AI بالعربي – متابعات
كشفت دراسة حديثة من جامعة كارنيغي ميلون الأميركية عن نتائج مثيرة للقلق. أوضحت الدراسة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تطورًا تميل إلى سلوك أكثر أنانية كلما ازدادت قدرتها على التفكير المنطقي. هذه النزعة قد تُهدد مستقبل التعاون بين الإنسان والآلة.
تراجع روح التعاون مع تطور الذكاء الآلي
أجرى الدراسة باحثان من “معهد التفاعل بين الإنسان والحاسوب” (HCII) التابع للجامعة.
أظهرت النتائج أن النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) ذات القدرات التحليلية أظهرت سلوكًا أقل تعاونًا من النماذج البسيطة التي تفتقر إلى التفكير المنطقي المتقدم.
قال الباحث “يوشوان لي”، طالب الدكتوراه المشارك في إعداد الدراسة مع الأستاذ “هيروكازو شيرادو”، إن ظاهرة “تشخيص الطابع الإنساني في الذكاء الاصطناعي” قد تُنتج نتائج غير متوقعة.
وأضاف أن المشكلة تظهر عندما يتصرف الذكاء الاصطناعي كإنسان، فيتعامل معه الناس ككائن اجتماعي، بينما يبدأ في اتخاذ قرارات تميل إلى المصلحة الفردية.
تجارب تحاكي التعاون بين النماذج الذكية
اعتمدت الدراسة على تجارب اقتصادية تفاعلية تحاكي مواقف التعاون بين أنظمة من شركات كبرى مثل OpenAI وGoogle وDeepSeek وAnthropic. في تجربة “السلع العامة”، وُضع نموذجان من ChatGPT أمام خيارين: المساهمة في صندوق مشترك يعود بالنفع على الجميع أو الاحتفاظ بالنقاط لأنفسهما.
النتائج كانت واضحة. النماذج غير القادرة على الاستدلال شاركت في 96% من الحالات. في المقابل، لم تتعاون النماذج التحليلية إلا بنسبة 20% فقط.
كما أدى إدخال خطوات تفكير منطقية إضافية إلى خفض مستوى التعاون إلى النصف تقريبًا. أما ما يُعرف بـ”التفكير التأملي”، فقد خفّض التعاون بنسبة 58%.
“عدوى الأنانية” تنتقل بين النماذج المتقدمة
خلص الباحثان إلى أن السلوك الأناني ينتشر داخل مجموعات الذكاء الاصطناعي بسرعة لافتة. لاحظا أن النماذج الأكثر تطورًا أصابت النماذج الأضعف بـ”عدوى الأنانية”، ما أدى إلى انخفاض التعاون الجماعي بنسبة وصلت إلى 81%.
وحذّر “هيروكازو شيرادو” من أن هذا السلوك قد ينعكس على المجتمع إذا استُخدمت الأنظمة الذكية في التعليم أو إدارة الأعمال أو العلاقات الإنسانية.
وأضاف: “كلما أصبح الذكاء الاصطناعي أذكى، قلّ استعداده للتعاون. والمفارقة أن الناس يفضلون النموذج الأذكى حتى لو شجعهم على السلوك الأناني”.
دعوة لتطوير “الذكاء الاجتماعي”
أكد الباحثان أهمية دمج الذكاء الاجتماعي مع القدرات التحليلية والمنطقية. الهدف هو ضمان بقاء الأنظمة المستقبلية أداة تعزز التعاون الإنساني بدل أن تُضعفه.
واختتم “لي” بالقول: “إذا كانت مجتمعاتنا أكثر من مجرد مجموع أفرادها، فيجب تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي لخدمة الصالح العام، لا لتعزيز النزعة الفردية”.








