذكاء الاصطناعي في فيلم “هير”، لكنّ الممثلة رفضت أن تكون صوت نظام النسخة الجديدة من ChatGPT.

ونفت OpenAI من جانبها أن تكون قد استنسخت صوت جوهانسون، مشيرة إلى أنها ابتكرت أداتها باستخدام صوت ممثلة أخرى.

حيل صوتية

تتصدر أخبار عن حيل صوتية مشابهة جدًا للواقع، أو عمليات احتيال، أو تضليل باستخدام الاستنساخ الصوتي، عناوين الأخبار باستمرار، مسلّطةً الضوء على قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على تقليد الأصوات البشرية.

وفي العام الماضي، حذرت شركة Eleven Labs الناشئة التي تعمل على ابتكار أداة لاستنساخ الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي، من الاستعمال المسيء لبرنامجها.

وكان مستخدمون مجهولون على منتدى 4Chan تداولوا رسائل فيها عمليات استنساخ لأصوات مشاهير، وجعلوا هذه الأصوات تتلفظ بأقوال تنطوي على معان جنسية، أو عنصرية.

وفي أحد المقاطع الصوتية، يُسمَع صوت مزيّف للممثلة إيما واتسون، وهي تقرأ مقطعاً من كتاب “كفاحي” لأدولف هتلر.

“نقلة نوعية”

وأوضح مدير شركة “سنتيزيا” الناشئة، رجل الأعمال الدنماركي فيكتور ريباربيلي، أنّ هذه التكنولوجيا تم ابتكارها إلى حد كبير من خلال برنامج مفتوح المصدر يسمى “تورتس”، وأُطلق قبل عامين.

وتقوم شركته بتحويل النص إلى مقطع فيديو باستخدام صورة رمزية “أفاتار” أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتوظف ممثلين يخضع صوتهم وشكلهم لعقد مدته عامين، مع احتمال تجديده، على قول ريباربيلي، الذي التقته وكالة “فرانس برس” على هامش معرض “فيفاتك” للتكنولوجيات الجديدة الذي أقيم أخيرًا في باريس.

وحلّل برنامج التعلم الآلي “تورتس” آلاف الساعات من التسجيلات الصوتية، وكان بمثابة قاعدة لتطبيق Eleven Labs. وقال ريباربيلي: “كان ذلك نقلة نوعية مهمة”.

ومع ChatGPT 4، يمكن للمستخدم التلفّظ ببضع جمل بالفرنسية أمام التطبيق القادر في دقائق معدودة على إعادة إنتاج هذا الصوت واستخدامه لسرد مقطع فيديو قصيرة بـ5 لغات مختلفة، بحسب ما أظهرت OpenAI خلال عرض توضيحي للبرنامج في باريس.

خدمة استنساخ الصوت

على غرار هذه الشركة الأميركية، باتت مئات الشركات تقدّم خدمة استنساخ الصوت التي أصبحت واقعية ودقيقة بصورة أكبر. ومن بينها TALKR.ai، وهي شركة فرنسية للمساعدين الصوتيين الافتراضيين الذين يتم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي.

ويمكن لهذه الخدمة التعامل مع 25% إلى 30% من مكالمات خدمة الزبائن من دون أي تدخل بشري، بحسب رئيستها كاتيا لينيه.

وترى لينيه، كما فيكتور ريباربيلي، أن استخدام أصوات الممثلين من دون موافقتهم “خط أحمر”.

وعن الذي حدث مع سكارليت جوهانسون، قال بأربيل: “إذا استنسخوا صوتها من دون علمها، فهذا سيء جدًا، لكن إذا لم يكن لديهم الحق في استخدام صوت شخص يشبه صوتها بشكل كبير، فذلك يشكل سابقة غريبة جدًا”.

اترك رد

Your email address will not be published.