عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي المفتوح (1)

37
د.إحسان علي بوحليقة

لأسابيع الآن تتصدر “عبقرية” GPT Chat نشرات الأخبار. هي “عبقرية” مبهرة بالفعل، صنعها الإنسان وهناك من يريد ترويج أن المعاهد التي ابتدعتها، والحكومات التي مولتها، والشركات التي استثمرتها، مرتبكة من حيث أنها لا تدرك كيف تتعامل مع تلك التقنيات وتداعياتها! هو أمر من الصعب تصديقه.

لكن ليس في الأمر مفاجأة، فهي محصلة تراكم لأبحاث وجهود استمرت لسنوات طوال. فمركز الذكاء الاصطناعي أسسته جامعة MIT الأمريكية المرموقة في العام 1970. ولغة البرمجة السائدة للذكاء الاصطناعي هي (Lisp) نشأت العام 1950. وما نراه من تطور في تقنيات الذكاء الاصطناعي ثمرة جهود استغرقت عقوداً، وتطورت نتيجة لتكاتف عالمي تشهد عليه مدونات المؤتمرات والكتب الدراسية ذات الصلة والدوريات البحثية المتخصصة. كل هذا محل تقدير.

أما الأمر المحيّرّ فهو تصديق أن الجانب الأخلاقي غاب لتلك العقود ثم برز الآن نتيجة لصحوة ضمير! البلدان المنتجة لتلك التقنيات والشركات المقيمة فيها اكتشف للتو أن عليهم التنبه للجانب الأخلاقي من تطبيقات تقنيات “الذكاء الاصطناعي المفتوح!

لا أملك إلا أن أفكر بأن تداعيات استخدام تلك التقنيات لم تكن قط مفاجأة. ولا أملك إلا أن أفكر أن الشركات والدول المالكة لتلك التقنيات تذرف الآن دموع التماسيح، بعد أن أحكمت سيطرتها على التقنية مفاتيحاً ومجالات واستخدامات، واضعةً المستخدمين في شباك الاعتماد لسنوات طويلة قادمة.

فما الطريقة للفكاك؟ تستحق تقنيات الذكاء الاصطناعي كل اهتمام، فتأثيرها الاقتصادي يتعاظم، يقدر أن يصل إلى 15.7 تريليون دولار بحلول 2030. وقد قطعت ‎#السعودية شوطاً مهماً، لكن لا تزال أمامنا أشواطاً طوال.

‏ ما يستفاد منه، أن علينا إنشاء مؤسسات تقوم على برامج بحثية يتعاقب عليها باحثون؛ لا تنقطع بذهابهم ومجيئهم، وتستقطب وتدعم وتمول علماء شباب محلياً وعالمياً ليبدعوا، وليستمروا لسنوات وعقود، ثم ليستقطبوا مَن يكمل ويواصل مشوارهم. لعل البداية الجادة لكل ذلك تحقيق تطلعات المملكة في هذا المجال.

المصدر : مال

اترك رد

Your email address will not be published.