هل يمهد تطور الذكاء الاصطناعي لـ”فناء البشرية”؟

25

AI بالعربي – متابعات

تكثر الأسئلة في شأن مدى دقة مقولة إن الذكاء الاصطناعي يهدد البشرية بـ”الفناء”، بحسب تنبيهات صدرت عن خبراء ورجال أعمال في هذا القطاع المزدهر، فهل من صدقية لهذا السيناريو الكارثي الذي لا يزال، لو صح فعلاً، يلوح في الأفق البعيد؟

الكابوس

يبدأ الكابوس، المستوحى من عدد لا يحصى من أفلام الخيال العلمي، عندما تتفوق الآلة بقدراتها على البشر وتخرج عن نطاق السيطرة.

الباحث الكندي يوشوا بنجيو، أحد عرابي التعلم الآلي، قال في تصريحات أدلى بها أخيراً “منذ اللحظة التي ستكون لدينا آلات مصممة لكي تستمر، سنواجه مشكلات”، وبحسب متغير تخيله الفيلسوف السويدي نيك بوستروم، ستأتي اللحظة الحاسمة عندما تعرف الآلات كيف تصنع آلات أخرى بنفسها، مما يتسبب في “انفجار في الذكاء”، ووفق نظريته التي سميت “نظرية مشبك الورق”، إذا كان للذكاء الاصطناعي على سبيل المثال هدف نهائي يتمثل في تحسين إنتاج أكسسوار القرطاسية هذا، فسوف ينتهي به الأمر بتغطية “الأرض أولاً ثم التمدد إلى أنحاء أكبر من الكون، بمشابك ورقية”.

محاكاة حاسوبية

ونيك بوستروم شخصية مثيرة للجدل بعدما أكد أن البشرية يمكن أن تكون محاكاة حاسوبية، كما دعم نظريات وضعت في خانة تحسين النسل. واضطر أخيراً إلى الاعتذار من رسالة عنصرية بعث بها في تسعينيات القرن الماضي وعادت إلى الظهور أخيراً، ومع ذلك، فإن رؤيته حول أخطار الذكاء الاصطناعي لا تزال مؤثرة للغاية وألهمت كلاً من رئيس شركتي “تيسلا” و”سبايس إكس” الملياردير إيلون ماسك والفيزيائي ستيفن هوكينغ الذي توفي عام 2018.

صورة المقاتل الآلي

صورة المقاتل الآلي ذي العينين الحمراوين من فيلم “ترمينايتر” Terminator الذي أرسله ذكاء اصطناعي مستقبلي لوضع حد لكل مقاومة بشرية، طبعت اللاوعي الجماعي بصورة كبيرة، لكن وفق خبراء حملة “أوقفوا الروبوتات القاتلة” Stop Killer Robots، فإن هذا ليس الشكل الذي ستسود به الأسلحة المستقلة خلال الأعوام المقبلة، وفق ما كتبوا في تقرير صادر عام 2021.

الذكاء الاصطناعي

وتطمئن اختصاصية الروبوتات كيرستين دوتنهان من جامعة “واترلو” في كندا بأن “الذكاء الاصطناعي لن يمنح الآلات الرغبة في قتل البشر” وتقول “الروبوتات ليست شريرة”، مقرة في الوقت عينه بأن مطوريها يمكن أن يبرمجوها لإلحاق الأذى، والسيناريو الأقل وضوحاً يتضمن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج سموم أو فيروسات جديدة بهدف نشرها في جميع أنحاء العالم.

وأجرت مجموعة من العلماء الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي لاكتشاف عقاقير جديدة، تجربة عدّلوا فيها بحوثهم بهدف تطوير جزيئات ضارة، وفي أقل من ست ساعات تمكنوا من إنتاج 40 ألف عامل يحتمل أن يكون ساماً، وفق مقالة نشرت في مجلة “نيتشر ماشين إنتلجنس”.

وقالت خبيرة الذكاء الاصطناعي في مدرسة “هيرتي” في برلين جوانا برايسون إنه باستخدام هذه التقنيات، قد يجد شخصاً ما أخيراً طريقة لنشر فيروسات أو سموم مثل الجمرة الخبيثة بشكل أسرع، وأوضحت “لكنه ليس تهديداً وجودياً، بل إنه فقط سلاح رهيب”.

أفلام نهاية العالم

وفي أفلام نهاية العالم، تحدث الكارثة فجأة وفي كل مكان دفعة واحدة. ولكن ماذا لو اختفت البشرية تدريجاً واستبدلت بالآلات؟

يتوقع الفيلسوف هو برايس في شريط فيديو ترويجي نشره مركز دراسة الأخطار الوجودية في جامعة “كامبريدج” أنه “في أسوأ الأحوال يمكن أن يموت جنسنا البشري من دون خليفة لنا”، ومع ذلك هناك “احتمالات أقل سوداوية” يمكن فيها للبشر المعززين بالتكنولوجيا المتقدمة البقاء على قيد الحياة، ويضيف برايس “الأنواع البيولوجية البحتة تنتهي بالانقراض”.

المصدر: وكالات

اترك رد

Your email address will not be published.