أسهم الذكاء الاصطناعي.. هل هي فقاعة تقترب من نهايتها؟

17

AI بالعربي – متابعات

تحقق أسهم شركات “الذكاء الاصطناعي” ارتفاعات قياسية، بفضل التطور الذي يحظى به ذلك القطاع الواعد وفي ضوء ما يحظى به من اهتمام واسع من قبل الحكومات والشركات، الأمر الذي جعل من تلك الأسهم فرس رهان في أسواق مضطربة ومشهد اقتصادي تلفه حالة من عدم اليقين في ضوء تداخل التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، بحسب ما أفاد موقع سكاي نيوز عربية.

لكن تطرح عديد من التساؤلات نفسها، إذا ما إن كانت أسهم التكنولوجيا قادرة على المحافظة على زخم الارتفاعات الحالية، واستدامتها على نحوٍ يضمن مزيدًا من القفزات، في خطٍ متوازٍ مع التطورات الثورية في عالم الـAI، أم أن تلك الارتفاعات تشكل فقاعة قبل عمليات تصحيح عنيفة، على خطى سيناريوهات سابقة مثل فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينات.

أعاد تقرير حديث نشرته “مورغان ستانلي” إلى الواجهة اللغط الدائر حول أسهم شركات “الذكاء الاصطناعي”، وما إن كانت الارتفاعات واسعة النطاق التي تشهدها تمثل “فقاعة” تقترب من نهايتها من عدمه.

يشير تقرير مورغان ستانلي إلى وصول فقاعة أسهم الـ AI إلى ذروتها، لا سيما فيما يتعلق بشركة “إنفيديا” التي يتوقع أن ترتفع بأكثر من 200 بالمئة هذا العام.

واستند المحلل الاستراتيجي في مورغان ستانلي، إدوارد ستانلي، في تقريره الذي نشرته “بلومبرغ” إلى السياقات التاريخية التي تشير إلى أن تلك الارتفاعات ستصل إلى نهايتها، على أساس أن الفقاعات المماثلة تتجه نحو الارتفاع إلى 154 بالمئة (في المتوسط) في ثلاث سنوات، وذلك قبل أن تصل إلى الذروة.

وفيما تعد “إنفيديا” هي الأكثر إثارة في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، أفاد بأن مؤشرات الذكاء الاصطناعي الأوسع مثل مؤشر “MSSI الأميركي للذكاء الاصطناعي” ارتفع بشكل أكثر تواضعًا، إذ ارتفع بنسبة 46 بالمئة.

وفي الوقت الذي لا تتمتع فيه الأسهم في جميع أنحاء القطاع بخصائص مشتركة موحدة، أوضح ستانلي أنه نظرًا إلى خصوصيات فردية “لا يمكن توحيد النتائج بشأن سرعة الارتفاع والانخفاض في حالة حدوث فقاعة بشكل مفيد أو عادل إلا على مستوى المؤشر”.

أداء استثنائي

وخلال النصف الأول من العام الجاري، أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي ظاهرة رئيسية تشغل اهتمام المستثمرين حول العالم، ما أثار تنافسًا شديدًا بين شركات التكنولوجيا الأميركية لاستحضار هذه التقنيات إلى السوق، الأمر الذي أدى إلى تبادل نشاط كبير في شراء أسهم تلك الشركات.

هذا الإقبال الكبير للمستثمرين على الاستثمار في تلك الشركات قدم دعمًا قويًا لأداء السوق.

– ارتفع سهم الشركة الرائدة في صناعة الرقائق التي تستخدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي، انفيديا

– الأفضل أداءً في S&P 500 هذا العام وفقًا لبيانات FactSet- بنسبة 190 بالمئة في النصف الأول من 2023.

– ارتفعت أسهم “آبل” بنسبة نحو 50 بالمئة في أول ستة أشهر من العام، ومايكروسوفت 43 بالمئة، وألفابيت 36 بالمئة، وأمازون 55 بالمئة، وتسلا 113 بالمئة وميتا 138 بالمئة.

مشروع قومي

لكن المدير التنفيذي في شركة VI Markets، أحمد معطي، لا يرى أن أسهم شركات “الذكاء الاصطناعي” هي فقاعة تقترب من ذروتها، ويبرر ذلك بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تتوسع توسعًا مهولاً في الذكاء الاصطناعي كمشروع قومي بمعنى الكلمة، وهو بالنسبة لها الاتجاه القادم الذي تستطيع من خلاله منافسة الصين.

