AI بالعربي – متابعات
في ظل احتدام المنافسة بين متصفحات الهواتف الذكية، اختارت شركة أوبرا أن تعيد صياغة تجربة التصفح على نظام أندرويد من خلال تحديث جديد يضع أدوات الذكاء الاصطناعي في صميم الاستخدام اليومي. التحديث الأخير لا يكتفي بإضافة ميزات مساعدة، بل يسعى إلى تحويل المتصفح من أداة عرض إلى شريك تفاعلي قادر على الفهم والتحليل والتنفيذ.
إدماج الذكاء الاصطناعي في صلب تجربة البحث
أبرز ما يلفت الانتباه في التحديث الجديد هو ظهور خيار “اسأل الذكاء” مباشرة بجوار مربع البحث، خطوة تبدو بسيطة في التصميم لكنها جوهرية في التجربة. هذا التغيير يمنح المستخدم انتقالًا فوريًا من البحث التقليدي القائم على الكلمات المفتاحية إلى حوار مباشر مع الذكاء الاصطناعي دون الحاجة للتنقل بين إعدادات أو أدوات إضافية.
بهذه الخطوة، توجّه أوبرا رسالة واضحة بأنها تسعى لمنافسة متصفحات كبرى مثل كروم وإيدج، التي تعتمد بشكل متزايد على المساعدات الذكية، لكنها تحاول في الوقت ذاته تبسيط الوصول إلى هذه القدرات بدل إخفائها داخل واجهات معقدة.
إمكانات تتجاوز الكتابة والبحث التقليدي
التحديث لا يقف عند حدود الأسئلة النصية، إذ يدعم المتصفح إرفاق ملفات مباشرة داخل مربع “اسأل الذكاء”. يمكن للمستخدم رفع صور، أو ملفات PDF، أو حتى التقاط صورة بالكاميرا وطلب ترجمتها أو تلخيصها أو استخراج البيانات منها.
هذه الإمكانية تفتح المجال لاستخدامات يومية عملية، مثل فهم مستندات ورقية بسرعة، تحليل فواتير، أو تبسيط نصوص تقنية معقدة، دون الحاجة إلى مغادرة المتصفح أو الاعتماد على تطبيقات متعددة. وتؤكد أوبرا من خلال ذلك أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد إضافة تجميلية، بل أداة مدمجة لحل المشكلات اليومية.
التفاعل مع الصفحة المفتوحة دون مغادرتها
إحدى أبرز مزايا التحديث هي قدرة الذكاء الاصطناعي على استخدام الصفحة المفتوحة حاليًا كمصدر للسؤال. أثناء قراءة مقال أو تقرير طويل، يمكن للمستخدم طلب تفسير فقرة محددة أو تلخيص محتوى الصفحة كاملة، وذلك عبر الضغط على النقاط الثلاث واختيار “اسأل الذكاء”.
هذه الخطوة تعزز تجربة القراءة على الهواتف الذكية، وتربط بين استهلاك المحتوى والفهم العميق، وهو عامل يزداد أهمية في عصر تتضاعف فيه المعلومات بوتيرة متسارعة.
خصوصية المستخدم في صلب التحديث
مع توسع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي داخل المتصفح، تبرز بطبيعة الحال مخاوف تتعلق بالخصوصية. أوبرا أكدت أن الذكاء الاصطناعي لا يطّلع سوى على التبويب النشط عند تنفيذ مهمة محددة، وأن السياق لا يُرسل إلا بناءً على طلب المستخدم.
كما أوضحت الشركة أن سجل التصفح الكامل لا يُشارك مع محركات الذكاء الاصطناعي، وأن أي بيانات تُخزّن يتم تشفيرها ولا تُستخدم لأغراض تدريبية أو إعلانية، مع حذفها تلقائيًا خلال مدة لا تتجاوز ثلاثين يومًا. هذه الضمانات تعكس محاولة واضحة للجمع بين التطور التقني والحفاظ على ثقة المستخدم.
خطوة جديدة في سباق المتصفحات الذكية
من خلال هذا التحديث، لا تكتفي أوبرا بتحسين الأداء أو السرعة، بل تعيد تعريف دور المتصفح نفسه. فبدل أن يكون مجرد بوابة للإنترنت، يتحول إلى أداة فهم، تحليل، ومساعدة ذكية تواكب احتياجات المستخدم اليومية.
ويبدو أن أوبرا تراهن على أن مستقبل التصفح على الهواتف لن يُحسم فقط بسرعة التحميل، بل بمدى قدرة المتصفح على التفكير مع المستخدم، لا الاكتفاء بعرض الصفحات له.








