أصداء الذكاء الاصطناعي على التمويل “2 من 5”
جيف كيرنز
تستخدم مؤسسات الأعمال الاستثمارية إمكانات الذكاء الاصطناعي وتستكشفها في مختلف قطاعات الأعمال. فأكبر شركة استثمارية في أوروبا، شركة أموندي إس أيه Amundi SA، تنشئ حاليا بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي للبحوث في مجالي الاقتصاد الكلي والأسواق. وهي تستخدم أيضا هذه التكنولوجيا في تطبيقات مثل أدوات المشورة الروبوتية للعملاء الأفراد.
تستخدم شركة أموندي، التي يقع مقرها في باريس وتدير استثمارات بقيمة تريليوني يورو “2.1 تريليون دولار”، أدوات تستند إلى الذكاء الاصطناعي لتصميم محافظ مخصصة تناسب بعض عملائها الذين يتجاوز عددهم 100 مليون عميل عن طريق سؤالهم عن تفضيلاتهم بشأن الأخطار. تساعد إجابات العملاء على تحديد شكل المحافظ وتوفير مقياس آني لمزاج العملاء. أدوات الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى تفاقم أزمة ما، أيا كان السبب، لأنها مدربة على بيانات من الماضي قد لا توضح الواقع في موقف غير مسبوق.
وبشأن رؤية كلية حول هذا الموضوع فقد قالت مونيكا ديفيند، كبيرة واضعي الاستراتيجيات في معهد أموندي للاستثمار، وهو وحدة البحوث والاستراتيجيات التابعة للشركة، “إن هذا النوع من الخوارزميات يتيح لنا التعرف على سلوك العملاء”. وأضافت بقولها “وهناك فائدة تعود على العميل، ولكنك تحصل أيضا على رؤية كلية لمدى تغير التوجهات على مستوى قاعدة المستخدمين هذه”.
ذكرت أيضا أنه فيما يتعلق بالاستخدامات الأخرى، مثل صنع القرارات المؤسسية بشأن الاستثمار والتجارة، قد يكون استخدام الذكاء الاصطناعي محدودا بسبب البيانات التي يثبت عدم إمكانية التعويل عليها، أو نتيجة أوضاع غير مسبوقة تكون بالغة التأثير. وتتمثل إحدى الأولويات أيضا في تجنب حالات إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان استخدامه ضمن إطار آمن وأخلاقي ومتوافق مع المعايير.
وأوضحت مونيكا ديفيند أيضا “أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل العقل البشري”. وهي ترى أن وجود عملية تدار بالكامل عن طريق الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل خطرا. وتوضح أن “تفسير ما توفره الخوارزميات وفهمه والتحقق منه له القدر نفسه من الأهمية”.
من جهته، ينفق بنك جي بي مورجان، وهو أكبر مؤسسة إقراض أمريكية، ما يربو على 15 مليار دولار سنويا على مجال التكنولوجيا الذي يعمل فيه نحو خمس عدد موظفيه البالغ عددهم نحو 300 ألف موظف. فمجموعة بحوث للذكاء الاصطناعي تشغل 200 موظف، ويتيح الذكاء الاصطناعي مئات الاستخدامات التي تراوح من إعداد التوقعات والتسويق إلى إدارة المخاطر ومنع الاحتيال. ويستخدم الذكاء الاصطناعي أيضا في عمليات معالجة المدفوعات وأنظمة حركة الأموال على مستوى العالم. وفي أبريل الماضي، قال جيمي ديمون، المسؤول التنفيذي الأول في البنك، للمساهمين إن “هذا الأمر ضرورة لا غنى عنها”..
المصدر: الاقتصادية