هل يمكن أن يجني ثريدز أموالاً أكثر من منصة تويتر التي يملكها إيلون ماسك؟

17

AI بالعربي – متابعات

ان المليارديران في مجال التكنولوجيا، مارك زوكربيرغ وإيلون ماسك، يمزحان بشأن إقامة مباراة ملاكمة بينهما على الطريقة التقليدية داخل قفص. أما في عالم الأعمال، فقد بدأت المعركة بالفعل. فبعد أقل من 24 ساعة من إطلاق زوكربيرغ منصة بديلة لموقع تويتر، تحمل اسم ثريدز، جمع حوالى 30 مليون مشترك، مما يمنحه مصداقية كمنافس جاد في عالم وسائل التواصل الاجتماعي.

وكان ذلك لا يزال جزءاً صغيراً من مئات الملايين من مستخدمي تويتر. لكن المحللين يعتقدون أن هذه إشارة على أن شركة ميتا التي يملكها زوكربيرغ لديها فرصة جيدة لجذب قسم من مستخدمي تطبيقاتها الذين يبلغ عددهم 3 مليار شخص، ما بين فيسبوك وإنستغرام وواتساب، إلى تطبيقها الجديد، وجلب المعلنين معهم.

إذ بعد كل شيء، فإن زوكربيرغ، الذي حققت شركته ميتا أرباح بأكثر من 117 مليار دولار من المبيعات العام الماضي، لديه سجل حافل عندما يتعلق الأمر ببيع الإعلانات، بينما لا يستخدم ماسك الإعلانات للترويج لشركته للسيارات الكهربائية، تسلا، وكان يبحث عن طرق بديلة لتمويل تويتر. ومن جهته، قال زوكربيرغ إنه لن تكون هناك إعلانات على ثريدز في البداية، مما يمنح الشركة الوقت لتحسين التطبيق، ومما يسمح للمستخدمين بالتنقل إلى ما لا نهاية لقراءة المنشورات النصية.

وكتب: “سيكون نهجنا هو نفسه مثل جميع منتجاتنا الأخرى: اجعل المنتج يعمل جيداً أولاً، ثم انظر إذا كان بإمكاننا وضعه في مسار واضح لنصل إلى مليار شخص، وعندها فقط نبدأ بالتفكير في تحقيق دخل”. لكن في النهاية، يمكن أن تضيف الإعلانات على ثريدز من واحد إلى خمسة في المئة إلى إجمالي إيرادات ميتا، وتدر أكثر من 6 مليارات دولار في السيناريو الأكثر تفاؤلاً، بحسب ما كتبه جاستن باترسون، محلل أبحاث الأسهم في “كيبنك كابيتال ماركتس” في مذكرة حديثة له.

وهذا ليس ضخماً. لكنه ليس بسيطاً أيضاً، خاصة وأن الشركة تواصل البحث عن طرق لمكافحة الخسائر التي أحدثتها قواعد الخصوصية الصارمة من آبل المتعلقة بالإعلانات. وكان موقع تويتر، حقق 4.5 مليار دولار من عائدات الإعلانات في عام 2021، قبل أن يؤدي استحواذ ماسك عليه إلى حدوث بعض الاضطرابات.

هل سيبقى المستخدمون؟

وكان ماسك مستعداً يوم الخميس لتنفيذ ضربة مضادة، حيث قيل إنه هدد باتخاذ إجراء قانوني ضد ميتا لسرقتها أسرارا تجارية. لكن الإحباط من تويتر جعل الكثير من الناس متعطشين للحصول على بديل. وقالت جاسمين إنبيرغ، المحللة في “إنسايدر إنتليجنس”، إن وعود ميتا بـ “مكان أكثر صحة ولطفاً” من تويتر ضاعف عدد الاشتراكات المبكرة.

وكتبت نجمة “الجنس والمدينة” سارة جيسيكا باركر وهي إحدى المشاهير الذين قفزوا إلى ثريدز، إلى جانب شاكيرا وأوبرا وكلوي كارداشيان ساخرة: “أنشر وأنا متفائلة”. وسيعتمد نجاح ثريدز بحسب المحللين، على كسب مستخدمي تويتر المتميزين أو الأشخاص الذين لم يشتركوا مطلقاً في تويتر في المقام الأول. لكنهم يضيفون أيضاً أنه ليس هناك أي شيء أكيد.

