AI بالعربي – متابعات
في فترة زمنية قصيرة، انتقل الذكاء الاصطناعي من مرحلة التجربة إلى موقع أساسي داخل بيئات العمل حول العالم.
لم يعد حضوره هامشيًا أو اختياريًا، بل أصبح عنصرًا مؤثرًا في بنية الوظائف، وطبيعة المهارات، وأساليب الإدارة الحديثة. هذا التحول المتسارع يفرض على المؤسسات والموظفين التكيّف مع قواعد جديدة تعيد تعريف مفهوم الإنتاجية والعمل اليومي.
وظائف جديدة تعكس تحوّل السوق
أدى التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي إلى ظهور مسميات وظيفية لم تكن معروفة قبل سنوات قليلة.
تقارير حديثة، نقلها موقع Business Insider، تشير إلى ارتفاع الطلب على وظائف مثل مهندس الذكاء الاصطناعي، ومهندس الأوامر، ومنشئ محتوى الذكاء الاصطناعي.
كما بدأت شركات عالمية مثل Weber Shandwick في البحث عن مختصين يجمعون بين الخبرة التقنية وفهم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي. هذا التحول شمل أيضًا خبراء السلوك وتحليل البيانات، ما يعكس اتساع نطاق التأثير داخل سوق العمل.
التوظيف يتغيّر بمعايير جديدة
لم تعد مقابلات العمل تركز فقط على الشهادات والخبرات التقليدية. أصبحت المؤسسات تناقش مع المرشحين أساليب استخدامهم للذكاء الاصطناعي في مهامهم اليومية.
الهدف لم يعد اختبار المعرفة التقنية فقط، بل قياس القدرة على توظيف الذكاء الاصطناعي عمليًا ضمن بيئة العمل. هذا التوجه يعكس انتقال الذكاء الاصطناعي من مهارة إضافية إلى متطلب أساسي.
من خيار تقني إلى التزام مؤسسي
في عدد متزايد من الشركات، لم يعد استخدام الذكاء الاصطناعي مسألة اختيار. شركات مثل Microsoft وCoinbase وShopify باتت تشجع أو تلزم الموظفين باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
بعض المؤسسات ربطت تقييم الأداء بمدى تحقيق نتائج ملموسة عبر هذه التقنيات. هذا النهج يفرض ثقافة عمل جديدة تتطلب من جميع التخصصات تطوير مهارات رقمية متقدمة.
استثمارات ضخمة ونتائج غير متوازنة
رغم الإنفاق الكبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا تحقق جميع الشركات النتائج نفسها. دراسة أجرتها شركة BCG أظهرت أن 60 في المئة من الشركات تستثمر بكثافة دون عائد واضح.
في المقابل، نجحت نسبة محدودة في إعادة تصميم عملياتها بالكامل حول الذكاء الاصطناعي. العامل الحاسم، وفق الخبراء، يتمثل في دعم الإدارة العليا، وتدريب الموظفين، وتغيير أساليب العمل.
الموظف شريك في تطوير الذكاء الاصطناعي
في شركات مثل Moody’s، يشارك الموظفون فعليًا في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي. هذا الدور يسمح للموظف بالتركيز على المهام المعقدة التي تحتاج خبرة بشرية. النتيجة تمثلت في رفع الكفاءة، وتوفير الوقت، وتعزيز الإبداع داخل فرق العمل.
مستقبل العمل بين التحدي والفرصة
رغم المخاوف المرتبطة بإعادة التأهيل المهني واختفاء بعض الوظائف، يرى قادة أعمال أن المرحلة المقبلة تحمل فرصًا واسعة. كثيرون يصفون هذا التحول بأنه نهضة بشرية جديدة تقودها التقنيات الذكية. الشركات والأفراد القادرون على التكيّف السريع مع هذه القواعد سيقودون سوق العمل في المرحلة المقبلة.








