اكتشاف الآفات وتقليل الفاقد.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي مستقبل الزراعة؟

51

AI بالعربي – متابعات

مع استمرار الارتفاع الكبير في عدد السكان بكوكب الأرض، يصل الطلب على الطعام إلى مستويات غير مسبوقة، فيما تواجه الأساليب الزراعية التقليدية تحديات، مثل تغير المناخ ونضوب الموارد، والحاجة المتزايدة إلى الكفاءة والتطور، بينما تشير التوقعات إلى تغيرات ثورية سيحدثها الذكاء الاصطناعي حال دخوله هذا المجال. في هذا المقال، نستكشف العديد من الطرق يتوقع أن يحول بها الذكاء الاصطناعي مستقبل الزراعة بشكل لافت، إذ يقدم حلولاً مبتكرة للعديد من التحديات.

الزراعة الدقيقة

ستُمكّن تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل خوارزميات التعلم الآلي وصور الأقمار الاصطناعية، المزارعين من جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات بشأن صحة المحاصيل، وظروف التربة، وأنماط الطقس. ويسمح هذا النهج القائم على جمع البيانات وتحليلها باتخاذ قرارات دقيقة، وبتخصيص الموارد على النحو الأمثل، وتقليل النفايات إلى أدنى حد.

بالإضافة إلى أن أجهزة الاستشعار المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها مراقبة حالة المحصول في الوقت الفعلي، واكتشاف علامات الأمراض والآفات، ونقص العناصر الغذائية، أو الهجمات الضارة. كما تتيح المراقبة الاستباقية للفلاحين إمكانية التدخل بسرعة، مما يمنع انتشار الأمراض، ويقلّل من الحاجة إلى استخدام مُفرط للمبيدات، وتقديم رؤى قيّمة للمزارعين بشأن المحاصيل المتوقعة.

معدات ذاتية القيادة

ظهور معدات الزراعة المستقلة هو خطوة أخرى نحو صناعة زراعية أكثر كفاءة واستدامة. ويمكن للجرارات، والطائرات بدون طيار (المسيّرات)، والحصادات التي يحركها الذكاء الاصطناعي، أداء مهام بمستوى عال من الدقة والاتساق، الأمر الذي يمثل أيضاً تحدياً للمزارعين. لا يقلل هذا من عبء العمل على المزارعين فحسب، بل يقلل أيضاً من التأثير البيئي من خلال الاستخدام الأمثل للموارد مثل المياه والأسمدة والوقود.

تغير المناخ

يشكل تغير المناخ تهديداً كبيراً للزراعة، مع تزايد أنماط الطقس غير المتوقعة والأحداث، لذلك يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد المزارعين في التكيف مع هذه التحديات عن طريق توفير أنظمة تحذير مبكرة للأحداث الجوية القاسية. كما يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين جداول الري بناءً على توقعات الطقس، وتوصية بأصناف محاصيل مناسبة تكون أكثر مرونة تجاه تغيرات الظروف المناخية.

تحسين سلاسل التوريد

يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تحسين سلسلة التوريد الزراعية. وعبر مراقبة مستويات المخزون إلى توقع الطلب في السوق، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي المساعدة في تسهيل حركة المنتجات الزراعية من الحقل إلى الطاولة. ويقلل ذلك ليس فقط من الفاقد، ولكنه يقلل أيضاً من هدر الطعام، مما يضمن وصول مزيد من الحصاد إلى المستهلكين. ولا تقتصر فوائد الذكاء الاصطناعي في الزراعة على تطوير المزارع فقط، بل تمتد إلى الأمن الغذائي العالمي، والحفاظ على البيئة، ورفاهية السكان المتزايد.

المصدر: الشرق

اترك رد

Your email address will not be published.