AI بالعربي – متابعات
يشهد العالم تناميًا متسارعًا في قدرات الذكاء الاصطناعي، ما دفع عددًا من الباحثين والمديرين التنفيذيين في هذا المجال إلى المطالبة بإطار تنظيمي عالمي يضع قيودًا واضحة على استخدام هذه التقنية، بهدف تجنب آثارها السلبية المحتملة على البشرية. وقد جاء هذا النداء بالتزامن مع انعقاد الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث شدد الموقعون على أن المسار الحالي لتطور الذكاء الاصطناعي يحمل مخاطر غير مسبوقة رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها.
دعوات للتعاون الدولي وتحديد الخطوط الحمراء
أكد الخبراء أن التعاون بين الدول أصبح ضرورة ملحة من أجل التوصل إلى اتفاقات دولية تحدد الخطوط الحمراء لاستخدام الذكاء الاصطناعي، وتفرض قيودًا على الجهات الفاعلة في هذا القطاع. وأوضحوا أن المطلوب في هذه المرحلة هو وضع “ضمانات بالحد الأدنى” تتفق عليها الحكومات للتعامل مع المخاطر الأكثر إلحاحًا، وعلى رأسها التهديدات المتعلقة بالأمن الرقمي وانتشار المعلومات المضللة.
منظمات تقود المبادرة العالمية
تقف وراء هذه المبادرة عدة منظمات، من بينها المركز الفرنسي للأمان في الذكاء الاصطناعي و”ذي فيوتشر سوسايتي”، إلى جانب أكثر من 20 منظمة شريكة. وقد نبهت هذه الجهات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يتفوق قريبًا على القدرات البشرية، وهو ما يزيد من احتمالية تفاقم التحديات المرتبطة بالأوبئة والأزمات العالمية.
شخصيات بارزة بين الموقّعين
ضمّت قائمة الموقّعين على هذا النداء شخصيات مؤثرة في عالم التكنولوجيا والبحث العلمي، مثل جيسون كلينتون كبير مسؤولي الأمن المعلوماتي في شركة Anthropic، وعدد من موظفي شركتي DeepMind وOpenAI. كما برز بين الموقعين اسم العالم الكندي جيفري هينتون الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء، إلى جانب الأستاذ يوشوا بينجيو أحد أبرز خبراء الذكاء الاصطناعي.
سباق تطوير الذكاء الاصطناعي العام
يشير مراقبون إلى أن هذا النداء يأتي في ظل تسارع الجهود نحو تطوير الذكاء الاصطناعي العام، وهو المستوى الذي يعادل القدرات الفكرية البشرية. وتثير هذه المساعي جدلًا واسعًا حول ضرورة إقرار قواعد تنظيمية دولية، شبيهة بتلك التي أُقرت سابقًا في مجالات حساسة مثل الحد من الأسلحة النووية أو مواجهة التغير المناخي، وذلك بهدف تقليل المخاطر التي قد تترتب على هذه التكنولوجيا في المستقبل القريب.