
AI بالعربي – متابعات
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، ساتيا ناديلا، عن إعادة هيكلة داخلية كبرى، يتخلى بموجبها عن مسؤوليات المبيعات والتسويق ليركّز بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي وتوسيع مراكز البيانات، في خطوة تؤكد اتجاه الشركة نحو المرحلة التالية من نموها وسط تحديات التسريحات واسعة النطاق.
ووفقًا لما ورد في مذكرة أرسلها ناديلا للموظفين، فإن جادسون ألتوف، الذي يقود جهود المبيعات في مايكروسوفت منذ أكثر من عقد، سيتولى منصب الرئيس التنفيذي للأعمال التجارية للشركة، مع منحه السيطرة أيضًا على فرق التسويق والعمليات. كما سينضم تاكيشي نوموتو، كبير مسؤولي التسويق، إلى هذا الهيكل الجديد. ناديلا أوضح أن هذه الخطوة ستتيح له وللقيادات الهندسية العليا التفرغ أكثر للمستقبل التقني للشركة.
تركيز على الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات
تأتي هذه الخطوة في وقت تسرّع فيه مايكروسوفت استراتيجيتها في الذكاء الاصطناعي، حيث أكّد ناديلا أن تركيزه سينصب على توسيع شبكة مراكز البيانات الضخمة وتطوير المنتجات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وكانت تقارير سابقة قد كشفت أن مايكروسوفت استثمرت نحو 80 مليار دولار في بناء مراكز بيانات جديدة خلال العام الجاري، كجزء من اندفاعها لتعزيز موقعها الريادي في مجال الذكاء الاصطناعي.
تسريحات واسعة النطاق
لكن إعادة الهيكلة لم تخلُ من صعوبات. فقد سرّحت الشركة أكثر من 15 ألف موظف منذ بداية العام، من بينهم نحو 9 آلاف في يوليو وحده. ناديلا اعترف في مذكرته بأن هذه القرارات كانت قاسية على الموظفين وعليه شخصيًا، قائلًا: “قبل أي شيء آخر، أود أن أتحدث عمّا يثقل كاهلي، وما أعلم أن الكثير منكم يفكر فيه: إنهاء وظائف الزملاء مؤخرًا”. ومع ذلك، أشار إلى أن عدد موظفي الشركة ظل مستقرًا تقريبًا عند 228 ألف موظف، وهو نفس العدد تقريبًا للعام الماضي.
دعم المستثمرين
رغم هذه التحديات، أظهر المستثمرون ثقة كبيرة في إستراتيجية ناديلا، إذ ارتفع سهم مايكروسوفت فوق حاجز 500 دولار للمرة الأولى بعد جولة التسريحات في يوليو، ما يعكس إيمان السوق بمسار الشركة المدفوع بالذكاء الاصطناعي. وكتب ناديلا: “هذه هي مفارقة النجاح في صناعة لا تملك قيمة ثابتة، التقدم ليس خطيًا، بل ديناميكي، متناقض أحيانًا، ومليء بالمطالب دائمًا، لكنه أيضًا فرصة جديدة لنشكل المستقبل ونقوده ونترك أثرًا أكبر من أي وقت مضى”.
هواجس ناديلا المستقبلية
وفي اجتماع داخلي مع الموظفين، كشف ناديلا عن قلق شخصي، معترفًا بأنه “مُطارد بفكرة أن مايكروسوفت قد لا تنجو من مرحلة الانتقال إلى الذكاء الاصطناعي إذا لم تتكيف بسرعة كافية”، وضرب مثالًا بشركة DEC، التي كانت يومًا ما رائدة في مجال التكنولوجيا لكنها انهارت في التسعينيات بسبب فقدانها القدرة على التكيّف. وأضاف: “صناعتنا مليئة بقصص شركات عظيمة اختفت فجأة، هذا ما يجعلني قلقًا، لكنه أيضًا ما يدفعنا إلى المضي قدمًا”.
إعادة الهيكلة هذه تضع الذكاء الاصطناعي في قلب إستراتيجية مايكروسوفت، مع إعادة توزيع المسؤوليات لتعزيز الابتكار التقني وضمان جاهزية الشركة لمستقبل يعتمد بشكل متزايد على الحوسبة الذكية ومراكز البيانات العملاقة.