ويردف: “الاقتصاد الأميركي يتبنى فكراً جديداً وقت الأزمات ويبدأ في التوسع به، فعلى سبيل المثال في العام 2008 كان التوسع في مواقع الإنترنت والهواتف المحمولة وخلافه، بينما الصين تبدأ في تقليد أميركا غالباً في هذه التكنولوجيا، حتى تصبح ربما أقوى منها لما لها من قدرة على أن يكون منتجها أرخص من واشنطن، بالتالي بدأت الولايات المتحدة في تطوير منتجات جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي”.

ويضيف: “في ضوء ذلك، لا أعتقد بأن أسهم شركات الـ AI ستكون فقاعة.. من الممكن أن يكون هناك تصحيح فقط.. ما عبّر عنه تقرير مورغان ستانلي جاء انطلاقاً من أن القيمة العادلة لأسهم مثل إنفيديا مرتفعة بأكثر من 200 بالمئة.. لكن هذا لا يعني أن يصل الأمر لمرحلة الفقاعة التي نرى بعدها تصحيحاً تتخطى نسبته الـ 100 بالمئة.. بل يُمكن فقط أن يكون هناك تصحيح عنيف ما بين 25 إلى 30 بالمئة، ثم تعاود الأسهم الصعود”.

ويختتم حديثه بقوله: “لا تزال شركات الذكاء الاصطناعي في بداية الطريق، وما إن واصلوا إصدار منتجات حيوية أكثر تجذب الأسواق العالمية وبدأوا يجنوا ثمار ذلك، فإن أسهم شركات الـ AI سوف تشهد مزيداً من القفزات الواسعة”.

ولقد انعكست الطفرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل إيجابي على أسهم قطاع التكنولوجيا.

تمكنت هذه الظاهرة من تجاوز التأثيرات السلبية لعوامل مثل تراجع الاقتصاد العالمي بسبب المخاوف الجيوسياسية وسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المشددة والاضطرابات في القطاع المصرفي في الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى تأثيرات الجدل حول سقف الدين الأميركي وغيرها من الأمور.

– حقق مؤشر ناسداك مكاسب قوية خلال النصف الأول من العام الجاري، بدعم من الأداء القوي لأسهم شركات التكنولوجيا في الأسواق الأميركية، وبلغت نسبة مكاسب المؤشر حوالي 40 بالمئة.

– خلال النصف الأول، استطاع المؤشر الحفاظ على أربعة أشهر متتالية من المكاسب في أطول موجة مكاسب شهرية مستمرة في ثلاثة أعوام.

– سجل ناسداك مكاسب شهرية خلال يونيو الماضي بلغت 6.59 بالمئة.

– بينما على الجانب الآخر، حقق مؤشر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مكاسب بواقع 16.2 بالمئة خلال النصف الأول، كما سجل مؤشر داو جونز ارتفاعا بنسبة 3.88 بالمئة فقط.

عامل مهم أسهم في الأداء القوي لمؤشر شركات التكنولوجيا الأميركية، وهو أداء سهم شركة “آبل”، التي تخطت قيمتها السوقية حاجز الـ 3 تريليونات دولار، لأول مرة في التاريخ أخيرًا.

فقاعة

فيما يتفق الرئيس التنفيذي في مركز كوروم للدراسات الاستراتيجية طارق الرفاعي، مع ما ورد في تقرير مورغان ستانلي، المشار إليه، ويشير في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إلى أنه “كما العادة، ومع طرح أي تكنولوجيا جديدة تشهد الأسواق قفزات قوية في أسهم الشركات المتعلقة بتلك التكنولوجيا”.

ويُشبه ذلك بما أحدثته الشركات التي تتعامل مع العملات المشفرة من قفزات خلال القفزة الأولى للبتكوين خلال 2017-2018 والقفزة الثانية في 2020-2021.

ويضيف: “كذلك الحال بالنسبة للشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي الواعد جداً.. ثمة حالة تفاؤل شديدة بهذه التكنولوجيا الجديدة والشركات المرتبطة بها، ومن بينها إنفيديا التي حققت ارتفاعات هائلة جداً هذا العام (تصل عتبة الـ 200 بالمئة)”.

لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أنه خلال المراحل التي تمر بها التكنولوجيات الجديدة “لابد من فقاعة أو أكثر في مرحلة تطويرها”، مستدلاً على ذلك بفقاعة الإنترنت (فقاعة دوت كوم) في أواخر التسعينات وحتى العام 2000.

وتبعًا لذلك، فإن أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي سوف تشهد -في تقدير الرفاعي- تصحيحًا قويًا، ثم اتجاهًا قويًا للتعافي من ذلك التصحيح قبل النمو والوصول إلى معدلات أعلى مما كانت عليه قبل الفقاعة الأولى.

اترك رد

Your email address will not be published.