ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لضمان الامتثال الضريبي
AI بالعربي – متابعات
في محاولة لتعزيز تدفقات الإيرادات وضمان الامتثال الضريبي، أبلغت إدارات الضرائب بالولايات المتحدة، لا سيما نيويورك، عن زيادة في عمليات التدقيق التي تستهدف أصحاب الدخل المرتفع، مدفوعة بتنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي AI.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة الضرائب والمالية بولاية نيويورك، بحسب تقرير نشرته شبكة cnbc الإخبارية، تضخمت عمليات التدقيق إلى 771000 حالة في عام 2022، ما يمثل زيادة ملحوظة بنسبة 56٪ عن العام السابق.
ويأتي هذا الارتفاع على خلفية انخفاض عدد مراجعي الحسابات بنسبة 5%، الذي يبلغ الآن أقل من 200 مراجع، وذلك بسبب القيود المفروضة على الميزانية.
وقد برز استخدام الذكاء الاصطناعي كإستراتيجية محورية للسلطات الضريبية التي تواجه قيود الموارد، إذ يؤكد الخبراء الماليون أن الدول أصبحت متطورة جدًا في استخدام الذكاء الاصطناعي لاستهداف الأفراد ذوي الثروات العالية، وليس ذوي الدخل المنخفض، حيث يمثلون مصدرًا محتملًا أكثر أهمية للإيرادات.
وتتضمن طريقة العمل إرسال مئات الآلاف من الرسائل التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، والتي تركز بشكل إستراتيجي على التدقيق في مجالين رئيسيين: التغييرات في الإقامة الضريبية وانتشار العمل عن بعد.
وقد أثار نزوح الأثرياء من الولايات التي ترتفع فيها الضرائب، مثل كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت، إلى الملاذات الضريبية المنخفضة مثل فلوريدا وتكساس خلال جائحة كوفيد-19، قدرا متزايدا من التدقيق.
وتؤكد سلطات الضرائب بالولاية أن العديد من عمليات النقل هذه لم تكن دائمة، مما شكك في شرعيتها وآثارها الضريبية.
نهج دقيق
وشرح الخبراء النهج الدقيق الذي اعتمده مدققو الضرائب في الولاية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، مستشهدين بفحص سجلات الهاتف المحمول لتحديد المواقع الأساسية للأفراد وحالة إقامتهم.
ويشيرون إلى أن “نيويورك أصبحت حازمة للغاية”، ما يؤكد الموقف الذي اتخذته السلطات الضريبية في التحقق من مطالبات الإقامة الضريبية.
علاوة على ذلك، أدى الارتفاع الكبير في ترتيبات العمل عن بعد إلى تفاقم تحديات الامتثال الضريبي، وخاصة في ولايات قضائية مثل نيويورك.
وتنص هذه اللوائح على أن الأفراد العاملين في الشركات التي مقرها في نيويورك، حتى لو كانوا يعملون عن بعد من خارج الولاية، يبقون تابعين لضرائب نيويورك.
ونتيجة لذلك، فإن الأفراد الذين ينتقلون إلى ولايات ذات أعباء ضريبية أقل يجدون أنفسهم متورطين في نزاعات حول الالتزامات الضريبية.
والجدير بالذكر أن الاحتفاظ بالممتلكات في الولايات القضائية التي تفرض ضرائب مرتفعة، مثل مدينة نيويورك، برز كنقطة خلاف مثيرة للجدل، إذ تزعم السلطات الضريبية أن وجود أصول كبيرة يعني ضمنًا عدم الانتقال الحقيقي من الولاية، وبالتالي الحفاظ على الالتزامات الضريبية في الولاية القضائية الأصلية.
ومع ذلك فإن بعض الخبراء يرفضون هذا التأكيد، مؤكدين على الطبيعة المتغيرة لأنماط حياة الأثرياء وقدرتهم على شراء أصول إضافية في أماكن أخرى.
وبهذا، يؤكد التقارب بين تقنيات الذكاء الاصطناعي وتدابير إنفاذ الضرائب الصارمة على المشهد المتطور للامتثال الضريبي، وخاصة فيما يتعلق بالأفراد ذوي الدخل المرتفع.
ومع تكثيف سلطات الضرائب في الولايات جهودها لحماية تدفقات الإيرادات، يَعِدُ استخدام الذكاء الاصطناعي بلعب دور محوري متزايد في تحديد الالتزامات الضريبية المحتملة وضمان الامتثال.