العمال البريطانيون يتوجسون من الذكاء الاصطناعي رغم دعوات الحكومة لتبنيّه
AI بالعربي – متابعات
في وقت يدفع فيه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر نحو زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية ودعم الاقتصاد، يكشف استطلاع حصري عن حالة من الحذر والريبة تسود أوساط العمال البريطانيين حيال هذه التكنولوجيا الصاعدة.
خوف من الإفصاح عن الاستخدام
أظهر الاستطلاع أن ثلث العمال في بريطانيا يتجنبون إخبار مدرائهم باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي خوفاً من التشكيك في قدراتهم المهنية أو اتهامهم بالاعتماد على أدوات خارجية لإنجاز مهامهم. ورغم الانتشار المتزايد لهذه التقنيات، فإن 13% فقط من البالغين البريطانيين يناقشون صراحةً استخدامهم للذكاء الاصطناعي مع كبار الموظفين، وهو مؤشر على فجوة في الثقة داخل بيئة العمل.
الذكاء الاصطناعي بين الدعم والوصم
كشف البحث أن نصف المستطلعين تقريباً ينظرون إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة لمساعدة غير الأكفاء على إتمام أعمالهم، وهو تصور يعكس جانباً من الوصم المهني المرتبط بهذه الأدوات. وفي المقابل، يرى آخرون أنها فرصة لتحسين الكفاءة وتوفير الوقت، لكن دون أن تحظى بعد بالقبول الكامل كجزء من الممارسات اليومية.
مخاوف من تهديد البنية الاجتماعية
لم تتوقف المخاوف عند حدود بيئة العمل، إذ عبّر أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع عن قلقهم من أن التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي قد يهدد البنية الاجتماعية للمجتمع البريطاني. وأكد 63% أنهم لا يؤمنون بقدرة الذكاء الاصطناعي على أن يكون بديلاً جيداً للتفاعل البشري، وهو ما يضع علامات استفهام حول تأثيره على العلاقات الإنسانية والتواصل داخل المؤسسات وخارجها.
ستارمر بين الطموح والواقع
يأتي هذا الاستطلاع في وقت يتبنى فيه ستارمر خطاباً داعماً لتوظيف الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية لتعزيز مكانة بريطانيا الاقتصادية عالمياً. غير أن هذه النتائج تكشف عن فجوة بين الطموحات الحكومية والواقع العملي في مواقع العمل، حيث لا تزال المخاوف من فقدان الوظائف، والاعتماد المفرط على التكنولوجيا، وعدم وضوح القوانين المنظمة حواجزَ حقيقية أمام تبني واسع النطاق.
مستقبل متوازن بين البشر والآلة
تشير المعطيات إلى أن نجاح بريطانيا في استثمار الذكاء الاصطناعي مرهون بقدرتها على بناء جسور الثقة بين العمال والإدارات، ووضع أطر تشريعية وأخلاقية واضحة تضمن أن يكون الذكاء الاصطناعي داعماً للقدرات البشرية لا بديلاً عنها. وبينما يواصل ستارمر الدفع نحو المزيد من الاستخدام، تبقى معادلة التوازن بين الكفاءة التكنولوجية والطمأنينة الاجتماعية التحدي الأكبر في المرحلة المقبلة.