تعزيز الذكاء الاصطناعي في تنافسية المنظمات

25

عبدالله مغرم

يغير الذكاء الاصطناعي نمط عمليات المنظمات بشكل كبير، حيث يمتد تأثيرها العميق من تبسيط العمليات إلى إعادة تشكيل مشهد تنافسية المنظمات، فالذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة لتحقيق الكفاءة فحسب، بل يعد أصلًا استراتيجيًا يقود التحول في المنظمات.

يعد تأثير الذكاء الاصطناعي على تعزيز الكفاءة التشغيلية وخفض النفقات تأثيراً كبيراً، وسيساهم في تحقيق تأثير كبير اقتصاديا، ووفقًا لشركة ماكينزي الاستشارية من المتوقع أن تصل مساهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي الاقتصادية إلى 13 ترليون دولار بحلول عام 2030، وفي القطاع المالي، يعالج برنامج كوين (COIN) التابع لمصرف جي بي مورجان اتفاقيات التمويل، والتي استهلكت سابقًا 360 ألف ساعة من عمل المحامين سنوياً.

أما في التصنيع، تسخر شركة جنرال إلكتريك الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بأعطال الآلات قبل حدوثها، ونتج عن ذلك أن خفضت الشركة الأعطال غير المخطط لها، وحسنت كفاءة جداول الصيانة الخاصة بها بنسبة تصل إلى 20 %.

الذكاء الاصطناعي هو حجر الزاوية في صياغة الاستراتيجيات التنافسية، فتقدم على مستوى خدمة العملاء التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي مثل روبوتات الدردشة خدمات نوعية على مدار الساعة. وفقًا لشركة آي بي إم يمكن أن تجيب روبوتات الدردشة على 80 % من أسئلة العملاء العامة مما يقلل تكاليف خدمة العملاء بنسبة تصل إلى 30 % وترفع من رضا العملاء.

وعلى الجانب الآخر يقوم نظام التوصية القائم على الذكاء الاصطناعي على نتفليكس بتخصيص تجارب المشاهدين، وهو ما يمثل 80 % من المحتوى الذي تتم مشاهدته على المنصة، ما يساهم بشكل كبير الاحتفاظ بالعملاء، وتقدر قيمة الاحتفاظ بالعملاء للشركة بنحو مليار دولار سنويًا.

لا تقتصر القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي على تخفيض التكاليف ورفع الكفاءة التشغيلية فقط، وإنما تساهم أيضاً في رفع أرباح المنظمات، وبحسب دراسة أعدتها أكسنتشر (Accenture) فمتوسط الزيادة المتوقعة في أربح الشركات التي توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي ستصل إلى 38 % بحلول 2035 وهو ما يكشف عن أهمية تطبيقات الذكاء الاصطناعي في زيارة الأرباح.

الخلاصة؛ فوائد الذكاء الاصطناعي متعددة الأوجه عبر مختلف جوانب العمل وفي عمليات اتخاذ القرار بشكل فوري نتيجة لقدرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على التحليل الفوري للبيانات، ولا تكتسب المنظمات التي تتبنى الذكاء الاصطناعي الكفاءة وتوفير التكاليف فحسب، بل تضمن أيضًا موقعًا متقدماً في الابتكار وقيادة السوق. ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في التقدم، فإن إمكانات التقنيات على التطوير وتعزيز تنافسية المنظمات ستزداد بشكل كبير في المستقبل وقد يصعب تخيل نتائج توظيف التقنية على مستوى رفع تنافسية المنظمات وتحقيق مستهدفاتها في المستقبل.

المصدر: الرياض

اترك رد

Your email address will not be published.