أوروبا تفقد الزخم في سباق الذكاء الاصطناعي أمام الولايات المتحدة والصين

AI بالعربي – متابعات

تواجه أوروبا تحديًا متزايدًا في مواكبة الطفرة العالمية في الذكاء الاصطناعي، بينما تحقق الولايات المتحدة والصين تقدماً واضحًا في الاستثمار والتطبيقات العملية لهذه التقنية.

الفجوة تتسع في الاستثمار والتصنيع

تشير البيانات الاقتصادية إلى أن القارة الأوروبية ما زالت متأخرة في الاستفادة من المكاسب الاقتصادية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي.

ففي الوقت الذي شهدت فيه الولايات المتحدة نموًا متسارعًا بفضل الاستثمارات المرتبطة بالتقنية، لم تُسجّل أوروبا طفرة مشابهة في هذا المجال.

ومنذ أواخر عام 2022، بقيت واردات أجهزة الكمبيوتر والمكونات في منطقة اليورو ثابتة، مقابل تضاعفها في الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها.

كما تراجع إنتاج أوروبا من تلك السلع بنحو 35%، ما يعكس ضعف التصنيع المرتبط بالتقنيات الذكية.

“الإنفاق الرأسمالي الأميركي يتفوق”

أظهرت التحليلات أن إنفاق منطقة اليورو على الآلات والمعدات ظل شبه راكد على مدى السنوات الثلاث الماضية، بينما ارتفع في الولايات المتحدة بنسبة 15%.

وشهدت المملكة المتحدة بدورها ركودًا مشابهًا، ما جعل دول أوروبا تتراجع في مؤشرات الابتكار والقدرة على قيادة تطوير الذكاء الاصطناعي عالميًا.

فجوة التمويل بين القارات

بلغ الاستثمار الخاص في الذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة عام 2024 أكثر من 90 مليار يورو، أي ما يعادل 0.4% من الناتج المحلي الإجمالي. في المقابل، لا تزال مبادرات الاتحاد الأوروبي “InvestAI” و”AI Champion” في مراحلها الطموحة، إذ تهدف إلى تعبئة 40 مليار يورو سنويًا فقط، أي نحو 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي.

أما الصين، فتخطط لتخصيص ما يصل إلى 120 مليار يورو لمشروعات الذكاء الاصطناعي خلال أشهر معدودة، ما يعادل 0.7% من ناتجها المحلي، مما يعزز موقعها كمنافس عالمي قوي في هذا القطاع.

أوروبا تتبنى بدلاً من أن تطوّر

رغم التراجع في الاستثمار، شهدت الشركات الأوروبية ارتفاعًا في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، إذ زادت النسبة من 8% في عام 2023 إلى 13.5% في عام 2024. ومع ذلك، يبقى هذا المعدل أدنى بكثير من الولايات المتحدة، حيث تتراوح النسبة بين 20% و40% من الشركات.

وتُظهر بيانات استخدام الذكاء الاصطناعي أن التفاعل الأوروبي أقل بنحو الثلث مقارنة بالمستويات الأميركية، حتى بعد احتساب الفارق السكاني، ما يعكس تأخر القارة في تبنّي التقنيات الجديدة.

مكاسب بطيئة في الإنتاجية

تحذّر التقديرات الاقتصادية من أن مجرد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لا يعني بالضرورة زيادة فورية في الإنتاجية، خصوصًا مع القيود الصارمة في أسواق العمل والمنتجات الأوروبية. لذلك، يُتوقع أن تكون المكاسب الناتجة عن الذكاء الاصطناعي في القارة “أصغر وأبطأ” مقارنة بالولايات المتحدة.

كما تشير التوقعات إلى نمو اقتصادي بنسبة 2.5% في الولايات المتحدة خلال عامي 2026 و2027، مقابل 1.3% فقط في المملكة المتحدة و1.0% في منطقة اليورو، وهو فارق يعكس بطء الاستثمار والتبني الأوروبي للتقنيات الحديثة.

  • Related Posts

    “أنثروبيك” تطلق ميزة جديدة لتخصيص مهارات “كلود” لمهام العمل

    AI بالعربي – متابعات تسعى شركات الذكاء الاصطناعي إلى تطوير وكلائها ليصبحوا أكثر فاعلية في بيئات العمل اليومية. وفي هذا السياق، كشفت شركة “أنثروبيك” عن ميزة جديدة تحمل اسم “مهارات…

    تنبيه من الذكاء الاصطناعي ينقذ ليفربول من إصابة محتملة لـ”ألكسندر إيزاك”

    AI بالعربي – متابعات في واقعة جديدة تُبرز دور الذكاء الاصطناعي في عالم كرة القدم، كشفت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الجهاز الفني لنادي ليفربول تلقى خلال مباراته الأخيرة أمام…

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    مقالات

    الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

    • أكتوبر 12, 2025
    • 141 views
    الذكاء الاصطناعي في الحياة المعاصرة.. ثورة علمية بين الأمل والمخاطر

    حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

    • أكتوبر 1, 2025
    • 241 views
    حول نظرية القانون المشتغل بالكود “الرمز” Code-driven law

    الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

    • سبتمبر 29, 2025
    • 253 views
    الإعلام.. و”حُثالة الذكاء الاصطناعي”

    تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. وتساؤلات البشر

    • سبتمبر 26, 2025
    • 190 views
    تطبيقات الذكاء الاصطناعي.. وتساؤلات البشر

    كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي «العمليات الأمنية»؟

    • سبتمبر 24, 2025
    • 213 views
    كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي «العمليات الأمنية»؟

    الذكاء الاصطناعي في قاعة التشريفات: ضيف لا مضيف

    • سبتمبر 18, 2025
    • 144 views
    الذكاء الاصطناعي في قاعة التشريفات: ضيف لا مضيف