وعلى الرغم من أن محتوى الموضة ونمط الحياة الذي يشكل المحتوى الرئيسي على إنستغرام يجذب بوضوح المعلنين، إلا أنه ليس من الواضح أن العالم يحتاج إلى منصة أخرى لاستهلاكه. ويتمتع زوكربيرغ أيضاً بعلاقة معقدة مع المحتوى الإخباري، وهو أحد الوظائف الرئيسية لتويتر. وكان قال إن الاستطلاعات تظهر أن المستخدمين على المنصات التي يديرها يريدون تقليل هذا النوع من المحتوى. وفي كندا، تستعد شركته لحظر المحتوى الإخباري المحلي، بدلاً من الدفع لمقدمي الأخبار هناك مقابل الحصول على محتوى منهم.

واعتبرت إنبيرغ أن الأشخاص الذين يبحثون عن المحتوى الإخباري ومحبي تويتر بشكل عام، لن يتخلوا عنه. وتقول إن ميتا ستحتاج إلى إبقاء المواضيع عليها مثيرة للاهتمام للحفاظ على الزخم بعد مرور بعض الوقت على إطلاق المنتج الجديد. مضيفة أن زوكربيرغ، الذي تعرض لانتقادات من قبل بسبب تقليده منتجات أخرى، “يعاني” مع الابتكار.

المخاطر التنظيمية

سيبحث المعلنون أيضاً عن الثقة في أنهم لا ينفقون الأموال على نظام أساسي يعرضهم لمخاطر مرتبطة بقضايا مثل المعلومات الخاطئة والخصوصية. إذ قام تويتر تحت إدارة ماسك بإبعاد المعلنين من خلال تغييرات مفاجئة في كيفية إدارة الموقع للمحتوى، وعانى بالفعل من أجل تحقيق أرباح. كما قام مؤخراً بوضع حد جديد لعدد المنشورات التي يمكن للمستخدم رؤيتها خلال اليوم.

ويقول المحللون إن ميتا كانت بالفعل أحد المستفيدين من خسارة تويتر. لكن زوكربيرغ لن يأتي بدوره إلى طاولة المفاوضات بسجل نظيف. إذ اشتبكت شركته مع جهات التسويق لسنوات حول شفافية ودقة بياناتها، بينما أثار تعاملها مع بيانات المستخدم والمعلومات الخاطئة انتقادات واسعة النطاق. وقال لو باسكاليس، خبير التسويق المخضرم والرئيس التنفيذي لشركة “ايه جي ال” الاستشارية: “يرغب المعلنون في بيئة نظيفة… ومضاءة جيداً، حيث يتم الإشراف على المحتوى وفقاً للبنود والشروط المتفق عليها، على أساس ثابت”. وأضاف: “بشكل عام، تعد وسائل التواصل الاجتماعي حالياً بمثابة مكان فوضوي جداً (في ما يتعلق بالإعلانات)”.

وارتفعت أسهم ميتا بنسبة أربعة في المئة يوم الأربعاء قبل إطلاق ثريدز، وهي علامة على ثقة المستثمرين في أن زوكربيرغ لديه القدرة على إنجاح التطبيق الجديد. وقال باسكاليس إن تكرار الطريقة التي يتم بها نشر الأخبار على تويتر سيكون صعباً، مما يترك مجالاً لوجود كلا التطبيقين سوياً. واعتبر أنه في المقابل، قد يكون وجود تهديد خطير لتويتر بمثابة “دعوة للاستيقاظ” لماسك. وقال باسكاليس: “أحد المفاتيح سيكون كم من الوقت ستتجنب ثريدز الإعلانات”. وأضاف: “مهما كانت تلك الفترة الزمنية، فهذه هي الفترة الزمنية التي يتعين على تويتر تصحيح أموره خلالها”.

المصدر: أرقام

اترك رد

Your email address will not be published.